شاهد ماذا طلب نتنياهو من السيسي باجتماعهما السريّ
- تاريخ النشر : 2018-08-17 12:42:05 -
القبة نيوز-بما أنّ الإعلام العبريّ يُعتبر مرآة لأفكار وخطط وسياسات صنّاع القرار في تل أبيب من المُستويين السياسيّ والأمنيّ، فلم يكن مفاجئًا بالمرّة أنْ يُعبّر المُحلّلون في وسائل الإعلام الإسرائيليّة عن شكوكهم الكبيرة في نجاح التهدئة التي بحسب الأنباء والتقارير تمّ التوصّل إليها بين إسرائيل وحركة حماس بوساطةٍ مصريّةٍ، والتي بحسب المصادر الأمنيّة في تل أبيب، ستستمّر لمدّة سنةٍ واحدةٍ فقط.
فعلى سبيل الذكر لا الحصر، شدّدّ مُحلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، اليوم الجمعة، على أنّ الحديث يدور عن العودة إلى استخدام بضاعةٍ فاسدةٍ تمّ تجربتها في الماضي غيرُ البعيد ولم تتكلّل بالنجاح، على حدّ تعبيره، مُضيفًا أنّ الصفقة هي بمثابة تأمين بدون تغطيةٍ، وتساءل من هي الجهة التي ستقوم بمُراقبة تنفيذ اتفاق التهدئة؟.
وأشار المُحلّل إلى أنّ حماس وحزب الله تمكّنا عبر الحرب النفسيّة من عرض واقعٍ لا يمُتّ للحقيقة بصلةٍ، وكشف النقاب، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ رفيعة المُستوى في تل أبيب، كشف النقاب عن أنّ تحريك الجهود المصريّة، جاء بناءً على طلبٍ من رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، الذي اجتمع في الـ22 من شهر أيّار (مايو) المنصرم مع الرئيس المصريّ، المُشير عبد الفتّاح السيسي، وطلب منه العمل على إقناع حماس بالمُوافقة على التهدئة بين الطرفين، لأنّ نتنياهو كان وما زال وسيبقى متوجّسًا من أنْ يتردّى الوضع بين الطرفين إلى حربٍ شاملةٍ، لا تُريدها دولة الاحتلال.
من ناحيته، وفي السياق عينه، رأى المُحلّل بن درور يميني أنّ التهدئة، التي تمّ التوصّل إليها بين الطرفين هي الخيار الأفضل من جملة الخيارات السيئّة المطروحة على الأجندة، وتابع قائلاً إنّ التهدئة مع حماس ليست حلّاً مثاليًا، بل أبعد من ذلك بكثيرٍ، لافتًا إلى أنّ إسرائيل بمُوافقتها على التهدئة التي توصّل إليها المصريون تؤكّد بشكلٍ لا لبس فيه أنّ قادة تل أبيب تنازلوا عمليًا عن سياساتهم القاضية بإنهاء حكم حماس في قطاع غزّة، ذلك لأنّ خطوةً من هذا القبيل، ستُلزم الجيش الإسرائيليّ بالقيام بعمليّةٍ بريّةٍ واسعة النطاق، ستُكلّفه خسائر فادحة في الأرواح والمُمتلكات، على حدّ قوله.
وفي هذا السياق، لا بُدّ من التذكير بأنّ جيش الاحتلال، الذي يزعم أنّه الجيش الأقوى في الشرق الأوسط، وأنّ جيش حزب الله يليه من حيث القوّة، يُعاني من متلازمة العمليّة البريّة، وذلك كنتيجةٍ لما جرى له في حرب لبنان الثانية ضدّ حزب الله في العام 2006، وفي عملية “الجرف الصامد”، أيْ العدوان على غزّة في صيف العام 2014، عندما دخلت قوّات من لواء النخبة “غولاني” إلى حيّ الشجاعيّة في الفتاح من آب (أغسطس)، وقوبلت ببسالةٍ وشجاعةٍ لا مثيل لها من قبل المُقاومة الفلسطينيّة، التي كبدّت جيش الاحتلال خسائر بشريّة وماديّة كبيرة ومؤلمة، الأمر الذي دفع الإعلام العبريّ إلى تسمية العملية بـ”يوم الجمعة الأسود”.
وبحسب المُحلّلين في الإعلام العبريّ، الذين يستقون معلوماتهم من المصادر الأمنيّة والعسكريّة، والتي تخضع لمقّص الرقيب العسكريّ لجيش الاحتلال، فإنّ المُعضلة الأساسيّة في التعامل مع غزّة يمكن في عدم قدرة أوْ رغبة الاحتلال في شنّ حربٍ بريّةٍ ضدّ القطاع، لأنّه يعلم يقينًا بأنّ الجيش النظاميّ، مهما كانت قوّته كبيرة، فإنّه لا يستطيع مُواجهة تنظيمٍ ينتهج حرب العصابات، كما فعل حزب الله في لبنان، وكما فعلت المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة خلال الاعتداءات الإسرائيليّة المُتكرّرّة، وهذا التوجّس الإسرائيليّ يؤكّد بشكلٍ غيرُ قابلٍ للتأويل بأنّ سلاح الجوّ الإسرائيليّ، وهو من ألأقوى عالميًا، لا يُمكنه حسم المعركة خلال عدّة أيّامٍ، كما كان الحال مثلاً في عدوان حزيران (يونيو) من العام 1967، وهذا يقود إلى تصريح وزير الأمن الإسرائيليّ الحاليّ، أفيغدور ليبرمان، الذي أكّد بشكلٍ علنيٍّ على أنّ إسرائيل لم تنتصر في أيّ حربٍ منذ نكسة العرب في العام 1967، على حدّ تعبيره.
إلى ذلك، رأى مُحلّل الشؤون الحزبيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة، يوسي فارتر، اليوم الجمعة، رأى أنّ رئيس الوزراء نتنياهو اختفى عن المشهد بشكلٍ كاملٍ، فلم ينشر أيّ تغريدةٍ على”تويتر”، لم ينشر على الفيسبوك أيّ شيءٍ، لافتًا إلى أنّه ما زال يُعاني من متلازمة صفقة شاليط، التي أثارت عليه الرأي العّام في الدولة العبريّة.
وتابع أنّ ليبيرمان، الذي وصل إلى وزارة الأمن قبل أكثر من سنتين وكأنّه رامبو وجيمس بوند، مُنشغِل في التأكيد على أنّه لم يتّم التوصّل لاتفاقٍ مع حماس بوساطةٍ مصريّةٍ، مُشدّدًا على أنّ الضفدع الذي بلعاه نتنياهو وليبرمان كبير للغاية ومؤذٍ أكثر من أجل التوصّل لتهدئةٍ، في الوقت الذي يُواصِل زعيم حزب “البيت اليهوديّ ووزير التعليم، نفتالي بينيت، إطلاق النار لجميع الاتجاهات، كما قال.
تابعوا القبة نيوز على