القبة نيوز-سياسيا، وعلى المدى المنظور، وباستدعاء مصالح 'الجماعة' الآنية تخطئ كتلة الاصلاح النيابية لو أنها حجبت الثقة عن حكومة عمر الرزاز. واستراتيجيا، وباستدعاء مصالح 'الجماعة' بعيدة المدى، ستخطئ كتلة الاصلاح، مرة أخرى بقرارها حجبها الثقة. أما من حيث المبدأ، فكان على أعضاء كتلة الإصلاح أن لا يصعدوا – أصلا – على جبل انتخابات نيابية يدركون مسبقا أنه لن يلد لهم فرصة لهم 'ديمقراطية' لكنها قشة نجاة جرّبوها وهذه المرة نجحت. هل سألت الجماعة نفسها وهي تناقش قرار الثقة من الحجب، لماذا في الانتخابات؟ هل نسيت؟  اليوم يقف 'الاخوان' على البلاطة نفسها التي وقفت عليها قبيل الانتخابات وقررت خوض المعركة. العمل السياسي يفرض اليوم على الاخوان فتح أفق رأب الصدع، بافساح المجال للمياه السير في مجاريها السابقة. الثقة هي 'القناة' التي قد تفعل ذلك، من دون أن يعني كل هذا، أن هناك ضمانات لإعادة العلاقة بين الدولة والجماعة، لا بل الراجح عدم تأثير مثل تفصيل 'التصويت على الثقة حكومة' بالقرار الاستراتيجي للدولة بإدارة الظهر للجماعة. سوى أن الحجب سيفسح المجال للأسباب الشخصية أن تتشكل لرئيس الوزراء عمر الرزاز ليضع هو الآخر اقتراحاته من أجل المضي في الإطباق على نفس الجماعة. ما دفعها إلى المشاركة في الانتخابات هو ما سيدفع الجماعة إلى منح الثقة لحكومة غير مقنعة، ولا يُرجى منها الكثير، لكنها السياسة اللعينة وأدواتها.