داعش تحتضر
- تاريخ النشر : 2018-09-30 11:31:37 -
القبة نيوز-- تشير كافة التقارير العسكرية والامنيةو الاعلامية ان خطر المنظمات الارهابية المنتشرة في اكثر من دولة حول العالم لم ينته بعد ، وهو ما اكد عليه جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابه الاخير في الامم المتحدة يوم الخميس الماضي ، حيث نبه جلالته الى ان خطر الارهاب ما زال قائما ، مذكرا بالوقت ذاته بأهمية العمل المشترك والجماعي والمستمر للتصدي لكافة اشكال الإرهاب وعبر مختلف الوسائل .
وبالرغم من الانتصارات الكبيرة التي تحققت على بعض تلك التنظيمات الارهابية ومنها المنظمة الارهابية الاخطر 'داعش ' التي اوغلت في دم الابرياء بصورة بشعة منافية لكل القيم الحضارية والانسانية متجاوزة على كل المبادئ والعقائد والاعراف والبشرية خلال العام الماضي ، وهي تعاني الان من حالة التحلل والتفسخ حيث يفقد التنظيم، بالتوازي مع هزائمه العسكرية، شيئا فشيئا مظاهر قوته الرقمية. إلا أن الحرب ضد هؤلاء الخوارج لم تنته بعد وبحاجة الى متابعة مستمرة، فان كان الجسد الرئيس للتنظيم الارهابي قد تعرض للإنهاك والافلاس ولم يعد بمقدوره الوقوف ومتابعة المسير الا ان الرأس الخبيث الشيطاني مازال موجود ويبث سمومه وافكاره الضلالية الظلامية عبر مختلف الوسائل الالكترونية وغير الالكترونية وبمختلف الصور مستخدما الدين كمدخل لتجنيد الشباب الابرياء والاطفال والنساء .
وبحسب كل المعطيات فان التنظيم الارهابي داعش فقد بوصلته وسيطرته ولم يعد لديه كلمة على عناصره الإرهابية ، وقد بدا واضحا ان الخلافات الشديدة بين عناصره بدت واضحه للعيان من خلال ما ينشر عبر صفحاتهم السوداء ، ومن خلال اعترافات بعض العناصر التي اكتشفت لاحقا حجم جرائمهم البشعة تجاه الانسانية جمعاء وحجم كذبهم وتضليلهم وتدميرهم لعناصر الحياه وزجهم لشباب واطفال في عمر الورد في معارك وعمليات انتحارية وارهابية ليس لها هدف سوى اشباع دمويتهم واجرامهم .
وتلعب الدعاية والإعلام الداعشي الاسود دوراً أساسياً في صناعة هوية جماعية ارهابية لعناصر التنظيم التي تنتمي إلى مناطق مختلفة حول العالم، حيث لا تربطهم لغة أو ثقافة واحدة انما الامر المشترك الوحيد جنوحهم نحو العنف والارهاب عبر نشرهم مشاهدة فيديو ومقاطع مصورة تكفر المجتمعات وتتوعد بالقتل وتهدد بالإبادة وهذا دليل ضعفهم وعدائهم للإنسانية ، كما يستخدمون الشعر، ورواية الحكايات، والأناشيد، والنشرات الدعائية الدينية في محاولة تجنيد عناصر جديدة مستخدمين الدين وهو براء منهم ابشع استخدام وكل ذلك لاثبات انهم مازالوا فاعلين .
وما يجب التنبه له ان التنظيم الارهابي ومنذ منتصف العام الماضي، عندما اتضح له أنه سيفقد معاقله في في العراق و سوريا بدأ بنقل أمواله وأسلحته وقياداته على مدى أشهر إلى مناطق آخري من بينها أفغانستان لحمايتها، ودعم خلاياه الصغيرة التي باتت منتشرة في مناطق أخري وقد باتت فلول «داعش» تتحرك على الأرض ربما بحرية أكبر مع انشغال القوى الإقليمية والدولية عنه وهذا ما يستدعي الحذر والتنبه لان التنظيم عودنا على المباغتة اللانسانية وضرب الحياه اينما وجد فرصة لذلك وهو يتعمد ان يكون ضحاياه من المدنيين الابرياء .
