facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

سعد جابر وإخلاص النية في العمل

سعد جابر وإخلاص النية في العمل

د. محمد خير نوافلة

القب نيوز- قد يوحي عنوان المقال أنه جاء لتسليط الضوء على إنجازات معالي الطبيب الفذ سعد جابر في ظل الجانحة التي يُعاني منها العالم أجمع وشهادة مني بحقه لما قام به من عمل عظيم. وحقيقةً الأمر أنه ليس كذلك؛ فهو ليس بحاجة إلى شهادتي في ظل إدراك الشعب الأردني أجمع حقيقة أن معالي الدكتور سعد ذو تركيبة معقدة ومتنوعة من مزيج من الخبرات العلمية والطبية والعسكرية والقيادية والسياسية وحتى الاقتصادية؛ إذ إن ما يقوم به والحكومة الموقرة يُعد مجدياً جداً من الناحية الاقتصادية أيضاً؛ لأن كل دينار تنفقه الحكومة في مجال مكافحة هذا الوباء ومنع انتشاره سيوفر _ بإذن الله _ مئات إن لم يكن آلاف الدنانير في حال انتسار المرض لا قدر الله، كما يُدرك جميعنا بأنه أصبح "الأيقونة الأميز" على مستوى العالم؛ لما قام وما يزال يقوم به من إنجازات رائعة واضحة للعيان يشهد بها القاصي والداني ليس على مستوى المملكة فحسب بل على مستوى العالم.


إلا أن ما استوقفني ودفعني لكتابة هذه السطور هي جملة سمعتها من الدكتور سعد جابر في مقابلة على إحدى القنوات الفضائية؛ فقد قال هذا الطبيب الإنسان المتواضع والقائد العسكري الفذ والسياسي المُحنك: "أنا لم أعمل ما عملت لأُحبب الناس فيّ (بشخصي) وإنما عملته لمصلحتهم، فرزقني الله حبهم". جملة نطق بها هذا الإنسان _ الذي اجتمع الشعب الأردني على حبه _ بكل بساطة ونقاء سريرة وعلى الفطرة السليمة دون أدنى تكلف. والمتمعن في هذه الجملة البسيطة سيجد أنها تتضمن من المعاني العظيمة والحكم الجليلة ما يستوجب تدريسه في مناهجنا المدرسية والجامعية على حدٍ سواء. فقد تضمنت من المعاني والحكم ما يأتي:

1. الإخلاص في النية والعمل هو أساس نجاح كل عمل، كما قال الله تعالى في محكم التنزيل: " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ" صدق الله العظيم.

2. من يعمل ليُرضي الله عز وجل سينال رضا الناس وحبهم، ومن يعمل لينال حب الناس فقط لن ينال حب الله وسيجحد الناس ما قام به من أجلهم.

3. كن مع الله ولا تُبالي؛ فمن كان مع الله وتوكل عليه فسينصره ويُسدد على طرق الخير خطاه.

4. العمل لمصلحة الناس يؤدي بلا أدنى شك إلى نيل حبهم، ولكن العمل للاستحواذ على حبهم فقط لا يؤدي إلى تحقيق مصلحتهم.

5. الحب يُمنح ولا يُطلب تماماً كما هي الثقة تُمنح ولا تُطلب.

6. العمل من أجل تحقيق مصلحة الآخرين أسمى وأنبل من العمل من أجل الاستحواذ علىيهم وعلى حبهم.

7. حُب الناس لا يتأتى بالبحث عن الشعبويات الزائفة وإنما بالعمل الجاد والمخلص.

8. العمل بصمت أعظم أثراً وأكثر نفعاً وتأثيراً من العمل أمام الشاشات.

9. الناس بأفعالها لا بأقوالها.

10. الاهتمام أهم من الحب ويؤدي إليه.

وخلاصة القول: أن إخلاص النية في العمل والتوكل على الله عز وجل والعمل بروح الفريق كفيلة لتحقيق المزيد من الإنجازات وأعظم أثراً في تحقيق الانتصارات على الأرض، حتى وإن كانت الموارد والإمكانات المادية شحيحة؛ ولعل خير مثال على ذلك يتمثل في المقارنة بين ما يحدث حالياً في الدول العظمى وما يحدث في وطننا المفدى صغير المساحة وعظيم المكانة، الأردن الذي يعاني من نقص الموارد والإمكانات المادية إلا أنه أثبت للعالم أجمع قدراته الكبيرة في التصدي للأزمات، وجسدت قيادته الحكيمة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين بكل ما تحمل الكلمة معنى مقولة المغفور له _ بإذن الله _ الملك الحسين: "الإنسان أغلى ما نملك"، كما أظهر الشعب بكل أطيافه التفافه حول قيادته وتعاونه التام مع الحكومة والقوات المسلحة (الجيش العربي) والأجهزة الأمنية في كل ما صدر من تعليمات ونصائح لمواجهة هذا الوباء ومنع انتشاره.

وختاماً فأرجو الله العلي القدير أن يحفظ الأردن الغالي قيادةً وحكومةً وشعباً وجيشاً وأجهزةً أمنية، وأن يُكلل الجهود المبذولة في التصدي لهذا الوباء بالنجاح، وأن يرفع عنا البلاء وعن البشرية جمعاء، وأن يشافي المصابين ويرحم كل من فقدناه بسبب هذا الوباء وجميع أمواتنا وأموات المسلمين، إنه سميع مجيب الدعاء.


تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير