كنت صغيراً اخطو كما الوجي الوحل...
- تاريخ النشر : 2018-05-15 09:50:54 -
القبة نيوز - اذهب من عمان مرورا بمنجا وام العمد...تضيق الطريق في ام العمد باشجار السرو في منظر خلاب يقول لك تمهل ايها السائر بسيارتك مسرعا فانت هنا بين اهلك . تضطرنا الطريق التي كانت شبه معبدة الى المسير بتؤدة حتى نخرج منها وكاننا امضينا استراحة كقيلولة عابر تحت شجيرات بني صخر الكرام..اعد الشجيرات شجرة شجرة كفضول مني وكهواية لطفل لم يتعد الثاني من صفه...لا زال هذا المنظر عالقا في وجدان الطفل البريء...وبين ظلال الشجيرات ..اسمع تعليقا ومداخلة عفوية من رجال يعرفون حقا بالرجال...يقولون لنا هنا مركز الشهامة الاردنية والرجولة ..هنا بيت مثقال ذاك البناء البدائي الذي لم يكن له مثيلا في عهده..بيت منيف..بطابقين يجتمع فيه كل الاحبة من كل الوطن...اما لفض خصومة واما لتناول وليمة على شرف ضيف كريم واما للتشاور في امر يهم الوطن...بقيت الصورة ذات الصورة في الذاكرة طويلة الامد..تغذيها ذكريات ولا اجمل مع اناس طيبين من قبيلة بني صخر العريقة..كيف انسى صديقي الزبن والفايز والنيف والمور والسحيم والزيدان والخريشة؟ كيف انسى بجرة قلم ذكريات عذاب ( عذبة) قضيتها مع السلايطة واخوة لنا من حمام الشموط وزيزيا وزويزا ومن هم على حدودهم من الاشاوس في برازين والسامك؟؟؟
كيف تتحول الذكريات الثوابت ثبوت شروق الشمس كل يوم بخطأ من ابناء لنا أخطأوا دون قصد بحق بعضهم تحت قيد من قيود سورة الغضب وسوء الظن؟؟؟
ابدا لن ننسى مهما جرى وحصل انهم اخوة واشقاء وابناء عم وخال وانسباء وشركاء فاعلون في هذا الوطن يوم يشتد الوغى ويتعثر الورى.
اسير طفلا ثم فتى ثم شابا يافعا ولا زلت اسير وقد وخطني الشيب في كل جزء مني....اسير ووجهتي ومحجي جرينة الشوابكه...اسير بسيارة المارسيدس ( سيارة العم رجا الغشوم يرحمه الله ) القديمة وهي تسرع لكن دقات قلبي اسرع منها تسبق الريح وتسبق السيارة للقاء الاهل من كل بيت هناك....اسير ولا اطمئن الا حين اتنشق رائحة الخبز على ربوة الصاج والدخان المنبعث من الجلة وحرق القنابة من بقايا شجيرات العنب يلفني كحضن دافيء في كانون...هالله هالله على هاتيك القرية الوادعة بوداعة اهلها...القرية الطيبة بطيبة الاهل والاخوال والاعمام وكلهم في سويداء القلب...
كيف انسى العمة مريم النمران الدعيبس يرحمها الله وهي تحضنني وتقبلني وكيف انسى الجدة فلاحة الربايعة ايقونة الطيبة والشرف ام عبدالغني يرحمها الله؟؟ وكيف انسى العمة الحنونة ام علي هلالة الطواهية زوجة الخال الشهم النظيف الرجل محمد سلمان الربايعة؟ كيف انسى العمة امنة الربايعة ام جمعة والخالة وخالتي شقيقة امي ام الرائد الحريد فاطمة العلي الفاضل الحنونة الرؤومة زوجة الشهيد البطل ياسين البطمان؟ كيف انسى الحاج بطمان وهو يلف قدمي بعكازته المعقوفة حين نهرب منه بشقاوة فيسحبنا عنده وهو جالس ليوبخنا؟
حزين وفقير من لا يملك ذكريات الطفولة فيك يا قرية الخير جرينة...ثكلته امه من فاته التمرغ بترابك وقشاش بيادرك عصرا يتطاير من بين ايدي الحصادين شرق الخط الفاصل الواصل بين حسبان ومادبا مرور ا بمنطقة الكفير التي تحضرت وصارت المامونية ( لا ادري من هو المامون الذي انتسبت اليه لاحقا)....
ذكريات الصحبة مع ياسر منيزل الدهام واحمد النمران ويوسف الحريد ابي قيس وفايز العواد ...كيف ننسى الخط الشرقي ونحن نذرع فيه عصرا حتى الغروب جيئة وذهابا والسيارات تتوالى متقطعة على عجل...كيف ننسى المدرسة وساحاتها غربا؟ كيف ننسى اللمة من الرجال في حوش البيت عند عمي ابو جمعة وزوج عمتي الخال محمد سلمان الربايعة وعواد الربايعة يرحمهم الله...كيف انسى الحاجة امينة السعد الخيول ام عبدالرزاق يرحمها الله ووالدها الشيخ الجليل سعد الذي بنى القرية بفن كانه ينسل من روحه خيوط اهابها القشيب؟؟ كيف انسى الحاجة جوازي القعيسي والدة الاخ الوفي يوسف الحريد شافاها الله وعافاها ؟؟ كيف انسى بقالة الحاج خير وبقالة االحاج احمد العنيبان الف رحمة لارواحهم الطاهرة؟ كيف انسى الجيعة وبيت عمي ومغارة امام بيته نستظل تحت سقفها نلهم من رطوبتها ما يكبت فينا هجير الشمس ظهرا؟؟؟ كيف انسى وكيف انسى وكيف انسى؟؟؟
كل ذلك شكل وجداني وشكل كياني فكبرت وانا راض عن نفسي بما تلقيته من علم الحياة ... الحياة القروية النظيفة التي ما كانت يوما الا ملاذا لكل من يعشق الحياة...
تابعوا القبة نيوز على