facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

عميش تكتب: كورونا والهيمنة العالمية

عميش تكتب: كورونا والهيمنة العالمية

د. ناهد عميش

القبة نيوز-منذ بداية أزمة كورونا، وتميز الأداء الصيني في محاربة هذا الوباء، مقابل إخفاقات بعض الدول الكبرى في التصدي لهذا الفيروس، خرجت الكثير من التحليلات السياسية والاقتصادية، التي توقعت تحوّلاً في النظام العالمي وانهيار حتمي لأميركا بعد انتهاء هذه الأزمة.


المكانة المرموقة للصين في النظام العالمي، ليست وليدة اللحظة بل هي تراكمية، فهي تحتل المركز الثاني اقتصادياً بعد الولايات المتحدة الأميركية، وهناك ازدياد في حصتها من الناتج الاقتصادي العالمي منذ سنين عدّة، وهي كدولة تركز على القوة الاقتصادية في علاقاتها مع الدول الأخرى، ولا تميل لاستخدام القوة السياسية والعسكرية كوسيلة للهيمنة خارج حدودها، مع أنها تعمل على تطوير موقعها السياسي والعسكري ولكن بصمت.

في المقابل؛ فإن الولايات المتحدة، بالرغم من أنها ما زالت تستحوذ على 20% من الناتج الاقتصادي العالمي، وهي الآن في المركز الأول في هذا المجال، إلا أن موقعها هذا، شهد تراجعاً نسبيًا على مر العقود الماضية.

ففي خمسينيات هذا القرن، كانت تستحوذ على ما يقارب نصف الناتج الاقتصادي العالمي.

ومن الجدير بالذكر أيضاً، أنه مع انهيار الاتحاد السوفييتي وانتهاء الحرب الباردة، ساد نظام القطب الواحد، والذي يتمثل بالهيمنة الأميركية على العالم، وأيضاً ظهر النظام الليبرالي المتوحش، والذي ضرب في عرض الحائط الإنفاق على التعليم والصحة، وهذا كان له تأثيرٌ سلبيٌّ على الدول.

الهيمنة العالمية لا تعتمد فقط على الجانب الاقتصادي، بل لها أيضاً أبعاد اقتصادية؛ وثقافية؛ وعسكرية، وهذا ما تفتقده الصين حالياً.

التحوّلات في النظام العالمي لا تحصل بين ليلة وضحاها، إذ إنها بدأت منذ فترة وبطريقة تدريجية، مثل صعود الصين ودول أخرى كالبرازيل والهند وروسيا، ولكن يحصل ان يؤدي حدث معين إلى تغيير المسار.

لذا فأن أزمة كورونا ممكن أن تؤدي إلى بدء مسار جديد للنظام العالمي، قد يعمل على إعادة ترتيب موازين القوة داخله، ولكن الكلام عن انهيارات مفاجئة لبعض الدول، نتيجة للأزمة الحالية يعوزه الدليل والمنطق العلمي.


تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير