برد الشتاء يضاعف معاناة أهالي مخيم غزة في جرش ونداءات استغاثة لتأمين وسائل التدفئة
القبة نيوز – جرش – الاء أبو هليل
مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، تتجدد معاناة مئات الأسر في مخيم غزة بمحافظة جرش، الذين يعيشون ظروفًا اقتصادية صعبة تتفاقم كل عام بسبب نقص وسائل التدفئة وارتفاع أسعار المحروقات، ما يجعلهم في مواجهة مباشرة مع البرد القارس دون مقومات كافية للحياة الكريمة.
وقال المواطن أبو أحمد السعدي، أحد سكان المخيم، إنهم يعيشون أوضاعًا صعبة للغاية، خاصة مع تدني الدخل وارتفاع تكاليف المعيشة، مشيرًا إلى أن معظم العائلات غير قادرة على شراء الكاز أو الحطب لتدفئة أطفالها.
وأضاف: "نحن ننتظر فصل الشتاء بقلق، فالمطر خير لكنه علينا نقمة، فبيوتنا متصدعة وسقوفها من الزينكو، والماء يتسرب داخل الغرف."
أما المواطنة أم رائد النمس فتؤكد أن أكثر ما يقلقها هو مرض أطفالها بسبب البرد، وتقول بأسى"الكهرباء مكلفة، والكاز غير متوفر دائمًا، والبطانيات لا تكفي أطفالنا ينامون بملابسهم الشتوية ولا وسيلة لدينا إلا الصبر."
ويشير عدد من الأهالي إلى أن المساعدات التي تصل إلى المخيم غير منتظمة، وأن احتياجات الأسر الفقيرة في الشتاء كبيرة وتشمل المدافئ، الوقود، البطانيات، والملابس الشتوية، مؤكدين أن الوضع المعيشي أصبح أكثر صعوبة مع ارتفاع الأسعار وتراجع فرص العمل.
وقال رئيس لجنة خدمات مخيم جرش خضر العبسي لـ"القبة نيوز" إن اللجنة على اطلاع كامل بالظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها سكان المخيم، خاصة خلال فصل الشتاء، وتعمل جاهدة بالتعاون مع وكالة الغوث والمنظمات المحلية على توفير المساعدات الإنسانية العاجلة.
وأضاف العبسي: "نقوم حاليًا بحصر الأسر الأشد حاجة ضمن برنامج طارئ لتوزيع مدافئ وبطانيات وطرود غذائية، كما نسعى لتنسيق حملات دعم إضافية مع الجمعيات الخيرية والمتبرعين داخل المملكة."
وأكد أن اللجنة تتابع بشكل مستمر مع الجهات المعنية لتحسين واقع البنية التحتية في المخيم، ومعالجة مشاكل تسرب المياه وضعف الصرف الصحي التي تتفاقم في موسم الأمطار.
وختم العبسي حديثه قائلاً: "نناشد جميع المؤسسات الوطنية والخيرية تكثيف جهودها في دعم الأسر الفقيرة، فالأوضاع في المخيم تتطلب تضافر الجهود لحماية العائلات من قسوة الشتاء."
ويبقى سكان مخيم غزة في جرش يأملون بتدخل سريع من الجهات الرسمية والخيرية لتأمين احتياجاتهم الأساسية في هذا الشتاء البارد، وتخفيف معاناتهم التي تتجدد كل عام مع أول قطرة مطر، وسط دعوات لتوفير مشاريع تنموية وفرص عمل تُمكّنهم من مواجهة الحياة بكرامة.
















