المفرق .. 450 مسجدا بلا أئمة و‘‘الأوقاف‘‘ تؤكد وجود نقص
يفتقد حوالي 450 مسجدا في محافظة المفرق للائمة، فيما 240 منها لا يتوفر به مؤذن، في الوقت الذي لا يطبق فيه الأذان الموحد بمساجد المحافظة، وسط ضغوطات السكان بملء هذه الشواغر.
ويؤكد مدير أوقاف قصبة المفرق الدكتور أحمد الحراحشة أن النقص في أئمة المساجد لعب دورا كبيرا في ضعف دور المنبر بتنوير المواطنين بحقيقة الإسلام، مرجعا العزوف عن الوظائف الشرعية لدى البعض، وخصوصا فئة الشبان إلى مفهوم خاطئ وخلل في الثقافة الاجتماعية، مفاده أن تلك الوظائف تقيد حرية صاحبها، فضلا عن النظرة الاجتماعية السائدة وذات الأصول الاستعمارية "بدروشة الإمام والخطيب" والتي أضعفت هيبة الأئمة.
وأشار الحراحشة إلى أن وزارة الأوقاف تقدم رواتب أسوة بغيرها من الوزارات، فضلا عن كثير من الحوافز وتأمين السكن المجاني للإمام وغير ذلك من المنح، إلا أن ندرة أصحاب المؤهلات الشرعية في المفرق ساهم كذلك بنقص الأئمة في المساجد.
ولفت إلى أن المديرية تعمل حاليا على تقديم دروس دينية في المساجد خارج نطاق خطبة الجمعة بهدف تفعيل دور المسجد في تبصير المواطنين بالدين الإسلامي، داعيا مؤسسات التعليم إلى توفير مناهج ضمن تخصصات الشريعة تعنى بالأئمة والخطابة، مثمنا لجامعة اليرموك فتح تخصص إمامة وخطابة.
ولفت إلى أن مديرية أوقاف المفرق تضم 600 مسجد، يفتقر 350 منها إلى الأئمة، فيما هناك 140 مسجدا بلا مؤذن، موضحا أن المديرية تقيم خطبة الجمعة فقط في 188 مسجدا، بسبب النقص بالخطباء.
وفي ذات السياق يؤكد مدير أوقاف البادية في المحافظة رضوان العظامات أن المديرية تضم 250 مسجدا يخلو 100 مسجد منها من إمام، عازيا نقص الأئمة إلى نقص المؤهلات الشرعية في البادية الشمالية، مبينا أنه نسّب إلى وزارة الأوقاف بتعيين 25 إماما من أبناء المنطقة، فيما استنكف عن التعيين معظمهم بذريعة تدني الرواتب.
وبين العظامات أن المديرية تقيم خطبة الجمعة في 72 مسجدا بمناطق لواء البادية من خلال الاستعانة بوزارة التربية والتعليم والإفتاء العسكري ضمن مكافآت مالية لقاء ذلك، مشيرا إلى أن هناك لجنة خطباء في المديرية تعمل على تقديم ارشادات للخطباء حول أساليب الخطابة ودقة المعلومة الشرعية، وبما يجنب الخطباء السلبيات والضعف العلمي.
ويطالب سكان وتربويون بالمحافظة وزارة الأوقاف العمل على سد النقص الحاصل في أئمة المساجد، مؤكدين ضرورة توفير خطباء مؤهلين أكاديميا وقادرين على إيصال رسالة الإسلام السمحة، معتبرين أن نقص الأئمة بهذا العدد الكبير واللجوء إلى تعيين خطباء غير مؤهلين لعب دورا سلبيا وملحوظا في تحجيم دور المسجد الحقيقي كأحد أبرز منابر التوجيه التربوي الإسلامي القويم لبيان أهمية الأخلاق وبث المودة والمحبة والتسامح وحسن التربية ومحاربة الفكر الظلامي وتصحيح المفاهيم بناء على علم شرعي.
وفيما شدد المدرس عطاالله اللويبد على ضرورة تعيين الخطباء من ذوي الكفاءات الشرعية المتقدمة، والقادرة على إيصال المعلومة الصحيحة بسهولة وفقا لمنهاج القرآن الكريم والسنة النبوية، يبين أن لجوء الأوقاف إلى تعيين خطباء ليسوا على قدر كبير من الكفاءة أضعف دور المسجد في تربية نشء إسلامي.
