facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

كنت معارضا ... تبا للديمقراطية

كنت معارضا ... تبا للديمقراطية

 

لورانس المجالي

القبة نيوز- بعيدا عن المراهقة السياسية والتنمر الاعلامي وفوضى السوشال ميديا بدأت قصتي في احد ايام ٢٠١١ حيث اصبح لدي صفحة على فيس بوك اكتب ما يلوح في خاطري بعيدا عن التأثير والتوجيه من قبل ادارة الفضائيات والاذاعات التي قدمت فيها مجموعة من البرامج وبدأت اكتب في كل شأن حتى استهواني الاعجابات والتعليقات والاهتمام حتى جاء الربيع العربي واصبح الامر اكثر عظمة ومهابه وانا اصنع من خلفي جيش يعتقد ويؤمن بأفكاري وهكذا حتى وصلت الى وصفة جميلة من احد النشطاء الكبار ان يا صديقي عارض وافترض السلبية تكون دائما مميز ويحترمك الجميع وبقيت على هذا الحال لأعوام افترض السوء في اي قرار حكومي وعن قناعة وان الحكومات مجرد اشخاص وجدوا لنهب الوطن وتصفيته .

وكنت ارى اي صاحب راي مخالف هو سحيج ومريض ومدفوع وله اجندة مع الفاسدين واصبح لي اكثر من صفحة ومجموعة من الاصدقاء يدعموني في ان ابقى اسجل افتراضاتي التحليلية والكوميدية احيانا لإشباع الشارع او من يتابعني وتحت شعار اننا في معركة وكل من في دولة لصوص .

وطوال هذه الفترة لم ارتكن لتوجيه القران الكريم في آداب التواصل وقوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ)) او سلوكيات واخلاقيات التعامل البشري وعلى راسها الديمقراطية التي تفترض ان اتحسس امكانيات الاخر واعارض ما يستطيع فعلة ولم يفعله لصالح الوطن وعدم الجمع بين الصالح والطالح في تصوري للحالة العامة وان اكبر ظلم ان اجمع بين مسؤول يتحصل من راتبة القليل من المال وهو قابض على وطنة ودينة وضميره رغم ان له ابناء في الجامعات ومصاريف مختلفة ولم يسمح لاحد ان يمرر له رشوه او هدية او وجبة طعام ومسؤول اخر صنع مجموعة ومؤسسة من الفاسدين وتغول على الغلة دون ان يلقي بالا للملة .

وفي وقت قريب شاءت الاقدار ان اذهب للعمل قريبا من صانعي القرار في احد المؤسسات و دون تغير في راتبي البائس ولا مكافأة ولا سيارة بنمره حمراء ترضي مرضي النفسي حاملا في قلبي اشكال الحقد والانزعاج وكيف سأتعايش مع لصوص وفاسدين الى ان جاءت الصدمة وشاهدت وزيرا مديون ولا يملك سيارة خاصة ويسكن بالإيجار ومسؤولين يستدينون مبالغ بسيطة في منتصف الشهر لا تزيد عن عشرون دينار في احسن الاحوال ومسؤول اخر يغيب عن العمل لأنه لا يملك البنزين للوصول للعمل وفي حال عدم لحاقة لحافلة الدوام لن يصل وهو في درجة خاصة .

ابصرت ان القطاع الحكومي ليس فاسد وان الفساد موجود ولكن ليس بالصورة التي اتخيلها وان بعض المسؤولين يختبئ خلف بذله متواضعة ودفئ الضمير وكرامة العيب واننا كنا في جمعنا لصورة الفساد نقطع الطريق على الانجاز ونكسر مشاعر الشرفاء وندفع بهم الى المثل المعروف القاري و ال...... واحد ، وهكذا تم تقزيم الكثير من رجال الدولة الشرفاء .

وهنا اصبحت اسمع قبل ان اتهم وافترض ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته واننا يجب ان نعظم الانجاز دعما للشرفاء ونفضح الفاسدين ردعا للفساد وهكذا تغيرت لغتي عبر صفحتي المتواضعة حتى بدأ يرحل عنها اصحاب الفزعات وهواة التصيد واصحاب الاجندة الرافضة لكل شيء واصبحت معاناتي مع مصطلح سحيج حديث النهار والليل وانا احاول شرح كلمة ديمقراطية انها تقبل الراي والراي الاخر وان الاخر هو شريك وليس عدوا ومازلت معارضا لكل متصيد للوطن او من يحاول سرقة احلام ومستقبل ابنائي ولكن تبا للديمقراطية فقد افقدتني الكثير من الاصدقاء والاقارب وكم يأخذني الشوق للعودة في الدفاع عن افكاري وفق حاضنتي الاجتماعية ووفق اجندة التسلية والاغتيال وافتراض الوهم وتسويق الاشاعة وتناول الاخبار وفق فلتر سلبي والاهم ان اعود للقطيع الذي كنت جزء منه لفترة طويلة مستمتعا بكلمات مثل( سلم قلمك يا حر وابدعت يا اصيل وكلماتك يجب ان تكتب بالذهب ) وكما قال فولتير :" تحتاج لعصور كي تدمر رأياً سائداً".

 وطني يؤلمني وافتراض اني يجب ان اتعاون انا واخوتي لترميم البيت افضل من القتال مع اخوتي على من ساهم في تلف البيت وان الوقت الذي نقضيه في المناكفة كفيل ان يزيح كل التحديات المانعة للتقدم والنجاح .

تبا للديمقراطية... كنت معارضا في قطيع

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير