السعودية تتسلّم رئاسة القمة العربية من الأردن
القبة نيوز - قال السفير الأردني في القاهرة ومندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية علي العايد، إن الأردن يدعم ويؤيد القرارات والمبادرات التي تتخذها جامعة الدول العربية، ويؤكد تمسكه بالتوافق العربي الهادف إلى تجاوز الخلافات وتغليب المصالح العليا للأمة على أي أمر آخر.
واعرب في كلمة ألقاها امس الثلاثاء، خلال الاجتماع التحضيري للقمة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، عن أمله بأن تشكّل القمة العربية التاسعة والعشرين استمراراً لما سبقها من قمم عربية لمجابهة التحديات التي تواجه الأمة، ووضع الحلول المناسبة لها صوناً لأمننا القومي وحماية لمستقبل أجيالنا ومقدرات أمتنا العربية.
وقال: خلال العام الذي تشرفت فيه بلادي برئاسة القمة العربية، طغت تطورات الأحداث السياسية والأمنية والعسكرية في منطقتنا على جل مجريات أعمال مجلسنا على مختلف مستوياته، وتوالت الجهود العربية وبالتنسيق مع الأمانة العامة للتعاطي معها والحرص على التقليل من آثارها وتداعياتها ضمن الأدوات السياسية والدبلوماسية المتاحة.
واضاف «وما تزال القضية الفلسطينية قضيتنا الأولى والمركزية، وفي القلب منها قضية القدس، تحتل الأولوية في سلم اهتماماتنا، وقد بذلت بلادي وبالتنسيق المباشر مع اشقائنا العرب الجهود الهادفة إلى رفض القرار الأميركي المتعلق بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها اليها، والحد من تداعياته الخطيرة على عملية السلام في المنطقة برمتها».
وتابع العايد: «وقام الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بتحرك دبلوماسي مع المجتمع الدولي وعواصم صنع القرار في العالم من أجل الضغط على إسرائيل للدخول في مفاوضات حقيقية مع الفلسطينيين بهدف إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 والاستمرار في دعم القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية والمحافظة على وضعها التاريخي والقانوني القائم ودعم ومساندة أهلها الصامدين».
ولفت العايد إلى أن الجهد الأردني خلال الفترة الماضية جاء امتداداً للجهود الأردنية المستمرة التي أكدّت التزام الدول العربية بالسلام خياراً استراتيجياً لا رجعة عنه يكفل لكل شعوب المنطقة الأمن والاستقرار ويرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني الشقيق ويلبي طموحاته في تقرير مصيره على أرضه وترابه.
ودان في هذا الصدد، ما قامت به إسرائيل أخيراً من اعتداءات وحشية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والمدن الفلسطينية، والذي شكّل اعتداءًا سافراً وانتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ولحق الشعب الفلسطيني المشروع في التظاهر السلمي والتأكيد على حقه في العودة والذي كفلته القرارات الدولية ذات الصلة.
وقال العايد، «وما زالت الأزمات تعصف ببعض بلداننا وما زالت رائحة البارود والدم تفوح منها، وآخرها ما تعرّض له الشعب السوري الشقيق من هجوم كيماوي على مدينة دوما السورية أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين الأبرياء، وهو ما يُعد جريمة همجية ندينها ونستنكرها بشدة، وندعو منظمة الأسلحة الكيماوية إلى اجراء تحقيق دولي شامل في هذا الاعتداء ونطالب المجتمع الدولي باتخاذ الموقف المناسب من مرتكبها، ونؤكد في هذا الخصوص، موقف الأردن الداعي إلى حل النزاع السوري سياسياً وتجنيب سوريا وشعبها الشقيق المزيد من ويلات الحرب والدمار».
واكد «أنّ دولنا وشعوبنا يواجهون تحديات جمّه، تتمثل بالإرهاب والتطرف وعدم الاستقرار، ما أفسح المجال لتزايد التدخلات الدولية والإقليمية في شؤوننا الداخلية، وحمّل شعوبنا وحكوماتنا أعباء كبيرة تتطلب منا جميعاً تعظيم التوافق على نظرة استراتيجية تعزز التعاون وتنسّق المواقف على جميع المستويات».
وقال «وفي هذا السياق فإننا ندين وبأشد العبارات جميع العمليات الارهابية في الدول العربية الشقيقة بما في ذلك استهداف اراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة بالصواريخ التي تطلقها ميليشيات الحوثي من اليمن، مؤكدين وقوف الأردن الكامل إلى جانب الأشقاء السعوديين في تصديهم لهذه الاعتداءات المتكررة».
وتم خلال الاجتماع تسليم الرئاسة من الأردن الى السعودية.«بترا».