facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

أردوغان يلتقي رئيس مجلس السيادة السوداني في أنقرة

أردوغان يلتقي رئيس مجلس السيادة السوداني في أنقرة
القبة نيوز- استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الخميس، رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، الذي يجري زيارة عمل إلى تركيا تستغرق يوماً واحداً. وجرى الاستقبال بمراسم رسمية في القصر الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وحضر من الجانب التركي وزراء الخارجية هاكان فيدان، والدفاع يشار غولر، والزراعة إبراهيم يومقلي، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالن، ورئيس هيئة الصناعات الدفاعية خلوق غورغون.

وعقب مراسم الاستقبال، عقد الرئيس أردوغان وضيفه البرهان اجتماعاً ثنائياً، أعقبه عشاء عمل بين وفدي البلدين، من دون أن يتضمن البرنامج مؤتمراً صحافياً مشتركاً. وكان الرئيس التركي قد أعلن، الشهر الماضي، استمرار مساعي بلاده لإنهاء الصراع في السودان.

وفي رده على سؤال حول مساعي تركيا لإيجاد حل للصراع في السودان، خلال مؤتمر صحافي عقده في ختام مشاركته في قمة قادة دول مجموعة العشرين في مدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، قال أردوغان: "أينما كانت هناك مشكلة، سوف تكون تركيا هناك، وهذا هو الجانب الأكثر أهمية في السياسة". وشدّد على أن "أشقّاءنا السودانيين يطلبون مشاركة تركيا في حل هذه المشاكل. كنّا وما زلنا نسعى إلى أن نكون هناك من أجل السلام".

وقالت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، في منشور على "إكس" إن "الرئيس رجب طيب أردوغان عقد اجتماعاً مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في القصر الرئاسي، وناقش الزعيمان العلاقات الثنائية بين تركيا والسودان، فضلاً عن التطورات الإقليمية والعالمية".

وبحسب الرئاسة التركية، فقد أكّد الرئيس أردوغان "تعزيز التعاون بين تركيا والسودان في العديد من المجالات، من التجارة والزراعة إلى الصناعات الدفاعية والتعدين"، مشيراً إلى أن "الصراع الدائر في السودان قد أدى إلى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، لا سيما في منطقة الفاشر، حيث تُرتكب أعمال ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، ولا بد من اتخاذ خطوات جادة وحاسمة لمنع تكرارها".

وأضافت أن الرئيس أردوغان "أعرب عن رغبة تركيا في تحقيق السلام والاستقرار والحفاظ على وحدة أراضي السودان"، مؤكداً أن "الهدف هو التوصل إلى وقف إطلاق النار وإرساء سلام دائم بين الشعب السوداني، وأن تركيا ستواصل تلبية احتياجات الشعب السوداني الذي يواجه أزمة إنسانية، من خلال المساعدات الإنسانية".

ومن الواضح أن الزيارة الرفيعة في توقيتها قد تتمخض عن اتفاقيات هامة، وتلفت الأنظار إلى احتمالية حصول اتفاقيات بين الطرفين تتعلق بالتعاون العسكري، أسوة بالتعاون الذي جرى في ليبيا بين تركيا وحكومة الوفاق الوطني في نهاية 2019، وأدى إلى حضور تركي عسكري في ليبيا غيّر من موازين القوى على الأرض، وذلك في ظل استمرار المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وعن احتمالية حصول هذا النوع من التعاون، قال الكاتب والصحافي المختص بالشؤون الدولية غونغور يافوز أصلان لـ"العربي الجديد"، إنه "ينبغي تقييم هذه الزيارة رفيعة المستوى من الوفد السوداني في ضوء الوضع الراهن في السودان، حيث لا يزال خطر اندلاع حرب أهلية قائماً في البلاد، مع تواصل الاشتباكات بشكل متقطع بين الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع".

وأضاف أن "أنشطة الإمارات العربية المتحدة ساهمت على الأرض بشكل خاص في زعزعة استقرار السودان، وفي هذا السياق تُعد زيارة رئيس المجلس الرئاسي السوداني عبد الفتاح البرهان إلى أنقرة أساساً لاتخاذ خطوات مشتركة، على غرار تلك التي اتُخذت في ليبيا، وكما هو معلوم فإن السودان دولة تشتري الأسلحة من تركيا، ولديها طلبات للتعاون في الشؤون العسكرية".

وأوضح أن "السودان، من جهة أخرى، تمرّ بأزمة إنسانية خطيرة للغاية، حيث نزح آلاف الأشخاص بسبب الجوع والصراع، وسيتم اتخاذ خطوات لمعالجة هذه القضايا، ولكن الأهم أنه لعلنا نشهد في الأيام المقبلة دعماً عسكرياً تركياً في السودان، في حال التوصل إلى اتفاق بين الطرفين".

ومن الممكن لتركيا تقديم دعم عسكري عبر بيع السودان أسلحة ومسيّرات، وتقديم دعم استشاري كما حصل في ليبيا، رغم أن الظروف في السودان قد تبدو أصعب في ظل بُعدها الجغرافي عن تركيا، ما يضع صعوبات لوجستية أمام الدعم العسكري المباشر من قبل تركيا.


وسبق أن شهدت تركيا عدة فعاليات للجاليات السودانية لإظهار التطورات في البلاد، ولا سيما بعد تقدّم قوات الدعم السريع في إقليم دارفور.

وفي 2 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان، بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني.

وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) اشتباكات ضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أسابيع، أدت إلى نزوح عشرات الآلاف في الآونة الأخيرة. ومن أصل 18 ولاية في البلاد، تسيطر قوات الدعم السريع على ولايات دارفور الخمس غرباً، باستثناء أجزاء من شمال دارفور التي لا تزال تحت سيطرة الجيش، الذي يفرض نفوذه على معظم الولايات الـ13 المتبقية، بما فيها العاصمة الخرطوم.


تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير