ملامح العام الدراسي الجديد وتحديات المرحلة القادمة
فيصل تايه
القبة نيوز- زيارة جلاله الملك عبد الله الثاني بن الحسين صباح هذا اليوم الاحد مع مطلع العام الدراسي الجديد لمدرسة كلية الحسين الثانوية للبنين ومشاركة جلالته الطابور الصباحي مع أبنائه الطلبة لها دلالات ومعان ٍعميقة ، فهي رسالة تحمل في مضمونها الكثير من المعاني التي تبشر بالتفاؤل ، فهي تأكيد واضح من لدن جلالته على ضرورة تجاوز كل الصعاب وتذليل كافة العقبات التي قد تعترض بداية موفقة وناجحة لعام دراسي مليئ بالأمل والحيوية رغم جسامة التحديات ، حيث تمنى جلالته التوفيق لابنائه الطلبة ولكل القائمين على العملية التعليمية ، فالمسؤوليات والمعيقات التي تواجهها وزارة التربية والتعليم تتطلب همة عالية وإرادة قوية لتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لبدء عام دراسي فاعل ، آملين ان تتضافر كل جهود الفاعلين التربويين لما فيه الخير كله .
ان العام الدراسي الحالي مختلف عن كل الاعوام الدراسية السابقة ، ويمتاز بخصوصية تفرض نفسها ، وذلك لجسامة التحديات ، ولعل اصعب تلك التحديات هي انعكاسات قرار الإحالات على التقاعد والاستغناء عن خدمات الكثير من موظفي الوزارة من معلمين ومدراء مدارس ومدراء تربية واداريين وذلك بناء على قرار مجلس الوزراء والذي جاء بتسارع مفاجئ ، والسؤال هنا : كيف ستعالج الوزارة وبحكمة تداعيات الإحالات غير المسبوقة على التقاعد ، وبهذا الكم الكبير من الكفاءات والخبرات التي غادرت وتركت فراغاً كبيراً ، واستدراك ما يمكن أن يخلفه هذا القرار من تبعات نتيجة الخلل في الخبرات الذي قد يقع جراء مغادرة تلك الكوادر بشكل جماعي وفجائي مواقعها!!
وكذلك فإننا لن ننسى أن من اهم التحديات وأعظمها يكمن في الأعداد المتزايدة من الطلبة وتناميها بصورة مطردة والتي ستستوعبها رغماً المدارس الحكومية ، حيث فاقت كل التصورات بسبب استمرار تنامي مشكلة الطلبة العرب من دول الجوار التي عانت من عدم الاستقرار ، حيث ما زلنا نعاني منها بالرغم من شح التمويل ، ما يلزم توفير إمكانات استثنائية لاستيعابهم وتوفير احتياجاتهم من بنى تحتيه ودعم لوجستي ومستلزمات وكوادر تعليمية وإدارية وكل ما تتطلبه العملية التعليمية في هذا القبيل ، إضافة إلى عودة الكثير من المغتربين ، وكذلك اتساع ظاهرة الانتقال الجماعي للطلبة من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية ومن مختلف الصفوف الدراسية لأسباب اقتصادية وتربوية وتعليمية ما يشكل ضغوطا كبيرة على مدارس وزارة التربية والتعليم ، وبما ينعكس على نوعية التعليم ومخرجاته ، بالرغم من حرص الوزارة المستمر ووفق خطة التطوير التربوي على أن الطالب والمعلم هما أهم عناصر العملية التعليمية ومحور العمل ، والتركيز على النوعية لا الكمية في المخرج التعليمي .
