مرصد حقوقي يطالب بالإعلان الرسمي عن المجاعة في شمال غزة
القبة نيوز- طالب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان المنظمات الدولية والأممية بإعلان "المجاعة رسمياً" في شمال قطاع غزة، بعد أكثر من 50 يوماً من منع إدخال المساعدات والبضائع لمئات الآلاف من السكان المحاصرين.
وأوضح المرصد، الذي يتخذ من جنيف مقراً له، في بيان له، أنه يجب على الجهات الرسمية والمنظمات الدولية إعلان المجاعة في شمال غزة بعد مرور أكثر من 50 يوماً على الحصار الإسرائيلي الذي يمنع إدخال أي مساعدات إنسانية أو بضائع للسكان المحاصرين. وذكر البيان أن هؤلاء السكان يتعرضون لأشرس حملة إبادة جماعية تستهدف قتلهم وتهجيرهم قسراً.
وأكد المرصد أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين، بما فيهم العشرات من المرضى في ثلاثة مستشفيات شمال غزة، يواجهون خطر الموت جوعاً أو معاناة تداعيات صحية دائمة بسبب الحصار الإسرائيلي غير القانوني.
وتابع المرصد أن "إسرائيل منعت إدخال المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة منذ 25 سبتمبر/أيلول الماضي، ومنعت إدخال البضائع منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول، لتشن بعدها هجوماً عسكرياً واسعاً ضد سكان جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، ما فصل شمال غزة بشكل فعلي عن بقية أجزاء القطاع".
وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية دمرت مئات المنازل ومراكز الإيواء منذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن استشهاد نحو 1900 فلسطيني وإصابة أكثر من 4 آلاف آخرين. كما أجبرت الهجمات عشرات الآلاف على النزوح، بينما لا يزال العديد منهم عالقين في المنازل ومراكز الإيواء.
وقال المرصد إن السكان الذين ما زالوا في شمال غزة يعانون من حصار خانق وقصف مستمر ومتعمّد، وهم يفتقرون إلى الإمدادات الأساسية من الطعام والمياه والعلاج. كما يتعرض كل من يحاول الخروج بحثاً عن الطعام أو الماء للاستهداف المباشر من الطائرات المسيّرة.
وأشار المرصد إلى أن الفلسطينيين في شمال غزة يواجهون أسوأ موجات من الجوع والقصف والتهجير، ولم يتعافوا بعد من موجات التجويع السابقة التي شهدها القطاع في نهاية العام الماضي وفي الأشهر الماضية.
وأوضح أن النازحين من شمال غزة إلى مدينة غزة يواجهون صعوبة في شراء المواد الأساسية بسبب ارتفاع الأسعار ونقص المواد، كما يفتقرون إلى المساعدات اللازمة بسبب الحصار الإسرائيلي على القطاع.
وأضاف المرصد أن الأوضاع في جنوب قطاع غزة ليست أفضل، حيث تواصل إسرائيل فرض قيود على إدخال البضائع، وتحدد أعداد الشاحنات المخصصة للمساعدات. كما تستولي مجموعات مسلحة على جزء كبير من المساعدات، مما يحول دون وصولها إلى المستحقين.
ونبه المرصد إلى أن السكان في القطاع يعتمدون بالكامل على المساعدات الإنسانية القادمة من الخارج، في ظل انعدام فرص العمل وغياب السيولة النقدية وانهار الإنتاج المحلي.
وقال المرصد إن الجيش الإسرائيلي ينفذ ما يُسمى بـ"خطة الجنرالات" في شمال غزة، التي تهدف إلى تهجير السكان وإجبارهم على النزوح إلى جنوب القطاع، مع حصار كامل على شمال غزة ومنع إدخال المساعدات الإنسانية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد بدأ في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الماضي اجتياحاً برياً في شمال قطاع غزة تحت ذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة".
منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً على قطاع غزة، بدعم أمريكي، خلفت أكثر من 146 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل وأزمة إنسانية تُعد واحدة من أسوأ الكوارث في العالم.