منذ بداياتها، لم تكن نيللي كريم مجرد ممثلة تبحث عن الحضور أو اللمعان، بل فنانة اختارت طريقاً صعباً يقوم على التجريب والانحياز للشخصيات المركبة التي لا تُفهم من النظرة الأولى. تنقلت بين السينما والدراما والتجارب المستقلة بثقة، وقدّمت نماذج نسائية بعيدة عن القوالب الجاهزة، لتصبح أعمالها مرتبطة دوماً بالنقاشات والأسئلة الإنسانية قبل الترفيه.

وعادت نيللي لتؤكد هذا المسار من خلال مشاركتها في فيلم "القصص” الذي نافس ضمن العروض الرسمية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، فاتحاً باباً جديداً للحديث عن اختياراتها الفنية ورؤيتها للسينما في مرحلة أكثر وعياً بما تريد أن تقدمه، وأقل انشغالاً بمفاهيم البطولة التقليدية.

وقالت نيللي كريم في تصريحات خاصة إنها انجذبت للفيلم منذ اللحظة الأولى، لما يحمله من بساطة وصدق في المشاعر، معتبرة أن هذه النوعية من الأعمال تمثل تحدياً حقيقياً لأي ممثل. وأشادت بتجربتها مع المخرج أبو بكر شوقي الذي منحها مساحة آمنة للتعبير، ما انعكس على الأداء وأجواء التصوير.

وأضافت أن شخصية "فيروز” التي تجسدها تحمل ملامح إنسانية بسيطة وأحلاماً صغيرة تشبه أحلام كثير من الناس، مؤكدة أن هذه الشخصيات تظل عالقة في الذاكرة لأنها تعتمد على الصدق الداخلي لا على الاستعراض. وأوضحت أنها لم تعد تنظر إلى البطولة بوصفها الهدف الأساسي، بل إلى قيمة العمل ومدى صدقه الفني والإنساني.

واختتمت نيللي كريم حديثها بالتأكيد أن السينما بالنسبة لها رحلة مستمرة في البحث عن الإنسان، وأن الأعمال التي تلامس الواقع وتعبر عن مشاعر حقيقية هي الأقرب إليها.