ان مجمل تلك التحديات والصعوبات القائمة تتطلب قيادات تربوية بديلة قادرة على التماس حاجات الميدان التربوي بدرجة عالية من الكفاءة وبقدر كبير من المسؤولية ، لتقوم بواجبها المؤمل بقدرة تامة على قيادة العملية التربوية في المرحلة المقبلة ، قيادات فاعلة تسيطر على مختلف جوانب العمل وتعالج مجمل الإرهاصات الكامنة في الميدان ما يحتاج إلى درجة عالية من التفاعل ، دون الحاجة إلى سياسة التدوير العبثي المعهودة بين الإدارات وترحيل المشكلات فيما بينها ، كذلك يتطلب الواقع الحالي بالضرورة سياسة تقليم اثماري ناجعة واجتثاث لأصحاب المناصب الهزيلة ، وكذلك العمل على إرساء السياسات الإجرائية الضرورية القادرة على استخدام السلطة الرسمية من خلال المهارات القيادية الفعالة والقدرة على التأثير في إطار من العمل الجماعي ، إضافة إلى إمكانية اتخاذ قراراتها جريئة وموضوعية مع الحفاظ على الثوابت التربوية والوطنية كجزء من المهمة التربوية الشاملة وبإشراف جهاز رقابي قوي وفاعل ما يمكّن من تحقيق مكاسب وعائدات تحسن من العمل التربوي والتعليمي ...
ما نحتاجه اليوم بالفعل ، الخروج من النمطية التقليدية المتبعة ، ذلك جزء من المهمة التربوية والوطنية ، مع وضع أسس للمرجعيات التعليمية المتطورة التي يحتاجها واقعنا التربوي الحالي ، والتذكير بالعوامل التي من شأنها التأثير الايجابي على صياغة القرارات والسياسات التربوية المرتبطة بمجمل التحديات التي سبق وأشرت إليها ، إضافة لتأثير العولمة وتعزيز مفهوم الاقتصاد المعرفي للسعي إلى النهوض المتطور كي نحقق الأهداف التي نسعى من أجلها في سياسة التغيير المنشود التي تسعي جميعا لتحقيقها كجزء من المهمة الوطنية الشاملة وكما أرادها سيد البلاد .
دعونا نؤكد وقوفنا عند أركان العملية التعليمية مع بداية العام الدراسي الجديد ، ومحاولة جادة للتأكيد على دور المدرسة في تنشئة الجيل القادر على تحمل مسؤولياته ، ذلك من أجل خلق حياة مدرسية ينعم فيها الفاعلون التربويون بالسعادة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان فالمدرسة باتت اليوم فضاءً واسعاً للتعلم ، بل ما نتمناه أن تكون مدارسنا مرتعاً للأمان ، يشعر فيها المتعلم بالدفء والحميمة وشاعرية الانتماء ، ونبذ العنف والتطرف والانعزالية ، مع تبني مبدأ الحوار البناء والمشاركة الفعالة ، وإقصاءٍ للتغريب والتهميش كما ونؤكد على ضرورة أن تجسد مدارسنا روح المواطنة والإبداع والتنشيط والتفاعل الإيجابي البناء بين كل المعنيين في الحياة المدرسية من خلال هيئات إدارية وتدريسية نشيطة ، في مجتمع مدرسي نشيط وفاعل ، حتى يشارك الجميع في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها ، مع التركيز على المساهمات الحقيقية التي تعمل على تنمية القدرات الذهنية والجوانب الوجدانية والحركية لدى طلبتنا ، ليكونوا مواطنين فيهم الصلاح لوطنهم وأمتهم ، مبدعين ومبتكرين وخلاقين يهتموا بمؤسستهم التربوية ويساهموا في تغيير محيطهم الاجتماعي ، كما ونريد جودة في التعليم ، من خلال تطبيق مفهوم إدارة الجودة ، ذلك ما يعني الحديث عن تقديم الخدمة المميزة والأنشطة والبرامج التعليمية باستخدام بعض المقاييس المرجعية التي ترقى إلى أسلوب حديث ..
وأخيراً دعوني أهنئ الوطن مع بداية العام الدراسي بكل المخلصين من تكويننا التربوي العتيد بدءً من أعلى سلطة إلى المعلم في صفه خاصة الذين يُجيدون التمسك بجميع الحبال القوية لبلوغ النجاحات المشرفة لتسبقهم في ذلك النية الصادقة والمبيتة لرفعة هذا الوطن الذي نسير على نهجه قولاً وتطبيقه وفعلاً ، فقد جادت هذه الأرض بمسؤولين مخلصين لا تحركهم المصالح والمطامع الشخصية أو الدنيوية وإنما يحركهم ضميرهم الحي الذي لا ينام ولا يقبل حتى بالإغفاءة أو أنصاف الحلول .
