الوزير إرشيدات: اتفاقية الغاز مصلحة وطنية عليا والانتخابات البلدية واللامركزية في تموز المقبل
حوار: علا الشخشير، ومعاذ مهيدات
بكل رحابة صدر استقبلنا، في تمام الساعة التاسعة صباحاً، فكنا على رأس جدول أعماله وأولوياته. بدأت قصتنا منذ وصولنا الحاجز الأمني، فكان التعامل المهني حاضراً، كل شيء يبدو منظماً، العاملون يرحبون، آخرون يرشدوننا إلى الطريق لمكتبه، وبابتسامة طغى عليها الهيبة والوقار، قال: "تفضلا، أهلاً وسهلاً بكما، كيف حالكما؟ ماذا نضيفكما؟ "
وراء هذه اللباقة تكمن شخصية مفعمة بالذكاء والحنكة، فكانت تعليقاته وكلماته تبدوعفوية لكنها تخرج بعناية ودقة، فقد يصحح مصطلحات تناولناها صدفة من خلال أسئلتنا، ويطرح بدائل لها تصف حقيقة الموقف. نعم، فهومسؤول خبير، يعرف جيداً كيف يتعامل مع وسائل الإعلام. من خلال تعليقاته، استنبطنا روح التواضع لديه، فهو لا يطمح لجاه أو لقب، بل جل إرادته هو أن يرى الأردن وشعبه بأفضل حال. ومن خلال حديثنا معه أيضاً، شعرنا بأنه على ثقة تامة بنفسه ومتمكن من قدراته، يخاف ويغارعلى الأردن وأمنه، فخوراً بما أنجزه، وطموحاً متحمساً للمرحلة القادمة، فيؤكد على إصراره في تحقيق المزيد من الإنجازات والوصول إلى الأهداف المرجوة التي تصب في خدمة المصلحة الوطنية، وهنا شدد على كلمة المصلحة الوطنية.
شخصية قيادية تتسم بالصلابة والقوة والإحترافية، والوجه الآخر له يتسم بالخير، فاستطاع كسب محبة الناس من جهة وثقة الرئاسة من جهة أخرى. عمل بالجمارك لمدة ستة أعوام، وخدم متنقلاً في جميع محافظات المملكة، وأصبح محافظاً للمفرق والطفيلة والكرك والبلقاء والعقبة، قبل أن يتقاعد من عمله في وزارة الداخلية، ليتسلم مؤخراً مهام وزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء، إنه معالي السيد فواز إرشيدات.
بشكل مقتضب، تحدثنا معه في عدة محاور، أهمها؛ إتفاقية الغاز، وتطوير المناهج، والإنتخابات، ودور الإعلام، والوضع الإقتصادي.
وتالياً نص الحوار
ما رأيك باتفاقية الغاز؟
اتفاقية الغاز مصلحة وطنية عليا ولا بديل عن ذلك. الإحتجاجات في الشارع الأردني وعلى مواقع التواصل الإجتماعية تعارض وتشتكي، لكن لا أحد يحاول تقديم حلول وحجج واقعية أو صحيحة. الإتفاقية التي أُبرمت بين شركة الكهرباء الوطنية وشركة" نوبل إنرجي" الإمريكية لاستيراد الغاز الإسرائيلي هي خيار المملكة المتاح في الوقت الراهن. هناك معاهدة سلام وتجارة قائمة مع إسرائيل وصفقة الغاز كانت من ضمن الإتفاقية. كما أن الحكومة حريصة على تنويع مصادر الغاز وعدم الاعتماد على مصدر واحد فقط. سيتم استيراد الغازالإسرائيلي بكلفة رمزية مقارنة بالكلفة العالية عند استيراده من الجزائر أو قطر، خاصة بعد زيادة العبء على الخزينة العامة جراء انقطاع الغاز المصري الذي كان خيارنا قبل اللجوء إلى الصفقة مع إسرائيل.
- ما هي العوامل التي دفعت وزارة التربية والتعليم إلى تطوير المناهج؟
جاءت عملية التطوير بداية، استجابة لكتاب التكليف السامي بضرورة الإستمرار في عملية الإصلاح، حيث تم التركيزعلى موضوع التعليم والطالب، والتأكيد على القيم الأساسية للإسلام، مثل الرحمة والاحترام المتبادل والتسامح والقبول وحرية الدين، كما جاء تماماً في رسالة عمان. وذلك بهدف إنشاء جيل واع يتقبل الإختلاف ويحترم التعددية، لضمان إيجاد نسيج إجتماعي قوي منسجم بأفكاره، مما يساعد على نبذ التطرف والتعصبية وإحلال الوسطية وتنوير الفكر. كما لوحظ ان هناك ضعف لدى بعض الطلبة، فكان لابد من التطوير.
- هناك من يتهم الحكومة بمحاربة الإسلاميين، ما ردك على ذلك؟
نحن لا نحارب الإسلاميين! كيف نحاربهم والمملكة الأردنية الهاشمية قائمة على الدين الإسلامي! نحن نحارب الجهل العدو الأول للإنسان. مناهجنا الأردنية لم تتطور منذ العام 1989، علينا أن نواكب التطور الدولي والعالمي، ونعزز الثقافة ونبني أجيال تنافس في علمها الآخرين. الحكومة لا تغير المناهج بل تعمل على تطويرها وهناك فرق شاسع في ذلك.
