الصهيونية .. واختراعاتها الثلاثة!
رجا طلب
القبة نيوز-تاريخ طويل من الكذب والتزوير والتزييف مارسته الصهيونية العالمية منذ أن كانت أوروبية في نهايات القرن التاسع عشر حتى بدايات القرن العشرين أي منذ أن تحولت قوتها إلى الولايات المتحدة، وتحديداً في نيويورك وواشنطن، والكذب ابتدأ من اعتبار فلسطين التاريخية هي "أرض إسرائيل" المقدسة، وأن هذه الأرض هي الأرض "المقدسة" التي وعد بها الله اليهود، "شعب الله المختار" تحت عنوان "أرض الميعاد".
لم تستدرك تلك الحركة عدداً من الحقائق التي مهما جرى التعتيم عليها في عالم القرن الماضي والقرن الحالي، باتت في متناول العالم ومن أبرزها ما يلي:
أولاً: الجنس والعرق، فالصهيونية كانت بحاجة ماسة إلى اختراع "شعب أو أمة" وحين توصلت إلى الحل وقعت في ورطة تاريخية ثقيلة تتحاشى منابرها التاريخية وأساتذة التاريخ والأنثروبولوجيا التطرق اليها، ألا وهي أن 99% ممن يطلقون على أنفسهم تسمية "الشعب الإسرائيلي" الحالي هم من "خزر" أوروبا الشرقية، وتجمعهم ملامح أوروبية، فهم شقر وبيض البشرة ولا يمتون للسامية بصلة. وفي العودة التاريخية لأصولهم فهم خليط من عدة أعراق مثل الترك والبلغار والأوكران والجورجيين والروس وكلها أعراق وشعوب ليست سامية.
أما ما جعل الصهيونية تحاول اعتبارهم "يهوداً" فقط كان ناتجاً عن الحاجة الماسة والملحة إلى "خزان بشري" يملأ الأرض الفلسطينية، ومن أجل بناء مدن وقرى جديدة داخل فلسطين يكون سكانها من أعراق وأجناس أخرى غير عربية لا تمت بصلة لأصحاب الأرض من الفلسطينيين، وذلك من أجل "حبك" الرواية الكاذبة التي تقول إن الارض الفلسطينية كانت خالية من السكان ولا علاقة لها بالعرب، ووجدت الصهيونية الأوروبية القديمة في هذه الشعوب المنهكة من الاضطهاد في أوروبا الشرقية وروسيا بعد الحرب العالمية الثانية ضالتها وقامت بتصديرهم إلى الأرض الفلسطينية "كيهود" وأغرتهم بوعود من الرفاهية والرخاء وأوصلت أغلبهم وجعلتهم قيادات داخل دولة الاحتلال من عيزرا وايزمان وصولاً لنتانياهو الذي يتميز باستخدام الأكاذيب باحتراف وباستغباء للعقل الأمريكي الجاهل، ومن أبرزها ما قاله أخيراً لدى زيارته الجولان المحتل في تغريدة له وهو يعلم أنه يكذب ما نصه: "زرت مع عائلتي الكنيس اليهودي القديم في كفرناحوم وموقع غاملا الأثري في الجولان ما أجملك يا أرض إسرائيل!”، نتانياهو يعلم أن كفر ناحوم مدينة كنعانية وليست يهودية، وهي مسيحية وتعرف بمدينة يسوع، وأن اليسوع قد ألقى أيضاً خطبته المشهورة المعروفة بـ"عظة الجبل" على ساحل طبريا في هذه المدينة.
ثانياً، القدس: يواجه الصهاينة الجدد صعوبة بالغة في تقديم رواية تاريخية بشأن القدس التي يدركون أنها كانت إحدى أكثر المدن في التاريخ التي ناصبت اليهود العداء، فقد كانت عاصمة اليبوسيين أي الكنعانيين العرب القادمين من الجزيرة العربية وبنيت قبل 3000 سنة قبل الميلاد، وهي حقيقة باتت تؤكدها الدراسات الأثرية وحفريات علماء الآثار، حيث أظهرت الدراسات القديمة أن اليهود القادمين من مصر حاولوا عبر عدة غزوات احتلال القدس وطرد اليبوسيين منها إلا أنهم فشلوا في السيطرة عليها وظلت معالمها اليبوسية العربية هي الغالبة، في حين فشل اليهود في العثور على المكان الدقيق والصحيح لأكذوبة "هيكل سليمان". ومنذ أن احتلت إسرائيل القدس عام 1967 وهي تعمل على "تهويد القدس" من خلال التضييق على المقدسيين لترك المدينة من خلال محاولة شراء ممتلكاتهم والتلاعب بتاريخها ووضع إشارات ورموز يهودية عليها لتظهر وكأنها أثر يهودي، وتخلو البلدة القديمة في القدس من أثر ديني أو حضاري يهودي بحجم أو قيمة المسجد الاقصى أو مسجد قبة الصخرة لدى الإسلام أو كنيسة القيامة لدى المسيحيين.
ثالثاً، اللغة: لم يكن لليهود لغة خاصة بهم في يوم من الأيام، فهم يتحدثون الكنعانية وهي لغة سكان فلسطين التاريخيين والأصليين، كما لم تكن اللغة العبرية لغة قائمة بذاتها، ولكنها كانت تتكون من مجموعة لهجات كنعانية، حيث نشأت أساساً على أرض كنعان قبل نزوح بني إسرائيل إليها وعندما وصلوا إلى أرض كنعان تعلموها وأخذوا يتحدثون بها، واللغة التي يتحدثون بها الآن هي الكنعانية القديمة والآرامية وأطلقوا عليها اللغة العبرية.
