البادية الشمالية – محمد الفاعوري

القبة نيوز- ينام ويستفيق الطفل سند الشرفات (10 أعوام) في وتيرة حياة قاسية لا تتغير تفاصيلها، ولا تخرج من عباءة معادلة الفقر والعوز، التي لا تحتمل إلا نتيجة واحدة، مغادرة الطفولة البريئة والانتقال إلى حياة الكبار قبل الأوان، سعياً وراء تحقيق احلامهم وبحثا عن طفولتهم التي يعكس حال باديتهم وبنيتها التحتية شبه المنعدمة واقع سكانها ويعد الفقر وشظف العيش السمة الغالبة لهم.

حكاية الطفولة الذي انقض عليها الفقر، وخطف من أصحابها معالم البراءة، تتعدد معالمها البائسة في البادية الشمالية التي يضرب الفقر فيها أطنابه من دون تراجع وخلت مساحاتها الشاسعة من ابسط حقوقهم , مساحات صديقة للاطفال واماكن ترفيه تجعلهم يستشعرون حلاوة التطور والعمران ، فلم يكن أمام الأطفال فيها إلا اللجوء إلى صنع العابهم بأيديهم .

"مقطع الفيديو" الذي يظهر ان اطفال البادية الشمالية مازالو يعيشون في سبعينيات القرن العشرين و أوائل الثمانينيات، عندما كان مسرح اللعب عند الطفل فضاءًا كبيرًا يمتلئ بالتراب وكثير من المخلّفات وفوقه سماوات زرقاء، وكانت الحياة بسيطة والحلم صغير بالرغم من حجم التطور الذي بلغ بنا حد الخيال.

في ذلك الزمان، كان الصغير يصنع لعبته ويزيّنها ويفخر بها، خبرته متناقلة من أترابه في الحيّ الذين يكبرونه بأشهر أو أعوام قليلة، حيث صيف طويل لاهب ونهار ساطع وثلّة من أولاد بمجموعات إما ثنائية أو ثلاثية يتحلّقون حول أدوات العابهم البسيطة .