منالسياحةإلىالتمكين: عندمايصبحالزائرشريكًافيالتنمية

القبة نيوز- أعد اللقاء – الاء ابو هليل

حيث تلتقي الطبيعة بالرؤية، وتصعد الطموحات مع كل محطة في التلفريك، تُطلِق منطقة عجلون التنموية اليوم مرحلةً جديدة من التحوّل السياحي المُتكامل.

بعد النجاح اللافت الذي حققه تلفريك عجلون كأول تلفريك سياحي في الأردن بإنجاز وطني خالص وتشغيل محلي 100% يُستعدّ حاليًّا لإطلاق خطوة نوعيّة تُعيد تعريف مفهوم السياحة الجبلية في المملكة: التشغيل الليلي، كجزء من خطة تطوير شاملة تشمل البنية التحتية، وتجربة الزائر، والاستدامة الاقتصادية والبيئية.

هذه الخطوة لا تُضيء فقط مسارات التلفريك عند الغروب، بل تُضيء آفاقًا جديدة لتنمية المجتمع المحلي، وتمكين الشباب، وترسيخ عجلون كوجهة سياحية وطنية وعربية متكاملة على مدار العام.

وقال مدير منطقة عجلون التنموية المهندس طارق المعايطةانه عندما انطلق تلفريك عجلون في رحلته الأولى قبل أكثر من عامين، لم تكن الرحلة مقصورة على الصعود من محطة "الغوير" إلى قمة "أويب" فحسب، بل كانت بداية صعود حقيقي لاقتصاد محلي كان بحاجة إلى منصة ومنبر ورؤية اليوم، بات التلفريك الباكورة الأولى لمنطقة عجلون التنموية.

وأضاف ان التلفريك شكل محورًا تنمويًّا متكاملاً، لا يقتصر أثره على استقطاب الزوار، بل يمتد ليُعيد تشكيل العلاقة بين السياحة والمجتمع، والطبيعة والإنتاج، والفرصة والتمكين مشيرا الى ان المنتجات العجلونية المتنوعة والصابون البلدي والحرف اليدوية المعروضة تحمل هوية بصرية موحّدة تعكس أصالة المكان وحداثة التسويق.

وأكد المعايطة أن أكثر من 120 أسرة منتجة من المحافظة باتت تشارك بشكل مباشر في عرض وبيع منتجاتها عبر منافذ التلفريك، بعد خضوعها لبرامج تدريبية في الجودة، التغليف، والتسويق الرقمي، بالشراكة مع وزارة الصناعة والتجارة وجمعيات تنمية المجتمع المحلي.

واضاف ان "الزائر لا يشتري منتجًا فقط، بل يشتري قصة" من خلال البازارالموسميحيثتلتقيالثقافةبالاقتصادولا يكتمل المشهد دون البازار الموسمي، الذي يُقام دورياً عند محطة التلفريك العليا ويُعدّ أحد أبرز الأدوات الداعمة لرؤية المنطقة التنموية.

وبين ان البازار سجل في دورته الأخيرة (ربيع 2025)، مبيعات تجاوزت 180 ألف دينار أردني خلال 10 أيام فقط، 90% منها ذهبت مباشرةً إلى الأسر المشاركة.

واضاف المعايطة أن إطلاق علامة "من عجلون" (From Ajloun) كضمان جودة للمنتجات الزراعية واليدوية، بالتعاون مع المؤسسة الأردنية لتطوير المشاريع الاقتصادية (JEDCO).

وأكد ان باكورة المشاريع التنموية التي عوّل عليها أبناء المحافظة في تعزيز السياحة وخلق فرص العمل وتنشيط الحركة الاقتصادية وبينما تستمر عجلاته بالدوران فوق جمال عجلون الأخضر، يبقى المشروع شاهداً على رؤية واضحة بأن الاستثمار في السياحة هو استثمار في الإنسان والمكان، وخطوة أولى نحو مستقبل تنموي تتطلع إليه عجلون بثقة وثبات.