عين على القدس يناقش استغلال الاحتلال اغلاقات كورونا لتفريغ القدس والمسجد الاقصى
القبة نيوز- سلط برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الاردني امس الاثنين، الضوء على استغلال سلطات الاحتلال حجة الاغلاقات بسبب انتشار وباء كورونا، لتفريغ القدس والمسجد الاقصى المبارك، ومصادرة اراضي المقدسيين بحجج واهية.
وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس، مشاهد من القدس تبين خلوها من الناس، وكأنها ترزخ تحت "شبه منع تجول" على حد تعبير التاجر المقدسي إياد عابدين، الذي اكد ان سلطات الاحتلال لا تسمح بدخول احد الى البلدة القديمة من مدخل باب العمود، وانهم يدققون في الهويات، فإذا تبين ان الشخص ليس من سكان البلدة القديمة لا يسمح له بالدخول، على عكس ما يحدث في القدس الغربية التي لا تتعرض لمثل هذا التشديد.
ووثق البرنامج اعتداءات سلطات الاحتلال علا اراضي الفلسطينيين من خلال اقتلاع الاشجار من ارض تعود ملكيتها لمواطن فلسطيني، بعد ان قامت بمصادرتها، في بلدة سلوان.
صاحب الارض المصادرة، الحاج خليل عوض، تحدث للتقرير خلال قيام سلطات الاحتلال باقتلاع الاشجار من ارضه المصادرة، وقال: "هذه ارضي، ومفيش حدا بطلعني منها"، وأشار الى شجرتي ليمون وزيتون ،قائلا "نحن نزرع وهم يقلعون"، وتطور المشهد بقدوم شرطة الاحتلال وطلبهم من فريق البرنامج والحاج خليل مغادرة المكان، ولكن الحاج خليل قال لهم "لماذا أخرج؟ .. انا لن اخرج من هنا، وهذه ارضي". ولفت التقرير الى ان الاحتلال الاسرائيلي استخدم جميع مؤسساته، كالبلدية وسلطة الطبيعة، مستغلا الاغلاق بسبب وباء كورونا لوضع يده على هذه الاراضي المملوكة لعائلات مقدسية فلسطينية تحت مسمى "المنفعة العامة"، لهدف آخر هو اقامة حدائق توراتية لوضع قواعد للقطار الهوائي (التلفريك). والتقى البرنامج الذي يقدمه الاعلامي جرير مرقة، عبر تطبيق سكايب بمدير عام دائرة اوقاف القدس وشؤون المسجد الاقصى المبارك، الشيخ محمد عزام الخطيب، الذي أكد على ان القدس حاليا وخصوصا البلدة القديمة ومحيطها "تواجه حصارا فعليا"، مشيرا الى ان هناك استغلالا فعليا للظروف التي احاطت بانتشار جائحة كورونا، كالحفريات في منطقة ساحة البراق والجدار الغربي، اضافة الى "التنكيد" على المصلين والحيلولة دون وصولهم الى المسجد الاقصى المبارك، وعدم وصول المسيحيين الى كنيسة القيامة.
اما بخصوص الاوقاف الاسلامية، اشار الخطيب الى انه بالرغم من حرص دائرة الاوقاف الاسلامية عليها، الا ان هناك اعتداءات على هذه الاراضي، كالاعتداء على المقبرة اليوسفية، موضحا ان الوضع مسيطر عليه من ناحية الاراضي، الا انه خارج عن السيطرة فيما يتعلق بمحيط المسجد الاقصى المبارك، الذي يبدو بشكل واضح جدية حكومة الاحتلال في الاستيلاء عليه. واستضاف البرنامج المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، الدكتور وصفي كيلاني، الذي أكد ان ما تفعله سلطات الاحتلال بالاشجار، مشابه تماما لما يفعلونه بالآثار والتراث الاموي والمملوكي والعباسي.
وأشار الى ان كل المنطقة التي تقع جنوبي المسجد الأقصى ابتداء من القصور الأموية على الجدار الجنوبي والغربي للمسجد الاقصى نزولا الى سلوان بما فيها مناطق وادي حلوة ووادي الربابة مستهدفة كما هو الحال في ساحة البراق ومقبرة باب الرحمة. واضاف كيلاني، ان خطة الاحتلال اصبحت واضحة، وهي تطويق المسجد الاقصى، فبعد ان قاموا بتطويقه من جهة ساحة البراق، بدأت محاولات استهداف واضحة في الجهة الغربية للمسجد كما حصل على رباط الكرد، حوش الشهابي، والساحة الشمالية (ساحة الغزالي)، بالاضافة الى مقبرة باب الرحمة التي تعرضت الى اقتلاع للاشجار وحتى القبور. وأشار الدكتور كيلاني الى ان هدف المستوطنين معلن، وهو مصادرة الاراضي الفلسطينية المحيطة بالمسجد الاقصى المبارك وفي كل القدس "بالشبر"، وباستخدام جميع الوسائل، كالقبور المزيفة والحفريات، وبحماية كل اجهزة الاحتلال، كالجيش والبلدية وسلطة الطبيعة، وبذلك لم يبقى في طريقهم سوى الانسان الفلسطيني الذي بقي صامدا على الارض يدافع عن ارضه وبيته. وفي محور آخر، ناقش البرنامج استمرار الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات، والدفاع عنها خلال المئوية الاولى لتأسيس الدولة الاردنية، حيث عرض تقريرا مصورا من القدس، تحدث فيه عدد من الشخصيات المقدسية عن اهمية وضرورة الوصاية الهاشمية للدفاع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، اضافة الى دورها الرئيس في اعمار المقدسات، والذي يعتبر "ارثا تاريخيا قديما"، كما اشار رئيس اساقفة الأنجليكان في القدس، المطران سهيل دواني. وأكدت الشخصيات المقدسية التي تحدثت خلال التقرير على اهمية استمرار هذه الوصاية، وعدم قبول اي "مهاترات" حول ازالة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس او استبدالها. -- (بترا)