قطر تحصل على صواريخ اس 400 و السعودية منزعجة
- تاريخ النشر : 2018-06-03 05:41:12 -
القبة نيوز- أكدت صحيفة لوموند الفرنسية أن الرياض طلبت من باريس الضغط على قطر لمنعها من الحصول على نظام الدفاع الجوي الروسي المضاد للطائرات "إس — 400".
وأضافت الصحيفة الفرنسية أنه بعد مرور عام على بداية الأزمة، ليس هناك بوادر لحل الأزمة الخليجية ولا توجد أي علامة تذكر على وجود حل الخلافات بين تلك الأطراف.
وبينت لوموند أنه في الرسالة الموجهة لماكرون أعربت السعودية عن قلقها العميق إزاء المفاوضات الجارية بين الدوحة وموسكو، مشيرة إلى أن العاهل السعودي قلق من العواقب التي قد تترتب على امتلاك الدوحة لنظام "إس — 400" محذرا من خطر التصعيد.
كما شددت الرياض على أنها مستعدة لاتخاذ جميع التدابير اللازمة للقضاء على هذه المنظومة الدفاعية، وطلب النظام السعودي في رسالته من ماكرون المساعدة في منع عملية البيع والحفاظ على استقرار المنطقة.
وبينت الصحيفة الفرنسية أن الخارجية الفرنسية رفضت التعليق على الموضوع، مضيفة أن السلطات السعودية لم تجب عن استفساراتها.
ونقلت لوموند تصريحات لسفير دولة قطر لدى موسكو سعادة السيد فهد بن محمد العطية في يناير 2018، حيث أعلن فيها أن الدوحة تعتزم الحصول على هذا النظام الصاروخي الذي يعتبر أنجح طراز في العالم، مشيرا إلى أن المفاوضات مع روسيا في مرحلة متقدمة، وبعد شهر من ذلك أعلنت الرياض أنها في سباق للحصول على "إس — 400".
وواصلت الصحيفة قائلة: إن ما ورد في الخطاب هي من أعراض الحرب الباردة التي تمزق لمدة عام مجلس التعاون الخليجي، حيث وضعت دول الخليج قطر تحت الحصار ليلا، وتمكنت الدوحة من إعادة تنظيم قنوات الإمداد الخاصة بها بأقصى سرعة والحفاظ على احتياطيها من العملات الأجنبية.
كما اعتبرت الدوحة الضغط الذي يمارسه عليها شركاؤها السابقون في مجلس التعاون الخليجي، حملة من الترهيب، ترمي إلى إجبارها على إعادة تنظيم سياستها الخارجية، كما يناسب الرياض وتوجهاتها.
كما طرحت الدول المقاطعة على الدوحة 13 مطلباً وحددت تلبيتها كشرط لبدء الحوار، لكن قطر رفضت ذلك وقالت إنها مستعدة لخوض مفاوضات تسوية دون أية شروط مسبقة ودون التنازل عن السيادة الوطنية.
وقالت لوموند انه بعد تهديدها بالغزو العسكري في يونيو 2017، قامت الحكومة القطرية بعدد من صفقات الأسلحة، ففي النصف الثاني من عام 2017، وقعت الدوحة عقدا ب5 مليارات يورو لشراء سبع سفن حربية إيطالية، 12 مليارا لشراء ثلاثين F — 15 أمريكية و5، 5 مليار لشراء اربع وعشرين طائرة مقاتلة بريطانية تايفون.
وذكرت الصحيفة ان الرئيس الأمريكي عدل موقفه من الأزمة الخليجية تحت تأثير البنتاغون ووزارة الخارجية، وأعاد البيت الأبيض وضع نفسه على مسافة متساوية في الأزمة، مما منع ثنائي أبو ظبي والرياض من اتخاذ إجراءات الانتقام من الدوحة.