وحسبما ذكر موقع قناة 'سي إن بي سي' الأمريكية، نقلا عن المدير الأسبق لجهاز المخابرات البريطانية 'لويس ساج'، فإن التنظيم الإرهابي سيسعى بشتى الطرق لتعويض خسارته لقواعده بسوريا والعراق، وإظهار أنه ما زال قادرا على الوجود، وذلك عبر شنه لعدد أكبر من الهجمات الإرهابية .
ولان صفة معادة الحياة، ونشر الفوضى ، واثارة الفتن ، ارتبطت بقيادة التنظيم وعناصره من قتل واغتصاب وحرق ،فان السؤال الذي يتبادر الى الذهن الان اين قيادات هذا التنظيم الذي يهدد ويتوعد ؟ لماذا يختبؤون تحت الارض ويختفون عن الاعين ويتلذذون بما احلوه لا نفسهم ؟في الوقت الذي يقدمون البسطاء من الشباب والاطفال قرابين لضلالتهم وغيهم وفكرهم المنحرف، وعندما يفلسون و ذخيرتهم العفنة تنفذ يلجؤون لنشر مقاطع عبر منصات التواصل الاجتماعي واليوتيوب كلها تهديد ووعيد لكل شعوب الارض ولأوطانهم التي ولدوا على ارضها ونمو وترعرعوا على ثراها و وعاشوا من خيرها في عداء سافر للحياة ولمجتمعاتهم .
واكثر ما يستوقف المرء في شيطانية هذا التنظيم اضافة الى بشاعة جرائمه هو استقطابه لأشخاص يعانون من مشاكل عقليه اكثر من غيرهم او لمن يعانون من مشاكل نفسية وذلك لسهولة اقناعهم بتنفيذ عمليات ارهابية دون عناء في اقناعهم بتنفيذ ما يطلب منهم، وهذا مؤشر على ان داعش يفقد كافة عناصر قوته ،وهو محبط ويأس لدرجة استغلال هؤلاء الذين لا يدركون خطورة ما يقومون به .
وقد ذكرت صحيفة الواشنطن بوست في تقرير سابق لها ان زعيم التنظيم الإرهابى'داعش ' يدير استراتيجية لاستغلال الأطفال للحفاظ على إيديولوجيته رغم الخسائر المتلاحقة على الأرض وتقول ذات الصحيفه إن هذه الاستراتيجية الأساسية، ، تقوم على جعل الأولوية لتوجيه الأطفال والمجندين داخل سوريا والعراق وأيضا فى الخارج من خلال الإنترنت بعدما أصبح واضحا أن التنظيم فقد كافة معاقله وتحولت خلافته الى خلافه افتراضية عبر العالم الافتراضي .
وحتى يتحقق النصر الكامل في هذه الحرب المستمرة على هذا التنظيم الامر يتطلب نهجاً شمولياً بعيد المدى يجمع بين الإجراءات الأمنية والمبادرات الفاعلة والتي تنشر الأمل والإحساس بين الجميع بأنهم شركاء ومتساوون واعادة الثقة في نفوس الشاب وتعزيز ايمانهم بأوطانهم وبمؤسساتهم ، ووضع الحلول الاقتصادية الناجعة لمشاكل الناس المالية .
كما علينا أن نتصدى بحزم لجميع الأفكار التي تروج للكراهية دون استثناء، في الواقع وعبر فضاء الإنترنت، بما فيها الإسلاموفوبيا 'الخوف من الإسلام' بتوضيح حقيقة هؤلاء الخوارج الذين جعلوا الاخرين ينظرون للمسلم والعربي كمشروع ارهابي محتمل ومتوقع من قبل الغرب ، وهذا مخالف لحقيقة الاسلام دين التسامح والعدل ، دين محمد صلى الله عليه وسلم ' وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ ' ودين 'لا اكراه في الدين ' .
وهنا لابد من تكاتف المجتمع الدولي من أجل مواجهة الخطر الداعشي المتناثر في شتّى بقاع العالم من ذئابه المنفردة ودعايته المنتشرة في الفضاء الإلكتروني، وخلاياه النائمة والعائدين إلى بلدانهم الأصلية، وان كانت الحرب العسكرية ضد داعش هي أولى الخطوات لهزيمة الإرهاب لكنها بالتأكيد ليس آخرها، لان المعركة مع تنظيم الدولة الإسلامية على الإنترنت لم تنته بعد فما زالت الافعى تنفث سمومها.
تابعوا القبة نيوز على