"الــــنوم"
- تاريخ النشر : 2018-11-18 03:27:53 -
القبة نيوز-لم أستطع النوم في الليلة الماضية، ويبدو أنني لن أفعل هذه الليلة أيضا، ثمة موجات نزقة من الأفكار أتت لتغمر الأشجار في عقلي وقلبي على حد سواء.
لم تكن أخبار العالم الكئيبة ولا نار غزة ولا سيول الأردن ولا هذي البلاد الموحشة ولا صراع الدين ضد الحياة ولا الذهنيات الرجعية المحيطة بنا ولا الأوضاع النفسية السيئة للأصدقاء الرازحين تحت أثقال ضوائقهم المادية ولا الحالة الجوية غير المستقرة ولا ذلك الألم الأصم الذي أصاب نصف رأسي ولم تكن حتى امتحانات ولديّ النهائية هي التي أرقت نومي.
بل الجزع أن صباح يوم آخر سينبلج ولا زال الله يسمح بكل هذا السواد، سواد ومزيد من السواد، أخشى أن يحمل ولديّ وزره ووزر خيباتنا، وأخشى أن أصاب بالعمى!
أتجول في أرجاء المنزل بذرائع واهية، رائحة القهوة المنتشرة في المطبخ داعبت أنفي، صنعت فنجانا، وعاودت التجوال في المنزل، لكن شرفة غرفة المعيشة تروق لي أكثر من غيرها، الظلام دامس، والنجوم توارت خلف الغيوم التي تجمعت في السماء منذ يومين،زقزقة عصفور حائر بين الأشجار أربكه نعيق مباغت لغرابين خانهما دهاء الغربان فأضاعا فريسة سهلة أثناء ممارستهما الحب. نعم حتى الغربان لديها فسحة للحب!
انتابتني حالة من السكينة والبهجة لم أشعر بها منذ زمن، عزيف رياح مشبعة بالشوق ورائحة ورود ضاعت في المكان كأنما أرسلت إشارة إلى مجسات نفسي لتفسر ما ألم بي، وصوت فيروز المنبعث من هاتفي تغني "عم شوفك بالساعه..بتكّات الساعه" غازل قطرات من المطر سقطت على وجهي.
هل يمكن للحياة أن تكون أكثر جمالاً من ذلك؟!
تابعوا القبة نيوز على