نضال انور المجالي يكتب …الحفاضات تتولى القيادة: فضيحة "البامبرز" تُغرق أسطورة الجيش الإسرائيلي

القبة نيوز - يا للسخرية! فبينما يصرخ الإعلام الإسرائيلي عن "القوة التي لا تُقهر" و"الجيش الذي لا يُقهر"، تخرج علينا رائحة كريهة من عمق الملاجئ، لتكشف عن "انتصار" جديد من نوعه. ليست رائحة البارود، ولا غبار الصواريخ، بل رائحة الحفاضات! نعم، لقد سمعتم جيدًا، فبينما كانت تل أبيب تفاخر بقبتها الحديدية (التي تبين أنها أقرب لغربال حديدي)، كانت جيوش "البامبرز" تشن هجومًا صامتًا من الداخل.
لقد انقلبت المقولة الشهيرة "ما خفي كان أعظم" لتصبح "ما خفي كان أفضح" بامتياز كوميدي أسود. في هذه الملاجئ التي كان يُفترض أن تكون ملاذًا آمنًا، تحولت إلى "حمامات" جماعية مفتوحة، حيث أصبح "البامبرز" النجم الأوحد لهذه المأساة الكوميدية. تخيلوا معي هذا المشهد
العبثي: مئات الأشخاص، أطفال وجنود، يتصارعون على أربعة حمامات فقط لكل ثلاثمائة نفس! يبدو أن خبراء التخطيط العسكري في إسرائيل، الذين يتقنون فن قصف البيوت، نسوا تمامًا أن البشر لديهم "احتياجات بيولوجية أساسية" لا تتوقف مع صافرات الإنذار.
أما الطبيبة الإسرائيلية التي فجرت هذه "القنبلة" - أقصد هذه الحفاضة - فقد وصفت الوضع بدقة مؤلمة، تثير الضحك من فرط السخافة: "نحن لا نواجه خطرًا خارجيًا فقط، بل كارثة داخلية تنفجر من أجساد المواطنين في إسرائيل، كارثة لا يمكن رؤيتها على الرادارات، لكن رائحتها بدأت تنتشر." يا لها من استعارة عبقرية! فبينما كانت الأنظار تتجه نحو صواريخ المقاومة، كانت "الحفاضات الممتلئة" هي القنبلة الموقوتة الصامتة التي تهدد بانهيار المنظومة الصحية والبيئية من الداخل. ربما كان يجب على القبة الحديدية أن تعترض هذه "القنابل" البيولوجية أيضًا!
وبات الجيش الإسرائيلي، الذي يأمر مستوطنيه بالبقاء قرب الملاجئ، يجد نفسه أمام مفارقة كوميدية محزنة: فجنوده الذين يرتدون أفخر الدروع الواقية من الرصاص، أصبحوا يرتدون الحفاضات الواقية من الإسهال المزمن! إنها فعلاً "مصيدة بيولوجية" بامتياز، حيث تتحول الملاذات الآمنة إلى أوكار للأمراض، ويصبح النصر العسكري مجرد "فوطة" مبتلة عندما يكون نصف الجيش يعاني من مشكلة "التحكم في الأمعاء". هل هذه هي "القوة الرادعة" التي يتحدثون عنها؟
إن هذه الصورة الساخرة، التي لا تخلو من المرارة، تكشف عن جانب مظلم ومضحك في آن واحد لـ"الدولة الأقوى" في المنطقة. فما فائدة كل هذا العتاد العسكري الجبار إذا كان جنودها ومواطنوها لا يستطيعون حتى قضاء حاجتهم بكرامة؟ يبدو أن الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى إعادة تقييم شامل لأولوياته. فربما يجب عليهم أن يضيفوا
"مخزون الحفاضات الضخم" و"المناديل المعقمة" إلى قائمة أسلحتهم الاستراتيجية، لأن القوة لا تُقاس بالصيحات العسكرية الرنانة، بل بمدى القدرة على الحفاظ على كرامة وصحة جنودها ومواطنيها، حتى في أحلك أوقات "الروائح الكريهة".