ومع ذلك، فشلت جهود الوساطة منذ ذلك الحين من قبل الإدارة الأمريكية، وكذلك جهود صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح. مما تسبب في عدم لحلحة الأزمة، في الوقت الذي تشتد حمى الخلاف على شبكات التواصل الاجتماعي.
ويعكس هذا الموقف السعودي هلعا وقلقا من جانب دول الحصار التي احرقت جميع اوراقها في بداية الازمة دفعة واحدة، فصارت تبحث عن تصعيد جديد فلم تجد إلا ملاحقة تحركات قطر في الخارج ومخاطبة الدول التي لا تأبه بدول الحصار لمحاولة التأثير عليها.
وسبق وحاولت دول الحصار اثناء تركيا عن تفعيل الاتفاقية الدفاعية مع قطر وبعد ان فشلت في تحقيق ذلك لجأت للطلب من تركيا بسحب قواتها من قطر ثم لجأت عبر الذباب الالكتروني الى تشويه سمعة قطر وسمعة القوات العسكرية التركية وكل ذلك محاولات فاشلة للضغط بعد ان احرقت جميع اوراقها بينما بقيت قطر ثابتة على موقفها منذ بداية الحصار حتى الآن.
الطلب الذي تقدمت به السعودية الى فرنسا لم يكن بريئا ولم يكن بهدف منع التسليح في المنطقة لكنه يعكس حالة من التسلط يعيشها النظام السعودي في محيطه العربي والاقليمي فهو يتدخل في كل الدول محاولا فرض اجندته وفرض الحلول على طريقته فهو يتدخل في لبنان محاولا اجبار رئيس وزرائه على الاستقالة ويتدخل في اليمن مدمرا كل ما هو قائم هناك ويتدخل في العراق بتشجيع التصعيد الطائفي ويمارس ضغوطا على الدول ملوحا بصفقات اسلحة اكثر في حال الاستجابة لطلباته، كما يستغل فقر الدول لاستخدامها ورقة في يده، كما يفعل مع مصر والاردن وجزر القمر وموريتانيا وجيبوتي، وكما سعى لدى الادارة الامريكية في بداية الازمة لكنها تنبهت لمراوغاته فأوقفته عند حدود صفقاته وأدارت اللعبة معه على طريقة استنزافه بالمزيد من الصفقات.
الطلب الذي تقدمت به السعودية لمنع قطر من ابرام صفقات تعزيز دفاعاتها وقواتها المسلحة يعكس حالة من التناقض لم يسبق لها مثيلا، ففي الوقت الذي تمتلك فيه الاسلحة تحاول السعودية ان تحرم قطر من تعزيز قدراتها وتسعى هي لامتلاك ترسانة من الاسلحة لم تستخدمها، فالرسالة اكدت ان السفير السعودي ناقش مع المسؤولين الروس سبل الحصول على نفس الصواريخ وهو ما يؤكد هلع النظام الذي اصبح في حالة من الرعونة والتخبط لم تشهدها السعودية من قبل فما الذي يزعج السعودية من حصول قطر على منظومة دفاعية تحمي حدودها سوى انه التخبط والتسلط؟.
منظومة متطورة
السيد جسترو كان محلل الشؤون الدولية في صحيفة كوميرسانت الروسية، اكد ان موقف موسكو واضح فأي صفقات سلاح لو لم تكن البلدان التي تريد الدخول فيها غير خاضعة لعقوبات اممية ستكون صفقات مشروعة، ولا يوجد أي سبب يحول دون اتمامها بيعا او شراء ولذلك فان التعاون العسكري الروسي مع قطر هو من سمات هذه العلاقات الجيدة بين البلدين التي تفاوضت على احدث المنظومات الدفاعية للسلاح الروسي وبلدان اخرى اظهرت اهتماما كبيرا بالمنظومة الدفاعية اس 400 مثل الهند وتركيا وغيرهما فلا ترى موسكو اي سبب يحول دون بيع هذه المنظومة المتطورة لدولة قطر.
تابعوا القبة نيوز على