أدام الله الجميع وأبقاهم ذخراً وفخراً للوطن وأبنائه وأجياله اللاحقة في ظل قيادتنا الهاشمية الفذة.
وفقنا الله وأبناءنا الطلبة وحمى أردننا العزيز الغالي من أي مكروه
والله من وراء القصد
ان العام الدراسي الحالي مختلف عن كل الاعوام الدراسية السابقة ، ويمتاز بخصوصية تفرض نفسها ، وذلك لجسامة التحديات ، ولعل اصعب تلك التحديات هي انعكاسات قرار الإحالات على التقاعد والاستغناء عن خدمات الكثير من موظفي الوزارة من معلمين ومدراء مدارس ومدراء تربية واداريين وذلك بناء على قرار مجلس الوزراء والذي جاء بتسارع مفاجئ ، والسؤال هنا : كيف ستعالج الوزارة وبحكمة تداعيات الإحالات غير المسبوقة على التقاعد ، وبهذا الكم الكبير من الكفاءات والخبرات التي غادرت وتركت فراغاً كبيراً ، واستدراك ما يمكن أن يخلفه هذا القرار من تبعات نتيجة الخلل في الخبرات الذي قد يقع جراء مغادرة تلك الكوادر بشكل جماعي وفجائي مواقعها!!
وكذلك فإننا لن ننسى أن من اهم التحديات وأعظمها يكمن في الأعداد المتزايدة من الطلبة وتناميها بصورة مطردة والتي ستستوعبها رغماً المدارس الحكومية ، حيث فاقت كل التصورات بسبب استمرار تنامي مشكلة الطلبة العرب من دول الجوار التي عانت من عدم الاستقرار ، حيث ما زلنا نعاني منها بالرغم من شح التمويل ، ما يلزم توفير إمكانات استثنائية لاستيعابهم وتوفير احتياجاتهم من بنى تحتيه ودعم لوجستي ومستلزمات وكوادر تعليمية وإدارية وكل ما تتطلبه العملية التعليمية في هذا القبيل ، إضافة إلى عودة الكثير من المغتربين ، وكذلك اتساع ظاهرة الانتقال الجماعي للطلبة من المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية ومن مختلف الصفوف الدراسية لأسباب اقتصادية وتربوية وتعليمية ما يشكل ضغوطا كبيرة على مدارس وزارة التربية والتعليم ، وبما ينعكس على نوعية التعليم ومخرجاته ، بالرغم من حرص الوزارة المستمر ووفق خطة التطوير التربوي على أن الطالب والمعلم هما أهم عناصر العملية التعليمية ومحور العمل ، والتركيز على النوعية لا الكمية في المخرج التعليمي .
ان مجمل تلك التحديات والصعوبات القائمة تتطلب قيادات تربوية بديلة قادرة على التماس حاجات الميدان التربوي بدرجة عالية من الكفاءة وبقدر كبير من المسؤولية ، لتقوم بواجبها المؤمل بقدرة تامة على قيادة العملية التربوية في المرحلة المقبلة ، قيادات فاعلة تسيطر على مختلف جوانب العمل وتعالج مجمل الإرهاصات الكامنة في الميدان ما يحتاج إلى درجة عالية من التفاعل ، دون الحاجة إلى سياسة التدوير العبثي المعهودة بين الإدارات وترحيل المشكلات فيما بينها ، كذلك يتطلب الواقع الحالي بالضرورة سياسة تقليم اثماري ناجعة واجتثاث لأصحاب المناصب الهزيلة ، وكذلك العمل على إرساء السياسات الإجرائية الضرورية القادرة على استخدام السلطة الرسمية من خلال المهارات القيادية الفعالة والقدرة على التأثير في إطار من العمل الجماعي ، إضافة إلى إمكانية اتخاذ قراراتها جريئة وموضوعية مع الحفاظ على الثوابت التربوية والوطنية كجزء من المهمة التربوية الشاملة وبإشراف جهاز رقابي قوي وفاعل ما يمكّن من تحقيق مكاسب وعائدات تحسن من العمل التربوي والتعليمي ...
