الدكتور محمد غوانمة يلقي محاضرة بعنوان "أهازيج الثورة العربية الكبرى"
استضافت دائرة المكتبة الوطنية و ضمن نشاط كتاب الاسبوع الذي تقيمه مساء كل يوم أحد أستاذ الموسيقى بجامعة اليرموك الدكتور محمد غوانمة الذي ألقى محاضرة بعنوان «أهازيج الثورة العربية الكبرى» ، وقدمه فيها الزميل حسين نشوان.
في بداية حديثه أكد د. غوانمه على أنه من أجل التعرف على أهازيج الثورة العربية الكبرى لا بد لنا من القاء الضوء على مفهوم هذه الأهازيج ودورها في بث روح الحماس وتكوين الرأي العام العربي حول أهمية الثورة العربية الكبرى وأهدافها الكبيرة للنهوض بالأمة العربية وتحقيق الحرية والحياة الفضلى ، وصولاً الى الاستقلال الكامل إضافة إلى ما حققته هذه الأهازيج من تحفيز للوعي الثقافي العربي في الأردن وبلاد الشام والعراق وغيرها من الأقطار العربية، وبيّن أن مضامين الأهازيج احتوت ترجمة صادقة لأهداف هذه الثورة وعنواناً لمجد الأمة وتطلعاتها نحو الحرية والتحرير .
استعرض د. غوانمة مفهوم الأهزوجة وهي منظومة شعرية قصيرة ، تمتاز بالبساطة والسهولة في نظمها وفي غنائها و رشاقة الكلمة وحيوية اللحن والأداء . وبين دورها في بث الحماسة وتكوين الرأي وتأثيرها في وجدان الناس بما تنطوي وتترك في النفس من عزة وكبرياء. وتطرق د. غوانمة الى العديد من المعاني الوطنية التي تحض على الانتماء وحب الوطن ، و تحث على التضحية من أجل الأرض والعرض والعشيرة وأنها ذات تأثير كبير في التوجيه الوطني والقومي ونشر الفضيلة بين الناس، كما وبيّن أن الأهزوجة هي أغنية شعبية تثير حماس الجماهير وتلهب عواطفها، صاغتها الخطوب التي مرت بالأمة . ووضح من خلال المحاضرة خصائص أبرز أهازيج الثورة العربية الكبرى في مختلف الجوانب ، الأفكار والمضامين التي طرقتها ، والخصائص الفنية الشعرية لها، والخصائص الأدائية ، ونماذج غنائية من هذه الأهازيج .
وقال إن الأهزوجة كانت عنوانا لمجد الأمة ، وتطلعاتها، ورسمت في أعين الناس وقلوبهم لوحات عز وفخار، بما قدم الهاشميون والأشراف من تضحية ومجد للأمة. وأكد على أن بأن الأهزوجة الأردنية انطلقت من انطلاقة الثورة العربية الكبرى وسايرت أحداثها الجسام ، وهي من الوجهة الفنية فن قائم بذاته ، ومن الوجهة الأدبية شعر له مقومات الشعر ، و من الناحية النفسية تتضمن نفس العواطف والأحاسيس لدى من يبدعها أو من يغنيها وكذلك لدى من يستمع لغنائها. وهي من الوجهة الوطنية تراث وطني أصيل يجدر بنا جميعاً المحافظة عليه بمختلف الأساليب والتقنيات لحمايته من الاندثار والتحريف .
والأهزوجة بين هذا وذاك : مرآة صادقة لحياة الأردنيين تعكس روحهم بما فيها من آمال وتطلعات .
واختتم المحاضرة بتقديم نماذج غنائية من الأهازيج التي انتشرت لدى قدوم الشريف الحسين بن علي واستقباله في العقبة عام 1924 ومنها :
يا حسين وإِبشر بالفرج جيناك لو انّك بعيد
يا حسين وانزل بالسّهل حنا العباية الضافية
يا حسين حنا عزوتك عَ الموت الأحمر دزّنّا
ووصف خلال حديثه أهزوجة أخرى قيلت بالمناسبة حينما سار الأمير بن صفين متقابلين وعلى أصوات الطبول والطيران (جمع طار) وهو الدف الكبيروبين لمع السيوف وخشخشة البنادق وعلى ايقاع الرفيحي والعرضة .
سلام منّي والسّلام على الشريف الهاشمي
سلام مني والسّلام على الربوعِ الحاضرين
واختتم بأهزوجة طويلة منها :
يا الله واليوم وجه جاهنا واكفينا شر ولدات النحوسْ
راعي الخيانة في خيانه حبـــــا دفين وفيــــه سوسْ
يا سيدي ما عاد أمانٍ إلا بعـــــد تقطيــــــع روسْ
وغيرها من نماذج الأهازيج المشهورة والمتداولة بين أغلبية الناس .