عين على القدس يناقش محاولات الاحتلال اخفاء وتزوير الآثار الاسلامية بالقدس
القبة نيوز- سلط برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الاردني، أمس الاثنين، الضوء على محاولات الاحتلال اخفاء وتزوير آثار اسلامية في القدس، اضافة الى اغلاق عدد من المؤسسات الثقافية في المدينة المقدسة بهدف طمس الهوية العربية الاسلامية فيها.
وعرض البرنامج تقريرا مصورا تتبع فيه آثار الحفريات واعمال النبش للتاريخ العريق للمدينة المقدسة التي قامت بها سلطة الآثار التابعة للاحتلال في موقع باب الخليل في القدس المحتلة قرب ميدان عمر بن الخطاب، حيث ظهر نقش ايوبي على سور القدس من الاسفل، الامر الذي دفع سلطات الاحتلال لإغلاق المكان بالكامل بهدف اخفاء هذا الاكتشاف التاريخي الاسلامي عن العيان، وبالرغم من تغطيته، الان ان كاميرا البرنامج استطاعت كشفه.
وتحدث مدير السياحة والآثار السابق في المسجد الاقصى المبارك، الدكتور يوسف النتشه، خلال التقرير عن هذا الاكتشاف، مشيرا الى انه يتحدث عن نشاط معماري ايوبي يخص القلعة او سور القدس، وهذا هو سبب قيام سلطات الاحتلال بإخفائه والتعتيم عليه، مؤكدا ان هذا الاكتشاف الهام لو كان عائدا لفترة زمنية يهودية لكانت الصحافة الاسرائيلية حاضرة بالكثير من الفرضيات والاحتمالات حوله، وان محاولة اخفائه تندرج تحت مساعي الاحتلال نحو طمس الوجود العربي الاسلامي في مدينة القدس.
كما تحدث التقرير عن قيام سلطات الاحتلال بطمس الهوية الثقافية للمدينة المقدسة من خلال هجمة شرسة على المؤسسات والمراكز الثقافية في المدينة كاقتحام معهد يبوس الثقافي والمعهد الوطني للموسيقى ومصادرة الملفات واجهزة الحاسوب التابعة لهما اضافة الى اعتقال القائمين على هذه المؤسسات، وتجاوزت سلطات الاحتلال ذلك الى اعتقال محافظ القدس عدنان غيث بهدف منع اي نشاط ثقافي فلسطيني في المدينة المقدسة، ويأتي هذا الاعتقال السياسي للمحافظ "في سياق مسألة تمرير الاحتلال لمخطط التهويد والمساس بكل مكونات هوية القدس العربية الاسلامية والمسيحية"، بحسب ما افاد نائب محافظ القدس عبدالله صيام. والتقى البرنامج، الذي يقدمه الزميل الاعلامي جرير مرقة بالمدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الاقصى المبارك، الدكتور وصفي كيلاني، الذي اعتبر ان هذا الاكتشاف عظيم وانه تم على يد من يحفرون بشكل غير قانوني من دائرة آثار الاحتلال، ولعل الاعظم من ذلك هو عيون المقدسيين التي تسللت خلسة داخل الحفريات وكشفت عن الحجر الذي يدل على بناء سور القدس وقلعة صلاح الدين الايوبي، مشيرا إلى انه لولا قيامهم بذلك لقام المتطرفون بكسره لإخفاء هذه الحقيقة.
واضاف الدكتور كيلاني، انه من الناحية الاثرية والمعمارية، فهو اكتشاف مهم لوجوده في الجزء السفلي لحجارة القلعة، وهو يحسم الصراع حول رواية باب الخليل ام باب يافا، قلعة داوود ام قلعة صلاح الدين، ووجوده يشير الى ان من بناه هو ابن عم صلاح الدين الايوبي الملك العادل عيسى الايوبي، الامر الذي يؤكد انتصار الرواية الاسلامية حول أحد اهم المواقع في القدس، وأردف، بان هذا مشابه لما حصل في السور الشرقي بالجهة الممتدة ما بين باب الاسباط وسوق الجمعة، حيث اظهرت الحفريات التي اقيمت في هذا الموقع منذ سنتين اثارا مملوكية وآبارا وقنوات للمياه وفخاريات تثبت بان الجزء السفلي للسور بناء اسلامي.
وأكد كيلاني ان هناك المئات من الشواهد والاماكن التي تم طمسها او تزوير روايتها او تزوير تفسير روايتها، ومثال على ذلك تحويل حمام تنكز المملوكي الى سيناقوق وهو مكان صلاة لليهود كما تم تسويقه رغم كثرة الشواهد العربية الاسلامية فيه، وكذلك القصور الاموية التي تم تحويل شواهدها الاموية على انها من آثار المعبد الثاني. وفي محور آخر، ناقش البرنامج دور اليهود الامريكان في دعم الاستيطان الصهيوني في فلسطين. وفي هذا الصدد، بين الدكتور كيلاني انه ببداية القرن العشرين ومع انطلاق الحركة الصهيونية، بدأت ما تسمى بشبكات العمل والتأثير السياسي للحركة الصهيونية بتحالفها مع الرؤساء الامريكيين الذين دعم الكثير منهم الحزب الديموقراطي الذي يكثر فيه اللوبي الصهيوني، الأمر الذي كان له الاثر الكبير في دعم الاستيطان الاسرائيلي في فلسطين. -- (بترا)