ما نحتاجه اليوم بالفعل ، الخروج من النمطية التقليدية المتبعة ، ذلك جزء من المهمة التربوية والوطنية ، مع وضع أسس للمرجعيات التعليمية المتطورة التي يحتاجها واقعنا التربوي الحالي ، والتذكير بالعوامل التي من شأنها التأثير الايجابي على صياغة القرارات والسياسات التربوية المرتبطة بمجمل التحديات التي سبق وأشرت إليها ، إضافة لتأثير العولمة وتعزيز مفهوم الاقتصاد المعرفي للسعي إلى النهوض المتطور كي نحقق الأهداف التي نسعى من أجلها في سياسة التغيير المنشود التي تسعي جميعا لتحقيقها كجزء من المهمة الوطنية الشاملة وكما أرادها سيد البلاد .
دعونا نؤكد وقوفنا عند أركان العملية التعليمية مع بداية العام الدراسي الجديد ، ومحاولة جادة للتأكيد على دور المدرسة في تنشئة الجيل القادر على تحمل مسؤولياته ، ذلك من أجل خلق حياة مدرسية ينعم فيها الفاعلون التربويون بالسعادة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان فالمدرسة باتت اليوم فضاءً واسعاً للتعلم ، بل ما نتمناه أن تكون مدارسنا مرتعاً للأمان ، يشعر فيها المتعلم بالدفء والحميمة وشاعرية الانتماء ، ونبذ العنف والتطرف والانعزالية ، مع تبني مبدأ الحوار البناء والمشاركة الفعالة ، وإقصاءٍ للتغريب والتهميش كما ونؤكد على ضرورة أن تجسد مدارسنا روح المواطنة والإبداع والتنشيط والتفاعل الإيجابي البناء بين كل المعنيين في الحياة المدرسية من خلال هيئات إدارية وتدريسية نشيطة ، في مجتمع مدرسي نشيط وفاعل ، حتى يشارك الجميع في تفعيل الحياة المدرسية وتنشيطها ، مع التركيز على المساهمات الحقيقية التي تعمل على تنمية القدرات الذهنية والجوانب الوجدانية والحركية لدى طلبتنا ، ليكونوا مواطنين فيهم الصلاح لوطنهم وأمتهم ، مبدعين ومبتكرين وخلاقين يهتموا بمؤسستهم التربوية ويساهموا في تغيير محيطهم الاجتماعي ، كما ونريد جودة في التعليم ، من خلال تطبيق مفهوم إدارة الجودة ، ذلك ما يعني الحديث عن تقديم الخدمة المميزة والأنشطة والبرامج التعليمية باستخدام بعض المقاييس المرجعية التي ترقى إلى أسلوب حديث ..
وأخيراً دعوني أهنئ الوطن مع بداية العام الدراسي بكل المخلصين من تكويننا التربوي العتيد بدءً من أعلى سلطة إلى المعلم في صفه خاصة الذين يُجيدون التمسك بجميع الحبال القوية لبلوغ النجاحات المشرفة لتسبقهم في ذلك النية الصادقة والمبيتة لرفعة هذا الوطن الذي نسير على نهجه قولاً وتطبيقه وفعلاً ، فقد جادت هذه الأرض بمسؤولين مخلصين لا تحركهم المصالح والمطامع الشخصية أو الدنيوية وإنما يحركهم ضميرهم الحي الذي لا ينام ولا يقبل حتى بالإغفاءة أو أنصاف الحلول .
أدام الله الجميع وأبقاهم ذخراً وفخراً للوطن وأبنائه وأجياله اللاحقة في ظل قيادتنا الهاشمية الفذة.
وفقنا الله وأبناءنا الطلبة وحمى أردننا العزيز الغالي من أي مكروه
والله من وراء القصد