- لماذا كل هذه الإحتجاجات على تطوير المناهج؟
هناك دائماً من يقاوم التغيير، هذه ليست المرة الأولى التي نشهد فيها مقاومة لأي إصلاح أو تعديل أو تطوير. إن المعارضين على تطوير المناهج، اكتفوا بالتعليق على تبديل صورة أو آية أو كلمة ولم ينظروا إلى أبعد من هذا، حتى أن بعضهم لم يقرأ المناهج قبل أن يحتجوا.
- خرج المؤتمر الصحفي لوزارة التربية والتعليم متأخراً نوعاً ما وبعد فراغ إعلامي، بحيث لم يتم التعليق الرسمي وتقديم المعلومات الكافية على موضوع تطوير المناهج منذ اللحظة الأولى، لماذا؟
هذا كلام غير دقيق، منذ البداية ووزارة التربية والتعليم تدلي بالمعلومات وتوضح، لكن البعض ينتقي ما يشاء ويتجاهل ما يشاء.
- هل تعتقد أن هناك حملة موجهة ضد معالي وزير التربية والتعليم لأجل غايات شخصية؟
لا أعتقد ذلك، معالي الدكتور محمد ذنيبات، هو شخصية تتسم بالكفاءة والنزاهة والصدق في التعامل وهو جاد في عملية الإصلاح، لكن هناك سياسة ممنهجة تستهدف مصلحة الوطن.
- من هي صاحبة السياسة الممنهجة التي تعمل ضد الوطن ؟
كل من لا يريد الخير والمصلحة للمملكة الأردنية الهاشمية.
- في موضوع آخر، كيف تقيم الإنتخابات البرلمانية للمجلس الثامن عشر ومتى سيتم توزير النواب ؟
أعتقد أنها نجحت، وأي طعون في النتائج قد تم إحالتها للقضاء الذي له كلمة الفصل، وموضوع توزير النواب يحتاج لتطور مفهوم الاحزاب على الارض وانخراط الناس فيها حتى يصبح عندنا احزاب كبرى تحصد العدد الاكبر من المقاعد في البرلمان وتشكل الحكومات واتوقع ان ذلك سيكون في المستقبل حيث بدأنا بقانون القوائم النسبية في هذه الانتخابات تجسيدا لفكرة الاحزاب التي ستتبلور اكثر مستقبلاً .
البعض يتهم الحكومة بعرقلة عمل مجلس النواب، كيف ترد على ذلك؟
نحن نؤكد على أهمية فصل السلطات الثلاثة، والحكومة لا تتدخل بعمل المجلس النيابي، أي اقتراح أو تعديل يُطرح، يُؤخذ على محمل الجد ويتم مناقشته ودراسته من قبل جميع الأطراف.
- متى موعد الإنتخابات البلدية واللامركزية ؟
ستعقد الإنتخابات بإذن الله في شهر تموز من العام 2017 و اللجنة المستقلة للانتخابات ستشرف عليها.
- هل ترى أن الحرب على الإرهاب حققت أهدافها ؟
نعم ، فقد بدأ داعش يضعف أمام ضربات دول التحالف، لكن دول التحالف لم تنته من عملياتها بعد، لكن أتوقع أن تخف قوة داعش كثيراً في المستقبل القريب وقد تقصر فقط على ذئاب منفردة. كل أردني هو رجل أمن، ومهمته حماية هذا البلد من كيد العابثين، وأن يبلغ عن أي أمر يشتبه به ليبقى وطننا آمنا بأهله وقيادته الحكيمة.
-كيف تنظر الى الإعلام الرسمي ؟
لا بد من تطوير وسائل الاعلام الحكومية في ظل انتشار مواقع التواصل الإجتماعية لإيصال الصورة الحقيقية. الكثير يؤيد عمل الحكومة ولكن البعض الآخر، يفضل الاستماع إلى كلمة الشر السريعة الانتشار. للأسف بعض من المرات لا تصل الصورة بشكل كامل. وللاعلام دور مهم في استقرار البلد وزرع الثقة بين الحكومة والمواطن .
- هل سيتحسن الوضع الاقتصادي في الاردن ؟
الوضع الاقتصادي يتحسن برفع الناتج الوطني وتخفيض المديونية، ومشكلة اللاجئين تفاقم الوضع. على المجتمع الدولي الوقوف الى جانب الأردن في هذا الموضوع، فقد نواجه أزمة مياه مستقبلاً اذا لم نجد الحلول المناسبة. تجري الآن دراسة مشروع ناقل البحرين لحل موضوع المياه وهذا يبشر بالخير. وبالنسبة لتشغيل السوريين فهذا شرط للدول المانحة نسعى لتحقيقه. أما بالنسبة للبطالة في الأردن، فلا أجد فعلياً أن هنالك بطالة، هناك فرص عمل في قطاعات خدمية وخاصة، إلا أن الشباب الأردني يرفض العمل فيها ويفضل العمل في القطاع الحكومي، ولكن القطاع الحكومي لا يستوعب جميع الشباب ففرص العمل محدودة فيه. أنصح الشباب الاردني بالتوجه للقطاع الخاص حيث يستطيع أن يثبت نفسه ويحصل على دخل جيد. كما أن هناك توجه لاستحداث دبلوم مهني، سيساهم في تشجيع الأردنيين على العمل في مجالات مهنية.
- كلمة أخيرة في هذا اللقاء توجهها للشعب الأردني
رجاءاً عدم الانصياع لوسائل الإعلام المدفوعة التي تحاول إيجاد فجوة بين الشعب والحكومة بنشر الشائعات المظللة. أنظروا دائماً إلى الجزء المليء من الكوب وليس الجزء الفارغ منه، أبدوا قليلاُ من التقدير لإنجازات الدولة