بني ارشيد يعلق على الحراك الجديد ؟
- تاريخ النشر : 2018-12-12 17:03:47 -
القبة نيوز- وصف القيادي في جماعة الإخوان المسلمين زكي بني ارشيد النسخة الجديدة من الحراك بأنها تشكل تحدٍ واضح لجميع المكونات الأردنية، فهل تستطيع الجهات الرسمية بأدواتها المتعددة احتواء الحراك والسيطرة عليه من دون تحقيق الأهداف الوطنية التي نشأ الحراك بسببها، أو بتحقيق أهداف شكلية وهامشية.
وأضاف في منشور له على صفحته الرسمية على الفيسبوك: رغم الاستهداف المزدوج، التشويه الرسمي والتشكيك المدني فقد نجح الحراك في إثبات نفسه وتجاوز عقدة الضعف في البداية الحرجة، وأصبح الحراك حقيقة ميدانية حاضرة في وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ومؤثر في مزاج المواطنين بقوة من خلال منابر التواصل الاجتماعي.
وتاليا نص المنشور:
الحراك الشعبي الفرس والفارس
الحراك الأردني الشعبي الجديد محط اهتمام ومتابعة ومراقبة الجميع وهو في طريقه لرسم ملامح تشكله والإفصاح عن مستقبله، إذ لا يخفى ان لدى القوى والتيارات ومؤسسات المجتمع المدني ( أحزاب ونقابات وجمعيات ) ثمة حسابات وتخوفات من مستقبل هذه النسخة من الحراك الوطني، ولعل هذا هو السبب الرئيس لتردد هذه القوى في الانخراط بفعاليات الحراك بقوة.
اكثر من يعرف حقيقة ما يجري هي الأجهزة الأمنية التي لديها بنك معلومات كامل عن واقع الحراك وخرائطه ومكامن قوته ومحركات انطلاقه، لكن مشكلة تلك الأجهزة تكمن في سوء الفهم وسوء تقدير الموقف.
الدولة الأردنية بكل مكوناتها أمام تحدٍ حقيقي يواجه الجميع بمن فيهم نشطاء الحراك، والجميع يتنافس ويراهن على موقف الكتلة الوطنية الحرجة التي تُوصف بالأغلبية الصامتة، هل ستنطق هذه الأغلبية وتنتقل من الرصيف المهمش إلى الشارع المؤثر؟، ام أنها ستبقى في موقع الانتظار والترقب؟، والفرق بين الاحتمالين لحظة واحدة بإنتظار تدفق الحضور الفاعل لتزويد الفعل الميداني بقوة التأثير واستمرار الحراك وإمكانية تطوير الأداء وانضاج الخطاب وهيكلة الحراك.
غرفة العمليات الرسمية والأمنية تحديدا رسمت خطة مبكرة للتعامل مع هذه الموجة من الحراك، مستفيدة من التجربة السابقة في شهر رمضان
- حركة الدوار الرابع - التي كانت مفاجئة للجميع بقوتها وكثافتها وحضاريتها وسلميتها.
الجهات الرسمية إيّاها كانت تهدف إلى عزل الحراك عن العمق الشعبي عن طريق حملة إعلامية منظمة لتشويه صورة الحراك والتشكيك برموزه واتهامهم صراحة بالتبعية وخدمة أجندات خارجية.
الغريب في (المشهد الجديد) ان بعض التيارات السياسية توجست من طبيعة المحرك الحقيقي لهذه الفعالية، وفي إشارة إلى احتمالية أن بعض الجهات الرسمية تقف خلف تلك الحركة الاحتجاجية بهدف استخدامها كورقة ضغط على المجتمع الإقليمي والدولي لجلب المنح والمساعدات المالية هذا التحليل حسب ما يتم تداوله كتبرير لموقف تلك القوى التي لم تحدد موقفها بوضوح من الحراك الجديد.
وعلى الرغم من الاستهداف المزدوج، التشويه الرسمي والتشكيك المدني فقد نجح الحراك في إثبات نفسه وتجاوز عقدة الضعف في البداية الحرجة، وأصبح الحراك حقيقة ميدانية حاضرة في وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ومؤثر في مزاج المواطنين بقوة من خلال منابر التواصل الاجتماعي التي ثبت أنها الأقوى في التاثير بالرأي العام الوطني.
في هذا السياق يمكن فهم محاولة احتواء هذا الحراك بطرق مختلفة الاعتقالات من جهة، والخطاب الناعم من جهة أخرى، وفق سياسة العصا والحزرة، لقاء رئيس الوزراء مع مجموعة من نشطاء الحراك في هذا السياق، مع الاستدراك والسؤال من حراكيين عن الجهة التي اختارت هذه الأسماء؟ واعتذار شخصيات وازنة عن المشاركة في الحضور.
النسخة الجديدة تشكل تحدٍ واضح لجميع المكونات الأردنية، فهل تستطيع الجهات الرسمية بادواتها المتعددة احتواء الحراك والسيطرة عليه؟، دون تحقيق الأهداف الوطنية التي نشأ الحراك بسببها، او بتحقيق أهداف شكلية وهامشية.
اما التحدي الذي يواجه الأحزاب السياسية والنقابات المهنية فيكمن بقدرة تلك المؤسسات على إعادة إنتاج دورها الوطني والمشاركة بالتعبير عن هموم المواطنين وقضايا الوطن؟، وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات وتصريحات ومناشدات.
ولكن التحدي الأكبر يبقى من نصيب الحراك نفسه، هل يستطيع هذا الحراك من تنظيم فواعله المؤثرة وترتيب بيته الداخلي بهدف ملء الفراغ الناتج عن غياب القوى المنظمة؟، وهل تستطيع أقطاب الحراك من التوافق على قيادة أو إدارة لتشكيل عنوان ولو مؤقت لإدارة المرحلة وتحديد البرنامج الوطني المحدد؟، وتقديم خطاب معبر عن المطالب الجوهرية التي تتجاوز قانون ضريبة الدخل، إلى برنامج إصلاحي لا يحتمل الإرجاء أو الإحالة إلى المستقبل؟.
هنا تكمن الفرصة للمجتمع والدولة الأردنية في إعادة إنتاج الذات وتصويب المسار وعدم تجاهل الاستحقاق الإصلاحي باعتباره واجب اللحظة التي ستكلف الدولة ثمنا باهضا في حال استمرت الإدارة بسياسة المشاغلة واستغفال الناس وتقطيع الوقت.
باختصار متى ستحضر الإرادة الغائبة؟
هنا مربط الفرس.
والفرس من الفارس .
هذا الاستحقاق قادم لا محالة لأنه يشكل صيرورة لازمة، إن لم يكن اليوم ففي الغد القريب، اذ لم يعد أمام المواطن المسحوق والاقتصاد الممحوق سوى هذا الطريق .
والجميع بحاجة إلى ممر آمن .
مفتاح الطريق عند صاحب القرار فهل يبادر، إلى ذلك ام أننا سنبقى نقرع الباب المغلق حتى يقع الباب ويُفتح الطريق؟ إلى متى سنظل عالقين على هامش المناورات والألعاب البهلوانية؟
الإصلاح يحتاج إلى إرادة وبغنى عن الثرثرة والجعجعة التي لا تنتج حفنة طحين واحدة.
هذه صورة اللوحة الأردنية اليوم، كيف ستكون في الغد؟
بالتأكيد من يملك القرار يملك الجواب.
والله ولي التوفيق.
تابعوا القبة نيوز على