وشمل حفل الختام، الذي أقيم في الصالة الرئيسية بسينما الرينبو، عرض الفيلم السوداني الوثائقي الطويل "الخرطوم"، بحضور السفير السوداني في الأردن حسن سوار الذهب، وإعلان نتائج مسابقات المهرجان السنوية، التي تتضمن جوائز ريشة كرامة (أربع جوائز)، وشبكة "أنهار" لأفضل فيلم وثائقي، وجائزة المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب OMCT (مكتب تونس).

وفاز الفيلم الأردني الروائي الطويل "سمسم" من إخراج سندس سميرات وسيناريو تمارا عويس بجائزة ريشة كرامة لأفضل فيلم روائي، بينما تناصف الفيلمان الأردنيان القصيران "هند تحت الحصار" عن الطفلة الشهيدة هند رجب من إخراج ناجي سلامة وكتابة الفنانة عايدة الأميركاني، و"أهازيج" من إخراج مي الغوطي.

 كما نال الفيلم الأردني القصير "غنينا قصيدة" لمخرجته آني كسّاب تنويهًا خاصًا من لجنة التحكيم لكونه فيلمًا عن حب الوطن والسينما والشعر والبقاء.

وجاءت جائزة ريشة كرامة لأفضل فيلم وثائقي طويل من نصيب الفيلم الإكوادوري "ذكريات الضوء" للمخرج ميشا فاليخو بروت، فيما فاز الفيلم القبرصي التحريكي "النسّاج" لأفضل فيلم تحريكي، وحصل الفيلم "الفيلم الأول" من إخراج Piyush Thakur على جائزة ريشة كرامة لأفضل فيلم.

وحصد الفيلم السوداني "الخرطوم" جائزة الشبكة العربية لأفلام حقوق الإنسان "جائزة أنهار"، لما يحمله من طبيعة تجريبية لفيلم وثائقي أنجزه خمسة مخرجين سودانيين، ويحتويه من صدق وحب عميق للوطن، ويشكّل وثيقة نابضة لفيلم حقوقي متميز يحاكي القارة الإفريقية وليس السودان فقط.

كما قدمت المنظمة العالمية لمناهضة التعذيب OMCT (مكتب تونس)، جائزة خاصة لأفضل فيلم حقوقي لمواجهة أشكال التعذيب والمعاملة القاسية أو المهينة، وذهبت مناصفة بين فيلمي "غزة غراد" للمخرجة الفلسطينية سوسن قاعود و"فلسطيني على الطريق" للمخرج إسماعيل هبّاش، ضمن نافذة على أفلام فلسطين التي يتبنّاها المهرجان.

وأشارت مديرة المهرجان، المخرجة سوسن دروزة، إلى أن حقوق الإنسان كانت ثيمة الدورة، مستعرضة فكرة "بنك الحقوق" كأرشيف حي يحفظ الحقوق والقيم الإنسانية والذاكرة الجماعية. وأضافت أن المهرجان يمثل مسارًا ومسؤولية، يضمن مساحة حرة للأفلام لتقول ما يجب أن يُقال.

من جهته، قال المدير الفني للمهرجان، المخرج إيهاب الخطيب، إن الكرسي الفارغ لأطفال غزة يمثل حضور الغياب، ويذكّر بالواقع القسري للأطفال، مشيرًا إلى أن السينما الحقوقية مطالبة بطرح أسئلة جوهرية حول من يصور القصة ولماذا ولصالح من تُروى. 

وأكد أن حقوق الطفل تشكّل أولوية أخلاقية ثابتة في المهرجان، وأن فيلم "هند تحت الحصار" مثّل نموذجًا للتوازن بين البعد الإنساني والطرح السينمائي المؤثر.

وخلال أسبوع المهرجان، عُرضت حوالي 70 فيلمًا روائيًا ووثائقيًا وتحريكيًا من مختلف الأطوال، تناولت قضايا الإنسان وحقوقه وكرامته، وبلوغ ذُرى العدالة كصفوة الغايات وأساس الوجود.

كما كرّم المهرجان الفنان الأردني منذر رياحنة ضيف شرف الدورة ورئيس لجنة تحكيم جائزة ريشة كرامة لأفضل فيلم روائي، واستضاف العديد من مخرجي الأفلام وأعضاء لجان التحكيم والشبكة العربية لأفلام حقوق الإنسان "أنهار".