نستطيع القول إن الصهيونية القديمة اخترعت من أجل ابتلاع فلسطين وتاريخها ثلاثة اختراعات: الشعب والدين المرتبط بالقدس، واللغة. وأعتقد أن واحدة من ساحات القتال والمواجهة السياسية يجب أن تكون هذه الساحة، ساحة التاريخ والجغرافيا وتعرية وتكذيب الرواية الصهيونية
24:
لم تستدرك تلك الحركة عدداً من الحقائق التي مهما جرى التعتيم عليها في عالم القرن الماضي والقرن الحالي، باتت في متناول العالم ومن أبرزها ما يلي:
أولاً: الجنس والعرق، فالصهيونية كانت بحاجة ماسة إلى اختراع "شعب أو أمة" وحين توصلت إلى الحل وقعت في ورطة تاريخية ثقيلة تتحاشى منابرها التاريخية وأساتذة التاريخ والأنثروبولوجيا التطرق اليها، ألا وهي أن 99% ممن يطلقون على أنفسهم تسمية "الشعب الإسرائيلي" الحالي هم من "خزر" أوروبا الشرقية، وتجمعهم ملامح أوروبية، فهم شقر وبيض البشرة ولا يمتون للسامية بصلة. وفي العودة التاريخية لأصولهم فهم خليط من عدة أعراق مثل الترك والبلغار والأوكران والجورجيين والروس وكلها أعراق وشعوب ليست سامية.
أما ما جعل الصهيونية تحاول اعتبارهم "يهوداً" فقط كان ناتجاً عن الحاجة الماسة والملحة إلى "خزان بشري" يملأ الأرض الفلسطينية، ومن أجل بناء مدن وقرى جديدة داخل فلسطين يكون سكانها من أعراق وأجناس أخرى غير عربية لا تمت بصلة لأصحاب الأرض من الفلسطينيين، وذلك من أجل "حبك" الرواية الكاذبة التي تقول إن الارض الفلسطينية كانت خالية من السكان ولا علاقة لها بالعرب، ووجدت الصهيونية الأوروبية القديمة في هذه الشعوب المنهكة من الاضطهاد في أوروبا الشرقية وروسيا بعد الحرب العالمية الثانية ضالتها وقامت بتصديرهم إلى الأرض الفلسطينية "كيهود" وأغرتهم بوعود من الرفاهية والرخاء وأوصلت أغلبهم وجعلتهم قيادات داخل دولة الاحتلال من عيزرا وايزمان وصولاً لنتانياهو الذي يتميز باستخدام الأكاذيب باحتراف وباستغباء للعقل الأمريكي الجاهل، ومن أبرزها ما قاله أخيراً لدى زيارته الجولان المحتل في تغريدة له وهو يعلم أنه يكذب ما نصه: "زرت مع عائلتي الكنيس اليهودي القديم في كفرناحوم وموقع غاملا الأثري في الجولان ما أجملك يا أرض إسرائيل!”، نتانياهو يعلم أن كفر ناحوم مدينة كنعانية وليست يهودية، وهي مسيحية وتعرف بمدينة يسوع، وأن اليسوع قد ألقى أيضاً خطبته المشهورة المعروفة بـ"عظة الجبل" على ساحل طبريا في هذه المدينة.
ثانياً، القدس: يواجه الصهاينة الجدد صعوبة بالغة في تقديم رواية تاريخية بشأن القدس التي يدركون أنها كانت إحدى أكثر المدن في التاريخ التي ناصبت اليهود العداء، فقد كانت عاصمة اليبوسيين أي الكنعانيين العرب القادمين من الجزيرة العربية وبنيت قبل 3000 سنة قبل الميلاد، وهي حقيقة باتت تؤكدها الدراسات الأثرية وحفريات علماء الآثار، حيث أظهرت الدراسات القديمة أن اليهود القادمين من مصر حاولوا عبر عدة غزوات احتلال القدس وطرد اليبوسيين منها إلا أنهم فشلوا في السيطرة عليها وظلت معالمها اليبوسية العربية هي الغالبة، في حين فشل اليهود في العثور على المكان الدقيق والصحيح لأكذوبة "هيكل سليمان". ومنذ أن احتلت إسرائيل القدس عام 1967 وهي تعمل على "تهويد القدس" من خلال التضييق على المقدسيين لترك المدينة من خلال محاولة شراء ممتلكاتهم والتلاعب بتاريخها ووضع إشارات ورموز يهودية عليها لتظهر وكأنها أثر يهودي، وتخلو البلدة القديمة في القدس من أثر ديني أو حضاري يهودي بحجم أو قيمة المسجد الاقصى أو مسجد قبة الصخرة لدى الإسلام أو كنيسة القيامة لدى المسيحيين.
ثالثاً، اللغة: لم يكن لليهود لغة خاصة بهم في يوم من الأيام، فهم يتحدثون الكنعانية وهي لغة سكان فلسطين التاريخيين والأصليين، كما لم تكن اللغة العبرية لغة قائمة بذاتها، ولكنها كانت تتكون من مجموعة لهجات كنعانية، حيث نشأت أساساً على أرض كنعان قبل نزوح بني إسرائيل إليها وعندما وصلوا إلى أرض كنعان تعلموها وأخذوا يتحدثون بها، واللغة التي يتحدثون بها الآن هي الكنعانية القديمة والآرامية وأطلقوا عليها اللغة العبرية.
نستطيع القول إن الصهيونية القديمة اخترعت من أجل ابتلاع فلسطين وتاريخها ثلاثة اختراعات: الشعب والدين المرتبط بالقدس، واللغة. وأعتقد أن واحدة من ساحات القتال والمواجهة السياسية يجب أن تكون هذه الساحة، ساحة التاريخ والجغرافيا وتعرية وتكذيب الرواية الصهيونية
24: