facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

اكتشاف يفتح آفاقا لعلاج الإنفلونزا والوقاية منها

اكتشاف يفتح آفاقا لعلاج الإنفلونزا والوقاية منها
القبة نيوز-توصل فريق من العلماء بقيادة البروفيسورة تايا وانغ، أستاذة الأمراض المعدية في جامعة ستانفورد، إلى اكتشاف جديد يكشف عن طريقة لتخفيف شدة أعراض الإنفلونزا، بغض النظر عن السلالة المنتشرة. هذا الاكتشاف يتضمن نوعًا من جزيئات السكر الموجودة في الأجسام المضادة التي تلعب دورًا حاسمًا في تحديد شدة الإصابة بالفيروس، حيث تؤثر بشكل مباشر على استجابة الجهاز المناعي وتقلل من الالتهابات المفرطة التي قد تؤدي إلى تلف الرئة.

في هذه الدراسة، قام الباحثون بدراسة تأثير حمض السياليك، وهو نوع من السكريات، على الأجسام المضادة التي ينتجها جهاز المناعة لمكافحة الفيروسات. ووجدوا أن الأجسام المضادة التي تحتوي على مستويات عالية من حمض السياليك تساهم في تقليل الالتهاب في الرئتين، ما يمنع تلف الأنسجة ويحسن وظيفة الرئة، حتى في حالات الإصابة الشديدة بالإنفلونزا.

وقد تبين أن الأشخاص الذين تحتوي أجسامهم المضادة على تركيزات عالية من حمض السياليك كانوا أقل عرضة للإصابة بمضاعفات خطيرة بعد الإصابة بفيروس الإنفلونزا H1N1، وهو نوع فرعي شائع من الفيروس. في المقابل، كانت الأجسام المضادة للأشخاص الذين أصيبوا بأعراض شديدة تحتوي على مستويات أقل من حمض السياليك.

ومن خلال التجارب على الفئران المعدلة وراثيًا، أظهر العلماء أن الأجسام المضادة الغنية بحمض السياليك تقدم حماية ضد شدة المرض عن طريق تقليل الالتهاب في الرئتين، حتى عندما يستمر الفيروس في التكاثر داخل الخلايا.

ويعتبر أحد الجوانب البارزة لهذا الاكتشاف أن الأجسام المضادة الغنية بحمض السياليك ليست مرتبطة بنوع معين من الفيروس، مما يعني أن هذه الآلية قد تكون فعالة ضد عدة سلالات من الإنفلونزا وربما ضد أنواع أخرى من الفيروسات أيضًا.

كما أظهرت الدراسة أن الأجسام المضادة الغنية بحمض السياليك يمكن أن تؤثر على الخلايا المناعية في الرئة، مثل الخلايا البلعمية السنخية، التي تلعب دورًا رئيسيًا في مكافحة العدوى. وعندما ترتبط هذه الأجسام المضادة بمستقبلات CD209 على سطح الخلايا البلعمية، يتم تحفيز استجابة مناعية مضادة للالتهاب، مما يقلل من الأضرار الناتجة عن العدوى.

تتمثل أهمية هذا الاكتشاف في تطبيقاته المحتملة في الوقاية والعلاج من الإنفلونزا وأمراض الجهاز التنفسي بشكل عام. فقد يُستخدم هذا البحث في تطوير أجسام مضادة معدلة تحتوي على مستويات مرتفعة من حمض السياليك لحماية المرضى من الأعراض الشديدة، حتى في غياب اللقاحات المناسبة.

إضافة إلى ذلك، قد تمتد هذه النتائج لتشمل علاج حالات التهابات أخرى، سواء كانت معدية أو غير معدية، حيث تشير الأدلة إلى أن حمض السياليك قد يساهم في تقليل الالتهاب المزمن المرتبط بالشيخوخة. وتفسر هذه النتائج أيضًا سبب تعرض كبار السن بشكل أكبر للإصابة بالإنفلونزا الشديدة والأمراض المرتبطة بالشيخوخة، إذ يُلاحظ انخفاض في مستويات حمض السياليك في أجسامهم المضادة مع تقدم العمر، ما يؤدي إلى زيادة الالتهابات المزمنة، وبالتالي زيادة خطر الإصابة بأمراض مثل مرض ألزهايمر وأمراض القلب والأوعية الدموية.
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير