مندوباً عن معالي وزير الثقافة، رعى مدير الدراسات في وزارة الثقافة الدكتور سالم الدهام، الحفل الشعري والثقافي الذي نظمته نقابة المهندسين الأردنيين/ فرع مادبا، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، لإشهار كتاب «قطرات من سحائب الشعر – نصوص قبّلتها الضاد»، وذلك بحضور العين محمد خريبات الأزايدة، والنائب عيسى نصار الكراشة، ومندوب محافظ مادبا الأستاذ ساري أبو ربيحة، والنائب السابق عبد الرحيم المعايعة، ورئيس ملتقى بيت مادبا حسام الحوراني، إلى جانب عدد من أعضاء النقابة، وفعاليات ثقافية ومجتمعية، ونخبة من المهتمين بالشعر واللغة العربية.

وقال الدكتور سالم الدهام ، في كلمته، انقل لكم جميعاً تحيات معالي وزير الثقافة واعتذاره عن عدم الحضور بسبب ارتباطات رسمية، مشيرًا إلى أن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية هو احتفال بالهوية، فالعربية ليست مجرد وعاء ناقل، بل تعبير صادق عن الوجدان والمشاعر وتجسيد للهوية الثقافية للأمة.

وأضاف أن اللغة العربية جمعت ما يقارب 400 مليون عربي على رقعة جغرافية واسعة، وهي لغة السحر والجمال التي حفظت الأمة عبر تاريخها، وما زال الشعر حارسًا للقيم، واللغة محفوظة بالقرآن الكريم، داعيًا إلى نشرها بين الناس كما يسري الماء، لخلق فكر عربي أصيل، خاصة في ظل التحديات التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي..مؤكداً أن العربية هي لغتنا وهويتنا وقيمنا ولغة القرآن الكريم.

من جانبه، قال النائب عيسى نصار الكراشة إن اللقاء في هذه المناسبة ليس عابراً، بل هو موعد مع الهوية والذاكرة والوجدان، نحتفي فيه باللغة العربية، لغة الضاد ولسان الحضارة وصوت التاريخ والمستقبل، مؤكدًا أن العربية لم تكن يومًا مجرد وسيلة تواصل، بل كيانًا حضاريًا ووعاءً للفكر والإبداع.

وأضاف الكرادشة أن اللغة العربية تصنع موقفًا وطريقة في الوجود، وهي أفق أخلاقي قبل أن تكون أفقًا لغويًا، وحين تبلغ هذا المقام لا تكتفي بالإبلاغ، بل تقرّ الذات وتعترف بالآخر، وتُعلي من حق الكلمة أن تكون شاهدًا لا خادمة.

وأشار إلى أن العربية التي وسعت كتاب الله وحملت علوم الفلك والطب والفلسفة والرياضيات، هي اللغة التي أنجبت الشعر والعلم والفكر، لتبقى حيّة بأهلها ومبدعيها ومن يذودون عنها، مؤكدًا أن الاحتفاء باللغة اليوم مسؤولية تجاه الحاضر والتزام بالمستقبل، خاصة في عصر التحول الرقمي، حيث تُقاس قوة اللغات بقدرتها على الابتكار والإنتاج المعرفي.

وأشاد الكراشة بإشهار كتاب «قطرات من سحائب الشعر»، معتبرًا إياه منجزًا أدبيًا يجسد عشق الكلمة ووفاء الإبداع، مباركًا للشعراء محمد الجهلين، والدكتور بكر السواعدة، والأستاذ زياد السعودي، والدكتور محمد محاسنة، ومتمنيًا لهم دوام العطاء وحضورًا متجددًا للغة العربية في ميادين الشعر والفكر.

بدوره، قال نائب نقيب المهندسين الأردنيين ورئيس مجلس فرع نقابة المهندسين الأردنيين – فرع مادبا، المهندس أحمد الفلاحات، إن الاحتفاء باللغة العربية هو احتفاء بمكوّن أساسي من مكونات الهوية العربية، فهي لغة شرفها الله وجعلها حاضنة الرسالات، مؤكدًا أن النقابة، بوصفها جزءًا من نسيج الوطن والأمة، ارتأت أن تحتفي باللغة بما يليق بمكانتها، ولم تجد أبلغ من الشعر رسالة حب واعتزاز بها.

وأوضح أن اختيار «دُرّة الشعراء» لجمع النصوص الشعرية وتمحيصها ووضعها بين دفتي كتاب كان خطوة واعية ليبقى هذا العمل متداولًا بين الأجيال، محققًا حلمًا ثقافيًا نحتفي اليوم بثماره.

من جهتها، قالت رئيسة لجنة المهندسات في النقابة، المهندسة هبة الخنان، إن هذا اللقاء يجمعنا في رحاب الكلمة وحضرة الشعر، لنحتفي بلغة القرآن، لغة الهوية والانتماء وذاكرة الأمة، مشيرة إلى أن الكتاب يمثل شهادة حب ووفاء للغة العربية، ويؤكد أنها لغة الحاضر والمستقبل، القادرة على الإبداع والتجديد.

وأضافت أن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية وإشهار هذا الكتاب يشكل دعوة مفتوحة للأجيال كافة للنهل من معين هذه اللغة وغرس حبها في القلوب، لتكون رفيقة دربهم في العلم والعمل والإبداع.

تخلل الحفل، الذي افتُتح بالسلام الملكي وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، أمسية شعرية أدارها الدكتور بكر السواعدة بمقدمة أدبية مميزة، وشارك فيها الشعراء عدنان أبو شنار، وريم البرغوثي، وزياد السعودي، وعبير أحمد الخضرا، وحسن النبراوي، حيث قدّموا قصائد نالت إعجاب الحضور، وقوبلت بتصفيق حار.

أدارت فقرات الحفل باقتدار المهندسة منال القطيش، التي أبدعت في الإلقاء والشعر، ليأتي الحفل لوحة ثقافية وطنية زاخرة بالكلمة الراقية، ورسالة محبة للغة العربية وسبل الحفاظ عليها، بوصفها لغة القرآن، ووعاء الفكر، وجسر الإبداع.

يُذكر أن كتاب قطرات من سحائب الشعر نصوص قبلتها الضاد من أعداد .. الأستاذ الشاعر محمد الجاهلين الدكتور الشاعر بكر السواعدة ، الأستاذ الشاعر زياد السعودي الدكتور الشاعر محمد محمود المحاسنه..