مؤتمر "أرينينا" يبحث الحلول الرقمية لإدارة المياه الزراعية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا
القبة نيوز - عقد اتحاد مؤسسات البحوث الزراعية في الشرق الأدنى وشمال أفريقيا (أرينينا)، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، مؤتمره العام السادس عشر اليوم الخميس في عمّان، تحت عنوان "حلول رقمية للمياه في الزراعة: الفرص والاتجاهات في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا".
وأكد الأمين التنفيذي للاتحاد الدكتور رضا الخوالدة أهمية تعزيز العمل الإقليمي المشترك لمواجهة تحديات شح المياه في المنطقة، مشيراً إلى أن التحول الرقمي بات من أبرز الأدوات الواعدة لإدارة الموارد المائية في القطاع الزراعي. وأوضح أن انعقاد المؤتمر يأتي في ظل تزايد الضغوط المائية، وأن شح المياه أصبح واقعاً يؤثر مباشرة على الأمن الغذائي وسبل عيش المزارعين في مختلف دول المنطقة.
وبيّن الخوالدة أن التطور المتسارع في التقنيات الرقمية، مثل الاستشعار عن بعد، والري الدقيق، والخدمات الاستشارية الرقمية، وأنظمة المراقبة الذكية، وتحليل البيانات الضخمة، يسهم في تغيير نمط إدارة المياه في الزراعة، ويوفر أدوات أكثر فعالية لصنّاع القرار والمزارعين والباحثين لتقييم الموارد ووضع السياسات المناسبة. كما أكد استمرار شبكة أرينينا في دعم البحث الزراعي ونشر المعرفة والابتكار بين دول الإقليم، مشدداً على أن التحول الرقمي يتطلب شراكات قوية وبناء قدرات واستثمارات مستدامة والتزاماً جماعياً لتحقيق التقدم. وأعرب عن تقديره للمنظمة على دعمها الدائم وشراكتها في إنجاح المؤتمر.
وأشار إلى أن جلسات المؤتمر ستتناول أحدث الاتجاهات في الحلول الرقمية للمياه، واستعراض التجارب الرائدة، وبحث آليات توسيع تطبيق هذه التقنيات في دول المنطقة، بما يخدم المزارعين، خصوصاً صغارهم الذين يواجهون تحديات كبيرة ناجمة عن شح المياه.
من جانبه، أكد نائب رئيس الاتحاد الدكتور إبراهيم الرواشدة، في كلمة ألقاها نيابة عن رئيس شبكة أرينينا الدكتور حمدان الوهيبي، ضرورة تعزيز تبني التقنيات الرقمية في إدارة المياه الزراعية في إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا. وأوضح أن شعار المؤتمر لهذا العام يأتي في ظل ازدياد حدة التحديات المائية، إذ تُعد المنطقة من أكثر مناطق العالم تأثراً بشح المياه، ما يستدعي التوجه نحو الابتكار الرقمي. وبيّن أن الأدوات الرقمية—ومنها المراقبة الفورية، وتحليلات الأقمار الصناعية، والري الدقيق، والذكاء الاصطناعي، والخدمات الرقمية—باتت لا غنى عنها لتحسين كفاءة استخدام المياه وزيادة الإنتاجية وتعزيز القدرة على مواجهة تغير المناخ.
وأشار الرواشدة إلى أن المؤتمر سيناقش تجارب ناجحة وخطوات عملية لتسريع تبني الحلول الرقمية، داعياً إلى تعزيز التعاون والانفتاح لتحقيق نتائج واضحة على أرض الواقع.
أما ممثل الفاو في الأردن المهندس نبيل عساف، فأكد أن المنطقة تواجه أحد أشد أزمات المياه عالمياً، إذ تسجل أدنى متوسط لنصيب الفرد من المياه، ويعيش أكثر من نصف سكانها تحت ضغط مائي حرج. وأوضح أن تفاقم أزمة المياه يعود إلى اعتماد الزراعة الكبير على الموارد المائية، إذ تستهلك نحو 85% من المياه العذبة، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة وعدم انتظام الهطول واستنزاف المياه الجوفية، ما يضع الأنظمة الغذائية والتنمية الاجتماعية تحت ضغوط متزايدة.
وأضاف عساف أن ضمان مستقبل مستدام للزراعة يتطلب التحول إلى الممارسات الحديثة وتبني الحلول الرقمية المتاحة، مشيراً إلى أن موضوع المؤتمر "التحول الرقمي في الزراعة وإدارة المياه" أصبح ضرورة ملحة. وأكد أن التقنيات الرقمية، مثل المراقبة الحية، وبرامج الري الذكي، ورسم خرائط إنتاجية المياه، توفر مساراً عملياً لتحقيق التوازن بين الأمن المائي واستدامة الإنتاج، عبر إدارة أكثر دقة وكفاءة للموارد المحدودة. وأشار إلى توافق هذا التوجه مع الإطار الاستراتيجي للمنظمة المعتمد على "التحسينات الأربعة": إنتاج أفضل باستخدام التقنيات الذكية، تغذية أفضل عبر السياسات المبنية على البيانات، بيئة أفضل من خلال الإدارة المتكاملة للموارد، وحياة أفضل بدعم المجتمعات الريفية.
وشهد المؤتمر، الذي شارك فيه قادة وخبراء وباحثون متخصصون في الابتكار الزراعي وتعزيز الأمنين الغذائي والمائي، مناقشة العديد من الأوراق والموضوعات، ومنها: الحلول الرقمية التركية للمياه في الزراعة، ورصد الأرض لدعم إدارة المياه الزراعية، ودور الاستشعار عن بعد والذكاء الاصطناعي في التكيف مع تغير المناخ، إضافة إلى الابتكارات الرقمية المستدامة الموجهة للترابط في قطاع المياه، والحلول الرقمية في دول الخليج، والتقنيات الموجهة لأمن المياه، والري الدقيق، والحفاظ على المياه عبر التكنولوجيا الحديثة، ودور الزراعة الذكية في دعم الأمن الغذائي والمائي، إلى جانب حلول رقمية لإدارة الموارد الطبيعية وغيرها من الموضوعات ذات الصلة.
