ولفت إلى أن الأطفال يستمدون ثقافتهم الدينية في الصغر من أولياء أمورهم الذين تتشكل ثقافتهم تلك غالبا من المسجد، ما يعني أن وزارة الأوقاف مدعوة إلى سد النقص الحاصل في مساجد المحافظة بالخطباء المؤهلين.
وأرجع محمد الخوالدة المدرس في وزارة التربية والتعليم والخطيب في المساجد لمدة تزيد على الخمسة أعوام ضعف خطبة الجمعة إلى استبعاد بعض الخطباء المؤهلين والقادرين على تقديم خطب معتدلة بالرغم من اعتدالهم الديني البعيد عن النواحي السياسية، فضلا عن اللجوء في كثير من الأحيان إلى خطباء غير مؤهلين.
ودعا الخوالدة إلى فتح القنوات بين وزارة الأوقاف ووزارة التربية والتعليم والجامعات لسد النقص الحاصل لدى الأوقاف في الأئمة والخطباء من خلال أشخاص مؤهلين شرعيا وقادرين على تنوير المواطنين بحقيقة الدين الإسلامي السمح.
ولفت إلى ضرورة فتح مركز تدريب ثابت للخطباء، وبما يدفع إلى تأهيل المعينين وتدريب الجدد منهم وتمكينهم من تقديم خطبة وفقا لأصول شرعية سليمة، وتأهيل المؤذنين لتقديم خطبة متوازنة بحال نقص الخطباء، معتبرا أن الضابط الوحيد للخطباء يكمن في قانون الوعظ والإرشاد.
وطالب هلال الشرفات وزارة الأوقاف بالعمل على تنفيذ دورات متتالية ومكثفة للأئمة والخطباء لتمكينهم من تقديم الخطبة وتنوير المصلين شرعيا، لافتا إلى أهمية إخضاع الخطباء إلى مرجعيات وزارة الأوقاف، وبما يتيح اعتلاء منابر المساجد للقادرين من المؤهلين شرعيا فقط "وليس من باب قضاء الفريضة".
وأكد عميد كلية العلوم التربوية الدكتور علي عليمات ضرورة قيام الجامعات بدورها من خلال تضمين مناهجها الشرعية خططا دراسية موحدة ومدققة من قبل علماء شرعيين كفؤين.
ولفت عليمات إلى وجود نسبة ليست قليلة لدى بعض الخطباء تفتقد للكفاءة الشرعية التي تعينهم على تقديم خطبة الجمعة، وتنوير المواطنين بحقيقة الدين الإسلامي، مشيرا أن عدم امتلاك الأسلوب لدى البعض جعلهم غير قادرين على إيصال المعلومة خلال الخطبة.
وطالب عضو مجلس أمناء جامعة آل البيت شتيوي العظامات مديريات الأوقاف بضرورة تنفيذ عملية تغيير خطباء الجمعة بين الحين والآخر من مسجد لآخر، وبما يعمم الفائدة على مختلف المساجد ويبتعد عن الرتابة الناجمة عادة من تثبيت خطيب دائم للمسجد.
وأشار العظامات إلى ضرورة تأهيل الخطباء بدورات تمكنهم من التحضير الجيد لخطبة الجمعة ومن خلال الاعتماد على مرجعية علمية.
ودعا الناشط الاجتماعي مروان عبدالمجيد إلى ضرورة مواكبة وزارة الأوقاف لتكنولوجيا العصر باعتبار أن الجيل الجديد بات على صلة وثيقة بالإنترنت وبالتالي يستدعي استعمال هذه التكنولوجيا من قبل الوزارة لبيان حقيقة الدين الإسلامي والتربية الإسلامية، ومحاربة الفكر الظلامي الذي يعتمد كليا على وسائل التكنولوجيا الحديثة.
وشدد الدكتور حسين الزيود على ضرورة إنشاء مركز تدريب من قبل وزارة الأوقاف لمتابعة الخطباء والأئمة، وتقديم دورات قادرة على تأهيلهم، إضافة إلى ضرورة التواصل مع الوزارات المعنية كالتربية والتعليم والتعليم العالي لتأهيل جيل واع ومنتم.
وبين أن بعض الخطباء لا يملكون الحد الكافي من دقة المعلومة والأسلوب القادر على جذب عقول وأسماع المصلين للاستفادة من الخطبة وما تضمنته من معان سامية.