لماذا يغضب بعض النواب؟
نزيه القسوس
أما إذا راجع أحد النواب الذين نتحدث عنهم إحدى الوزارات أو المؤسسات وكان السبب الذي جاء من أجله يتطلب الوقوف على الدور مع باقي المواطنين فهنا الطامة الكبرى فنجد هذا النائب يرفع صوته عاليا ويصرخ ويتصرف بشكل غير حضاري وغير لائق أحيانا ويرفض أن يقف على الدور؛ لأنه يعتبر نفسه من طينة غير طينة المواطنين الذين انتخبوه وأوصلوه إلى المقعد النيابي ثم يوجه في اليوم التالي سؤالا لمسؤول الدائرة أو المؤسسة التي راجعها فقط؛ لأنه لا يقبل أن يقف على الدور.
من المفروض أن الإخوة النواب هم من صفوة المجتمع ولهم كل الاحترام والتقدير من أبناء شعبهم الذين انتخبوهم لذلك فإن نظرة الناس اليهم تختلف عن نظرتهم للآخرين باعتبار أنهم القدوة لهم، لذلك فإن أي تصرف لأي نائب خارج عن السياق الاجتماعي أو الأعراف المتبعة يكون مستهجنا وفجا وغير مقبول على الإطلاق وهذا التصرف يسيء له كثيرا ويهز صورته أمام قواعده الإنتخابية.
مجلس النواب هو السلطة التشريعية والرقابية على الحكومة وعلى جميع وزارات ومؤسسات الدولة وهذا الدور أعطاه إياه الدستور لكن يجب أن يحترم كل نائب هذا الحق وأن يتعامل معه على أساس مصلحة الدولة ومصلحة المواطنين وأن لا يسمح للحكومة بالتغول على الشعب أو لأي مسؤول باستغلال منصبه لأغراضه الشخصية أو لأغراض خارجة عن الهدف الذي وجدت من أجله المؤسسة التي يرأسها لكن من غير المقبول أبدا أن يجير أي نائب السلطة الرقابية التي منحه إياها الدستور لأغراضه الشخصية فيوجه الأسئلة للمسؤولين ليس لأن هناك خللا في وزاراتهم أو مؤسساتهم بل لأن المسؤول اعتذر عن استقباله أو لأنه يريد معاملة خاصة تختلف عن معاملة باقي المواطنين.الدستور