facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

ملكة الكريبتو" التي اختفت مع 5 مليارات دولار: قصة احتيال صُنّفها العالم الأضخم في تاريخ العملات الرقمية

ملكة الكريبتو التي اختفت مع 5 مليارات دولار: قصة احتيال صُنّفها العالم الأضخم في تاريخ العملات الرقمية
القبة نيوز – في مشهد يشبه أفلام الجاسوسية، اختفت الدكتورة روجا إغناتوفا، التي لُقّبت بـ"ملكة العملة الرقمية"، في عام 2017، تاركة وراءها فوضى مالية عالمية، وضحايا بالملايين، ومليارات الدولارات في مهب الشك والغموض.

بدأت القصة في 2014، حين أطلقت روجا، الألمانية من أصول بلغارية، مشروعًا باسم "ون كوين" (OneCoin)، وصفته بـ"العملة التي ستُطيح ببيتكوين". بثقة عالية، وملابس فاخرة، وخطابات مُلهِمة، جابت المؤتمرات العالمية، من لندن إلى دبي، تروّج لعملتها باعتبارها ثورة رقمية ستُعيد تشكيل الاقتصاد العالمي.

في يونيو 2016، وقفت على مسرح ويمبلي أرينا في لندن أمام آلاف الحاضرين، معلنة:  
> "خلال عامين، لن يتحدث أحد عن بيتكوين!"  
ووسط تصفيق حار، بيعت باقات استثمارية بأسعار تبدأ من 140 يورو وتصل إلى 118 ألف يورو، وُعد من خلالها المستثمرون بعوائد خيالية.

وهم بلا بلوك تشين  
لكن المفاجأة الصادمة كشفها خبير التكنولوجيا بيورن بييركي، بعد أن عُرض عليه منصب المدير التقني: "ون كوين ليس لها بلوك تشين أبدًا!".  

بكل بساطة، لم تكن عملة رقمية حقيقية، بل مجرد قاعدة بيانات عادية (SQL) يمكن التلاعب بها بسهولة. لا تشفير، لا لامركزية، لا تقنية حقيقية. كل شيء كان وهمًا.

مخطط هرمي تحت غطاء الثورة التقنية  
تحول "ون كوين" إلى واحد من أكبر المخططات الهرمية في التاريخ، وصفه مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي بـ"زواج وول ستريت بالاحتيال".  

المستثمرون لم يشتروا عملة، بل "باقات" تُدرّ أرباحًا فقط عندما يُدخلون آخرين. وبحسب وثائق مسربة، جمع المشروع أكثر من 5 مليارات دولار، وقد تصل الخسائر إلى 15 مليارًا.

حفلات على اليخت وعقارات فاخرة  
بينما كان الضحايا ينتظرون تحويل رموزهم إلى نقود، كانت روجا تستمتع بثروتها:  
- تملك عقارات فاخرة في صوفيا وسوزوبول.  
- تقيم حفلات باهظة على يختها الخاص "دافينا"، حيث غنّت نجمة البوب بيبي ريكسا عام 2017.  
- تنفق ملايين الدولارات على الموضة والسفر والرفاهية.

الاختفاء المدوي  
في أكتوبر 2017، كان من المفترض أن تحضر روجا مؤتمرًا ضخمًا في لشبونة، لكنها لم تظهر.  
انقطعت أخبارها تمامًا.  

وبحسب التحقيقات، سافرت من صوفيا إلى أثينا يوم 25 أكتوبر 2017، ثم توارت عن الأنظار.  

حتى اليوم، لا أحد يعلم مكانها. صُنّفت كمُطلوبة دوليًا، وأُدينَ شقيقها كونستانتين إغناتوف غيابيًا في الولايات المتحدة بتهم الاحتيال وغسل الأموال.

ضحايا بلا عدالة  
من بين الضحايا جين ماك آدم، امرأة اسكتلندية خسرت 250 ألف يورو، ودفعها الذنب لتأسيس مجموعات دعم عالمية للضحايا.  

بينما لا يزال بعض "الوكلاء" يروّجون لـ"ون كوين" حتى عام 2025، زاعمين أن "العملة ستنفجر يومًا ما"، رغم أن كل الأدلة تؤكد أنها انهارت منذ سنوات.

ثغرات قانونية تُغذّي الاحتيال  
رغم التحذيرات، كانت الاستجابة الرقابية بطيئة:  
- هيئة السلوك المالي البريطانية أصدرت تحذيرًا في 2016 ثم سحبته، مما أعطى المروجين فرصة للادعاء بأن المشروع "قانوني".  

- شرطة لندن أغلقت تحقيقًا استمر عامين في أغسطس 2025، بحجة "عدم الاختصاص".

من يملك الأموال؟ 
التحدي الأكبر اليوم: أين ذهبت المليارات؟
الوثائق تشير إلى استخدام شركات وهمية، وحسابات في دول ذات سرية مالية عالية، ما يجعل تتبع الأموال شبه مستحيل.  
يقول الخبير المالي أوليفر بولوغ: "المجرمون يستخدمون المملكة المتحدة وأماكن أخرى لإخفاء الأموال، والأنظمة التنظيمية لا تكفي لمواجهتهم".

---

قصة "ون كوين" ليست مجرد احتيال، بل درس قاسٍ في عالم التكنولوجيا المالية:  
> لا تثق بالوعود الكبيرة.  
> لا تصدق من لا يُظهر تقنيته.  
> وإذا سمعت "ستصبح مليونيرًا بين ليلة وضحاها"، فاعلم أنك في قلب فخ.

روجا إغناتوفا لا تزال طليقة، والعالم لا يزال يبحث عنها…  
أما الضحايا، فما زالوا ينتظرون عدالة قد لا تأتي.

كلمات دلالية :

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير