facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

محاضرة حول "إعادة كتابة التاريخ العربي في ضوء النظريات الحديثة – الورق العباسي نموذجاً".

محاضرة حول إعادة كتابة التاريخ العربي في ضوء النظريات الحديثة – الورق العباسي نموذجاً.

القبة نيوز- القى أستاذ الاتصال والإعلام الدكتور عصام سليمان الموسى، محاضرة في منتدى الفكر العربي، بعنوان "إعادة كتابة التاريخ العربي في ضوء النظريات الحديثة – الورق العباسي نموذجاً".

وتناول الدكتور الموسى وفق نظريات الاتصال الحديثة دور العرب العباسيين في تطوير صناعة الورق الذي يعد من وسائل الاتصال في العصور القديمة، وأثر ذلك على نشر المعرفة والعلم والثقافة في العالم وعلى عوامل النهضة الأوروبية، كما شأن المطبعة والإذاعة والتلفاز وصولاً إلى الكمبيوتر والهواتف الذكية في العصر الحديث.
وأوضح ان من أهم وسائل الاتصال التي ما نزال نستخدمها الورق. وقليلون يعرفون ان الورق طوّره العباسيون، وكانت البداية حين أمر الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور(754-772م) باستخدام الورق بدل البردي، فازدهرت صناعته. وكان العباسيون قد فتحوا سمرقند عام 751م، ومن الأسرى الذين وقعوا بأيديهم، كانت ثلة تعمل في صناعة الورق الذي يرجع في أصل صناعته للصينيين.
وأشار الدكتور الموسى إلى أن العرب طوروا صناعة الورق، وانتشرت مصانع الورق في بغداد أيام حكم الخليفة هارون الرشيد، فازدهرت صناعته وتعددت أنواع الورق المصنوع،وبين ان الورق بقي في الاستخدام طيلة 12 قرناً، حتى أيامنا هذه، مروراً بعصور الاتصال المختلفة: عصر الطباعة - الذي يعرف بعصر الاتصال الجماهيري، وعصر الاتصال الإلكتروني، وعصر الاتصال الرقمي؛ بل إن الورق أسهم إسهاماً فعالاً في تطوير المطبعة، وبالتالي قدوم عصر المطبعة والطباعة. وتواصل استخدامه أيضا إبان العصر الإلكتروني الذي شهد قدوم المذياع ثم التلفاز، وصولاً إلى العصر الرقمي، الذي يعتبر بيل جيتس وستيف جوبز من رواده الرئيسيين. ومثل العرب طور جيتس الكمبيوتر وحوّله من آلة حاسبة إلى آلة كاتبة ذكية، كما حوّل جوبز الهاتف العادي إلى هاتف ذكي.
وقال: إن معظم كتب التاريخ العربي، وخاصة تلك التي تتحدث عن العصر العباسي، تتجاهل قرار أبو جعفر المنصور بالتحول لصناعة الورق، كما تتجاهل شرح الأثر المعرفي الذي جاء به هذا القرار الاستراتيجي للخليفة العباسي الثاني، بل إن قراره ينبيء عن خليفة بعيد النظر يستحق أن يطلق عليه فعلاً مؤسس الدولة العباسية.
واشار الأمين العام للمنتدى الدكتور محمد أبوحمور،الذي ادار الحوار في المحاضرة، خلال كلمته التقديمية إلى أن الدعوة لإعادة كتابة التاريخ العربي واكتشاف جوانب جديدة من دور العرب وإسهاماتهم الحضارية، تأكيد بأن هذا التاريخ لا يزال حياً ومتفاعلاً ومؤثراً في وعي الوجود الحضاري للإنسان العربي، وفي تحديد هويته، وإبراز تراثه.
وعقبت على المحاضرة أستاذة التاريخ والباحثة الدكتورة هند أبو الشعر عضو منتدى الفكر العربي، مبينة الحاجة لتغيير ثوري في منهجية الذين يدرسون التاريخ ويكتبونه في الوطن العربي، كما ان هناك حاجة إلى عقلنة التوجهات، لأننا في زمان يحتاج لغربلة الفكر من آثار التطرف وإعادة كتابة التاريخ بموضوعية وعقلانية وبمنهجية تتناسب مع التطورات في عصر الثورة الرقمية.
وقالت إن الدكتور عصام الموسى يطرح محوراً جديداً وحياً، يربط بين الحدث التاريخي المحوري بدخول مادة الورق إلى قلب الدولة العباسية في العصر العباسي الأول، وبين الأثر الحضاري لهذه المادة على الحضارة العربية الإسلامية.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير