وفي الوقت الذي تركز فيه Starlink التابعة لإيلون ماسك على تطوير الاتصالات الليزرية بين الأقمار الصناعية، تعمل الصين على بناء شبكة إنترنت ليزرية عالية السرعة تربط الفضاء بالأرض. ووفقًا لمدير المشروع وانغ هان هان، فإن الصينيين لا يكتفون بالتصريحات، بل يشرعون فعليًا في نشر التكنولوجيا على نطاق واسع. وتسعى الشركة لزيادة عدد أقمارها الصناعية إلى 300 بحلول عام 2027، جميعها مزودة بوحدات ليزر متقدمة لدعم تقنيات 6G، وأنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية، بالإضافة إلى الاستشعار عن بعد بدقة فائقة.

تقنية مرنة وفعّالة

تتميز التكنولوجيا الصينية بمرونتها، حيث تم تركيب المعدات على شاحنة عادية بدلًا من الاعتماد على المحطات الأرضية الثابتة. يتيح هذا الحل مرونة أكبر في مواجهة تقلبات الطقس، إلى جانب القدرة على نشر النظام في أي موقع بسرعة. بالإضافة إلى ذلك، يعالج الاتصال الليزري تحديًا رئيسيًا تواجهه الأقمار الصناعية الحديثة، وهو محدودية سعة النقل باستخدام الترددات الراديوية التقليدية، مما يحول الاتصال إلى "طريق سريع متعدد المسارات"، مع الحفاظ على سرعة عالية حتى في ظل كثافة البيانات.

نحو عصر 6G

إن تحقيق سرعة 100 غيغابت في الثانية لا يعد فقط رقمًا قياسيًا، بل خطوة نحو التطبيق العملي لتقنيات 6G التي تعد بسرعات تصل إلى تيرابت في الثانية مع حد أدنى من التأخير. هذه الإمكانيات ستفتح آفاقًا جديدة في مجالات مثل المدن الذكية، أنظمة الاستجابة الطارئة، والملاحة الفضائية المتقدمة.

في الوقت نفسه، تعمل الصين على تعزيز بنيتها التحتية الأرضية، حيث يوجد حاليًا أكثر من 4.19 مليون محطة 5G، مع توقعات بزيادة العدد إلى 4.5 مليون بحلول عام 2025. كما تواصل الحكومة دعم مشاريع البحث والتطوير في مجالات مثل الشبكات البصرية فائقة السرعة، مراكز البيانات، أنظمة النقل الذكية، والتقنيات الكمومية.

سباق عالمي

في حين أعلنت روسيا عن خططها لاختبار الاتصال الليزري على أقمار Berkut-VR بين عامي 2026 و2027، وبدء أبحاثها في تطوير معايير 6G عام 2025، يبدو أن الصين تتقدم بخطوات واثقة، سواء في الفضاء أو على الأرض.

وبينما يُدلي إيلون ماسك بتصريحات مدوية حول تقنياته، تُواصل الصين بناء مستقبل التكنولوجيا بصمت، مدعومة بخطط طويلة المدى ورؤية استراتيجية تجعلها مرشحة بقوة لقيادة عصر G6 القادم.