وبحسب بيانات المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، حقق الأردن خلال عام 2025 إنجازات مميزة، أبرزها مشاركة المملكة في تنظيم القمة العالمية الثالثة للإعاقة 2025، بالشراكة مع الحكومة الألمانية والتحالف الدولي للإعاقة، بمشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني وعدد من قادة دول العالم، وأسفر ذلك عن اعتماد "إعلان عمّان – برلين"، الذي ألزم أكثر من 80 حكومة ومنظمة دولية بتخصيص 15% على الأقل من المشاريع الإنمائية لتكون شاملة للأشخاص ذوي الإعاقة، مع تقديم أكثر من 800 التزام لتعزيز إمكانية الوصول والمشاركة الفاعلة.

وفي إطار ترجمة الالتزامات الوطنية للقمة، أقر مجلس الوزراء نظام الأكاديمية الوطنية للتعليم الدامج بهدف تطوير منظومة التعليم الدامج وضمان معايير جودة ورقابة توفر فرصًا تعليمية متساوية للأشخاص ذوي الإعاقة، وتعزيز قدرات منظمات الأشخاص ذوي الإعاقة والكوادر العاملة في هذا المجال، بما يتيح الانتقال إلى الدمج الكامل في المؤسسات التعليمية.

وأوضح المجلس أن متابعة الالتزامات الوطنية تمّت من خلال عقد لقاء وطني بمشاركة ضباط ارتباط من الوزارات والمؤسسات الوطنية لمراجعة الإنجازات ومناقشة التحديات، وضمان تحويل الالتزامات إلى خطط عملية مستدامة على أرض الواقع، ليكون المجلس حلقة وصل محورية بين الالتزامات الدولية والتطبيق العملي داخل الأردن.

كما وسّع المجلس جهوده على المستوى الإقليمي من خلال تنظيم المؤتمر الثالث للتشبيك حول الصحة الإنجابية والأسرية للأشخاص ذوي الإعاقة، ليكون منصة لتبادل الخبرات وإطلاق شبكة فاعلة تضمن دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، مع التركيز على الحماية من العنف وتمكين المجتمع، ليكمل جهود المجلس في تعزيز الدمج الشامل والخدمات الأساسية.

وعلى صعيد تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، أطلق المجلس الدليل التفسيري لمعاهدة مراكش بالتعاون مع جمعية الصداقة للمكفوفين، لتوفير المصنفات المنشورة بصيغ ميسرة مثل برايل أو الصوتية أو المكبرة، مع الحفاظ على حقوق المؤلفين والناشرين، بما يعكس التزام الأردن بتكافؤ الفرص وإشراك الأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم والثقافة على قدم المساواة مع الآخرين.

وبجانب المبادرات الكبرى، نفّذ المجلس برامج نوعية شملت: كشوفات حسية لضمان متطلبات الوصول في المباني التعليمية والصحية والثقافية، برامج تدريبية وتوعوية للموظفين والمشاركين، توفير خدمات الترجمة بلغة الإشارة، تطوير مصطلحات إشاريّة أكاديمية جديدة، إدراج معايير السياحة الدامجة ضمن المنشآت السياحية، متابعة تحويل الأكاديمية الملكية للمكفوفين إلى مدرسة دامجة، تنظيم برامج تمكين وصحة وتواصل فعّال، إطلاق مبادرة "مخيم الجميع"، وتنفيذ برامج تدريبية للمحامين من ذوي الإعاقة لضمان مشاركة فعالة في المجالات المهنية.

كما عمل المجلس على تعزيز إمكانية الوصول في عمّان من خلال التنسيق مع أمانة عمان لتصميم معابر مشاة آمنة مزودة بإشارات صوتية للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، واستكمال المرحلة الثانية من مشروع المنطقة النموذجية في جبل الحسين لتهيئة الأرصفة وإزالة العوائق، بالإضافة إلى مشروع المدن المرنة الشاملة للأشخاص ذوي الإعاقة في منطقة العبدلي بالشراكة مع المجلس ومنظمات محلية وخبراء في التخطيط العمراني، بتمويل من الاتحاد الأوروبي يستفيد منه أكثر من 156 ألف شخص، منهم 7 آلاف من ذوي الإعاقة.

ووقع المجلس مذكرة تفاهم مع الشركة الأردنية للتعليم الفندقي والسياحي لتعزيز شمول الأشخاص ذوي الإعاقة في بيئات العمل السياحي والفندقي، وتطوير المرافق والمنصات التعليمية وفق كود البناء الخاص بالأشخاص ذوي الإعاقة، وتدريب الكوادر على آليات التواصل المناسبة، لضمان فرص توظيف عادلة وتوسيع مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في القطاع.

ومع اقتراب نهاية عام 2025، تعكس هذه الإنجازات حرص المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة على تحويل الالتزامات الدولية إلى برامج عملية ملموسة على أرض الواقع، من خلال دمج المبادرات الوطنية والإقليمية والدولية، مما يؤكد أن الأردن نموذج إقليمي في تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتمكينهم، مع ضمان المشاركة الكاملة والمساهمة الفاعلة في جميع مجالات الحياة.

المصدر: بترا