ما الذي جعل نار كاليفورنيا بردا وسلاما على منزل هذه العائلة؟
القبة نيوز- من حرائق كاليفورنيا المرعبة، تخرج لوسائل الإعلام الأميركية قصص بالعشرات، منها واحدة مختلفة بعض الشيء، وهي عن عائلة صغيرة هرب أفرادها من بؤر نارية اقتربت الثلاثاء الماضي من الشارع الذي كانت تقيم فيه، وهو في أحد أحياء منطقة Pacific Palisades المطلة في لوس أنجلوس على البحر، ثم عادت عائلة "بيليتي" إليه في اليوم التالي، وفي البال أن يجدوه خرابا متفحما كبقية منازل الحي.
إلا أن معجزة كانت بانتظارهم حين رأوا أن نار الحرائق التي لم تترك شيئا إلا وجعلته طعما لألسنتها بالحي، كانت على منزلهم بردا وسلاما، بحسب ما يلخص خبرا عن البيت وساكنيه نشره موقع صحيفة "التايمز" البريطانية، اليوم السبت، فيما اظهر فيديو تم إنتاجه أمس، ما فعلته الحرائق بالحي، حيث لا يظهر أي بناء سليم.
وكان أفراد عائلة "بيليتي" تجولوا بسيارة عبر بقايا الحي المدمر، حين عادوا إليه، ورأوا من نوافذها بقايا الدخان الأسود يتصاعد من أنقاض وخرائب المنازل المجاورة، والشارع رأوه كما ديكور في فيلم رعب هوليوودي. عندها نزل "ستيف بيليتي" من السيارة، ونزلت زوجته كولين، وكذلك ابنتهما إيزابيل، المولودة قبل 22 عاما، وأمسكوا بأيدي بعضهم البعض وحمدوا الله.
ورد بالتقرير عن منزل العائلة أيضا، أن المنازل التي كانت قيمة الواحد منها بملايين الدولارات قبل أيام، أصبحت أكواما من أنقاض مشتعلة، فقد أتت عليها حرائق الغابات التي دمرت مساحات شاسعة من لوس أنجلوس، والتي ثبت أنها الأكثر كلفة بتاريخ أميركا حتى الآن، حيث أكدت تقديرات دقيقة أن الخسائر زادت عن 50 مليارا من الدولارات.
وقالت زوجته: إنها معجزة
وروى مراسل الصحيفة في لوس أنجلوس، أن Steve Bellitti البالغ 57 سنة، والعامل كزوجته في حقل العقارات، ذرفا دموع الارتياح مع ابنتهما الوحيدة، عند تأكدهم أن المنزل الذي عاشوا فيه طوال 21 عاما مضت، لا يزال قائما من الخارج والداخل كما كان من دون أي ضرر.
وقال الأب أثناء مسح الحي المدمر: "إنها مشاعر مختلطة للغاية. تنظر عبر الشارع وتجد أصدقاء مقربين للغاية، وقد اختفت منازلهم (..) لماذا نحن هنا وهم رحلوا؟ لماذا حالفنا الحظ ولم يحالفهم؟ قد لا نعرف سببا أو منطقا لهذا الحزن الكبير" والذي بدأ في حي "باسيفيك باليساديس" صباح الثلاثاء، بنار غذتها عاصفة رياح قوية، وسرعان ما تضخمت وابتلعت مئات آلاف الأمتار بساعات. أما زوجته فقالت: إنها معجزة.
وتروي "التايمز" أن حرائق "باليساديس" وحدها أتت على 20 مليون متر مربع، وأن مروحيات وطائرات حاولت إخماد نيرانها من الجو، وتم استدعاء مئات من رجال الإطفاء من جميع أنحاء الولاية، إلا أن شيئا من هذا كله لم يفلح، وكان "آل بيليتي" أصحاب حظ نادر كمنزلهم.