القبة نيوز - حازت المعمارية الفلسطينية الدكتورة سعاد العامري جائزة «نوابغ العرب 2025» عن فئة العمارة والتصميم، تقديراً لمسيرتها الطويلة وإسهاماتها الرائدة في الحفاظ على التراث المعماري الفلسطيني وتوثيقه وترميمه وإعادة إحيائه بما يخدم المجتمع ويعزز الهوية العمرانية.

وهنّأ صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، الدكتورة سعاد العامري بهذا الإنجاز، مؤكداً أن العمارة تمثل هوية الشعوب وسجل تاريخها، وأن صون التراث العمراني واجب حضاري يعكس احترام الأمم لماضيها ومستقبلها.

وقال سموه في منشور عبر منصة «إكس»:

«نهنئ الفائزة بجائزة نوابغ العرب عن فئة العمارة والتصميم لعام 2025، الدكتورة سعاد العامري من فلسطين، مؤسسة مركز المعمار الشعبي (رواق)، التي قدمت إسهامات رائدة في الحفاظ على التراث المعماري الفلسطيني، وترميم المباني التاريخية وإعادة توظيفها بما يعزز الهوية العمرانية».

وجاء منح الجائزة تقديراً لدور الدكتورة العامري في واحد من أكبر مشاريع التوثيق العمراني في فلسطين، حيث أسهمت في إعداد سجل يضم أكثر من 50 ألف مبنى تاريخي في القرى والبلدات الفلسطينية، إلى جانب إحياء 50 مركزاً تاريخياً، وتدريب الحرفيين على استخدام المواد التقليدية، مع إشراك أهالي القرى في ترميم منازلهم واستعادة قيمتها التاريخية.

وتُعد الدكتورة سعاد العامري مؤسسة ومديرة مركز المعمار الشعبي «رواق»، الذي أسسته عام 1991، وهو مؤسسة غير حكومية تُعنى بالحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني من خلال إعادة إحياء المراكز التاريخية في الريف الفلسطيني. وقد نال «رواق» عدداً من الجوائز العالمية المرموقة، أبرزها جائزة الآغا خان للعمارة عام 2013.

إلى جانب عملها الميداني، قدّمت العامري عشرات الأبحاث والمؤلفات المتخصصة في العمارة الفلسطينية، ووثّقت البيوت التاريخية بدقة شملت الحجر والبلاط والزخارف والمخططات المعمارية. كما ألّفت كتباً بارزة، من بينها «البلاط التقليدي في فلسطين» و«عمارة قرى الكراسي».

وُلدت ونشأت الدكتورة سعاد العامري متنقلة بين عمّان ودمشق وبيروت والقاهرة، قبل أن تستقر في رام الله، ودرّست الهندسة المعمارية في جامعة بيرزيت بين عامي 1982 و1996. وهي حاصلة على شهادة الدكتوراه من جامعة أدنبرة في اسكتلندا، والماجستير من جامعة ميشيغان، وتخصصت في الهندسة المعمارية في الجامعة الأميركية في بيروت.

كما تألقت في مجال الرواية والسرد الأدبي، ووصلت أعمالها إلى العالمية، حيث تُرجمت كتاباتها إلى أكثر من 20 لغة، ما جعلها واحدة من أبرز الأسماء العربية المؤثرة في العمارة والثقافة معاً.

وتأتي جائزة «نوابغ العرب» ضمن مبادرة استراتيجية أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتسليط الضوء على العقول العربية المبدعة، وتكريم إسهاماتها الإنسانية والعلمية، في خطوة تُعد اليوم أعلى تقدير عربي يضاهي أرفع الجوائز العالمية.