facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

النوم ذلك اللغز .. لماذا نفقده وكيف نستعيده؟

النوم ذلك اللغز .. لماذا نفقده وكيف نستعيده؟

القبة نيوز- الشعور بالراحة والنوم بشكل أفضل، هذا ما يحلم به الملايين في كل بقاع العالم، بعد أن فقد الناس ما يقارب ساعة ونصفا من النوم يوميا خلال 30 عاما الأخيرة، وغالبا ما يرتبط ذلك بالإرهاق وقلة النوم واضطرابه.


بمثل هذه المقدمة مهدت صحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) الفرنسية لمقابلة حررها الكاتبان نيكولا أنجموث وإيمانويل هيشت، شرح فيها البروفيسور بيير فيليب، رئيس قسم طب النوم الجامعي في مستشفى "جامعة بوردو" (Universite de Bordeaux)، بعض ما توصل إليه في كتاب رائع حطم به العديد من الأفكار المتعلقة بالنوم.

لماذا نحن متعبون
انطلاقا من سؤال: لماذا نحن متعبون؟ قال بيير فيليب إن الإرهاق من أكثر أسباب الاستشارات شيوعا، وهو نوعان، إرهاق جسدي يجعل الشخص "غير قادر على فعل شيء بعد الآن"، وإرهاق ذهني ويُعبر عنه بعبارات مثل "لم أعد أرغب في القيام بأشياء معينة".

وغالبا ما يرتبط الإرهاق -حسب البروفيسور- بعدم صحية النوم واضطرابه، حيث إن الاستخدام المفرط للشاشات ووسائل الاتصال الحديثة ونمط الحياة غير المستقر، إضافة إلى قلة النشاط البدني والأرق، أمور تبعد الشخص عن قضاء ليلة مريحة.

ونبه فيليب إلى ضرورة فهم الاختلاف الأساسي بين الإرهاق والحرمان من النوم؛ لأن العلاجات التي تُكيف للتعامل معهما متباينة رغم تشابه أعراضهما.

فالتعب هو صعوبة متزايدة في أداء المهام الجسدية أو العقلية، مما يضطر الفرد لتقييد أنشطته، حتى عندما تكون ممتعة، ولعلاج هذا التعب بشكل فعال، هناك حل واحد فقط هو الراحة.

أما قلة النوم، التي تؤدي إلى البقاء مستيقظا، فنتيجتها ضعف التركيز والإرهاق وصعوبة أداء المهام البسيطة، ولعلاجها يجب أن نحصل على نوم مريح بجودة عالية، وبكميات كافية لاستعادة طاقتنا وراحتنا.

7 ساعات 7 أيام
المعاناة من قلة النوم -حسب البروفيسور- تجعلنا نتحمل إرهاقا هائلا يهدد توازننا بشكل خطير، ونحن مقتنعون بأن النوم يؤثر بشكل مباشر على أجسامنا، ويعمل على جميع أعضائنا من القلب إلى الرئتين إلى الدماغ فالجهاز المناعي.

ومن المفهوم أن صحة النوم تؤثر على التوازن العام للجسم تماما كالنظام الغذائي أو النشاط البدني، وهناك مجموعة من السلوكيات والإيقاعات يجب أن نتبناها، وهي ما يعنيه بيير فليب "بنظافة النوم".

لذا فمن الضروري بالنسبة للبروفيسور تعلم قاعدة "7 × 7 = 49 ساعة نوم في الأسبوع"، أي أن النوم في 7 ليال بمعدل 7 ساعات هو الحد الأدنى في الأسبوع.

ومع أن احتياجات النوم تختلف من شخص لآخر، وتتغير مع تقدم العمر، فإن العلماء يتفقون على أنه من تتراوح أعمارهم بين 20 و65 عاما، يحتاجون غالبا إلى 7 ساعات على الأقل من النوم، 7 أيام في الأسبوع.

ومنذ فجر التاريخ كانت للنوم أهمية فسيولوجية كبيرة للدماغ والجسم، تماما مثل التنفس أو وظيفة القلب، ولذلك فهو مرتبط بالوراثة، وبالتالي يؤدي التراث الجيني دورا لا يمكن إنكاره في النوم.

وبما أن الكثيرين لا يعرفون أن التعرض للضوء الطبيعي يؤثر على معدل النوم، ينبه البروفيسور إلى أن تقلبات الضوء ضرورية لإيقاع الساعة البيولوجية لدى البشر؛ لأنها ترسل إشارات قوية إلى الجسم كالنعاس قبل النوم.

وهو ينصح من يواجهون صعوبة في النوم بتجنب التعرض لأشعة الشمس بعد الساعة الخامسة مساء، ومن لديهم مشكلة في الاستيقاظ، بفتح النوافذ للاستفادة من ضوء الصباح، ونبه إلى أن الشاشات تؤدي دور الشمس الاصطناعية في الحياة الحديثة.

ديون النوم
وقال البروفيسور إن ديون النوم تراكمية بخلاف النوم نفسه، وإن دين النوم حاضر جدا في المجتمعات الغربية الحديثة بسبب الجهل التام بنظافة النوم، ونبه إلى أن دين النوم يعني أن الجسم لم يعد قادرا على توليف ما تم تعلمه، خاصة أن النوم حالة نشطة مثل اليقظة.

وعند سؤاله عن العشاء المثالي لضمان نوم هانئ ليلا، قال فيليب إن تناول سعرات حرارية أقل في العشاء أمر مهم، ودعا إلى تجنب اللحوم الحمراء وتناول سلطة لتقليل الالتهاب في الدماغ، والمساعدة على النوم بشكل أفضل، منبها إلى أهمية تعجيل الطعام قبل النوم بوقت طويل.

وقال البروفيسور إن عمل أجسادنا يتحكم في الساعات التي تتحكم بفترات نشاط الأعضاء، حيث تنخفض درجة حرارة الجسم في بداية الليل، وينخفض معدل ضربات القلب وينام إنتاج ما يسمى بمواد "الإثارة" مثل الكاتيكولامينات.

وقد أثبت العالم الأميركي توماس وير أن درجة الحرارة المنخفضة بصورة كافية تسمح بالنوم العميق البطيء، كما هو الحال غالبا في بداية الليل، وهذا هو السبب في أهمية النوم في غرفة نوم باردة بما يكفي للحصول على نوم عميق جيد.

الأرق والعمر
وبحسب البروفيسور فيليب، تزداد الشكاوى من الأرق مع تقدم العمر، وتنخفض فترات النوم العميق البطيء، مشيرا إلى أن الخوف الذي يمكن أن يحدث في أي سن، هو القوة الدافعة وراء ظهور الأرق المزمن.

وعلق فليب بأن السؤال هل القلق هو الذي يمنع النوم أم أن الأرق هو الذي يحدث القلق؟ يشبه سؤال الدجاجة والبيضة أيهما كان أولا.

فعلاقة الإنسان بالإرهاق لم تتوقف عن التطور منذ قرون، تماما كما تطورت اللغة المعبرة عنه، من التعب إلى الإرهاق إلى الإجهاد إلى الإرهاق إلى الاكتئاب فالإجهاد.. إلخ، كما يذكر مؤرخ الجسد والعواطف جورج فيغاريلو.

المصدر : لوفيغارو

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير