facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

أكاديميون يناقشون واقع الكتاب في يومه العالمي

أكاديميون يناقشون واقع الكتاب في يومه العالمي

القبة نيوز- شارك عدد من الأكاديميين والباحثين في الندوة التي نظمتها المكتبة الوطنية، مساء أمس السبت، للاحتفال باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، الذي أقرته اليونسكو منذ عام 1996، في الثالث والعشرين من نيسان.

وتحدث في الندوة التي أدارها الدكتور أمجد الفاعوري، كل من استاذ تاريخ العصر الإسلامي الوسيط الدكتور رياض ياسين، ورئيس جمعية المكتبات والمعلومات الأردنية الدكتور نجيب الشربجي، والباحثة في الأدب واللغة تسابيح إرشيد.
وأشار الشربجي، إلى جملة تحديات تواجه الكتاب في مجتمعنا متمثلة بعدم تلبية المواضيع المطروحة لطموحات القراء بشكل عام، والأحوال الاقتصادية التي تعيشها الطبقة الوسطى والتي هي الأكثر رغبة في التعلم والقراءة ولكن لا تسمح لهم الظروف بشراء الكتب، وكذلك عدم اهتمام كثير من الناشرين بالمحتوى الفكري لإصدارتهم، وابتعاد الهدف من القراءة والاطلاع عن الثقافة والعلم والمعرفة والاتجاه إلى المصالح المادية، وهجرة القراء الى وسائل التواصل الاجتماعي للبحث عن المعلومات ومشاركتها دون الاعتماد على البينات والأدلة والتوثيق الصحيح.
وتناول التحديات التي تواجه المكتبات، منها عدم المعرفة بالقوانين والأنظمة الخاصة بالنشر والتأليف وحقوق المؤلف، وأن العديد من المكتبات يديرها ويعمل بها أشخاص غير متخصصين بهذا العلم، وأن المكتبات في بلادنا من دون ميزانيات لشراء الكتب وتطوير المجموعات، كما لا يشجع النظام التعليمي على البحث في المكتبة، ولا تقوم أيضا مكتباتنا بالإعلان عن نفسها.
من جهتها، أوضحت ارشيد أن الحاجة ملحة لإيجاد حالة من التثقف العام تنعكس إيجابا على الواقع العربي تحديدا، والنهضة عموما لا تنشأ من منطلق اعتباطي، لكنها تكون وليدة مخاض فكري تترتب عليه نتائج تطبيقية، فنحن لم نشاهد من خلال التاريخ نهضة حياتية إلا وقد سبقها تيارات فكرية تخوض جدلا واسعا حول النموذج الأمثل للحياة المدنية، وهذا الجدل الفكري أظهر الكثير من الكتب للجمهور، التي انتشرت وأصبحت نمطا عاما ولد التغيير نحو الأفضل.
وقالت إن اليوم العالمي للكتاب يشكل فرصة وان نهضتنا الحقيقية وخروجنا من الأزمة الفكرية التي نعاني منها ستكون من خلال الدعم الحقيقي للكاتب والكتاب، خاصة تلك الكتب التي يخدم تأليفها هوية أمتنا وشخصيتها الثقافية الغنية.
واضافت، نرى أن مسؤولية الدولة والمسؤولية المجتمعية مهمة في هذا المجال لإتاحة هذه النتاجات المعرفية لجميع شرائح المجتمع على اختلاف مستوياته، فالكتاب والثقافة المستنيرة متلازمان، وهما السبيل الرئيسي لتحقيق الهوية الجامعة لأفراد المجتمع.
بدوره، استعرض ياسين تطور الكتابة منذ الألف الرابع قبل الميلاد في حضارات العراق القديمة، ودورها في الانتفال بالبشرية من مرحلة إلى أخرى، وصولا إلى الحضارة العربية الإسلامية التي شهدت توسعا في حركة التأليف خلال القرنين الثالث والرابع الهجري الذي يعتبر الذروة في التأليف والانفتاح بعد التمدد الحضاري للدولة الإسلامية في العصر العباسي.
وتوقف عند بيت الحكمة الذي أسسه الخليفة العباسي المأمون، حيث مثل واحدة من أهم خزائن الكتب، وكانت بمثابة مجمع علمي متكامل احتضن المؤلفات المهمة والمترجمات واحتوى ايضا مركزا للترجمة ومرصدا فلكيا ودارا للمناظرات والجدالات، وكذلك عند مهنة الوراقة التي ارتبطت من الناحية التاريخية باحتراف نسخ القرآن الكريم وسرعان ما اتسعت لتشمل الانتساخ والتصحيح والتجليد وسائر الأمور المكتبية والدواوين.
ولفت ياسين، إلى أن الوراقة اختفت مع اختراع الطباعة ففي سنة 1453م على يد الألماني يوهان غوتنبرغ، واهمية هذا الإنجاز أنه كان فتحا تقنيا غير وجه التاريخ الثقافي للعالم، مبينا أنه في العصر الحديث تراجع الكتاب عموما وباتت الثقافة مقننة ومجزأة ومبعثرة خارج الكتاب، وفي كثير من الأحيان تم استلاب محتويات الكتب في مواقع الكترونية دون الإشارة لمؤلفيها، فدخلنا في انتحال من نوع آخر عنوانه الجهل بالكتاب وصاحبه، وربما تحوير المحتوى بصورة صارخة.
من جانبه، ختم مدير عام المكتبة الوطنية الدكتور نضال العياصرة، الندوة بالإشارة إلى تراجع مستوى الكثير مما يؤلف اليوم، حيث يعيش الأكاديمي أزمة لا تقل عن أزمة الناشر بسبب سعيه للنشر من أجل الترقية فقط الذي يكون باللغة الإنجليزية غالبا بسبب عدم التفات الجامعات لمنصات النشر العربية، مؤكدا أن القراءة تغيرت بفعل التكنولوجيا ما يستوجب تشجيع الجيل الجديد على القراءة بغض النظر عن الوسيط التكنولوجي الذي يقرأ من خلاله.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير