كاميرا مراقبة طبيعية: كيف منحت العيون الجانبية الخيول قوة البقاء؟
القبة نيوز - لطالما أثارت عيون الخيول، الواسعة والموجودة على جانبي رأسها، فضول العلماء والمربين على حد سواء. بعيدًا عن كونها مجرد سمة جمالية، يكمن وراء هذا التكوين الفريد قصة تطورية مثيرة عن الصراع من أجل البقاء، تحولت فيها هذه العيون إلى نظام إنذار مبكر متطور أنقذ الخيول من الانقراض على مدى ملايين السنين.
نظام البقاء: عيون ترى كل شيء تقريبًا
تمتلك الخيول ما يشبه "كاميرا مراقبة" طبيعية بزاوية 360 درجة تقريبًا. يمنحها موقع العينين مجالاً بصرياً يصل إلى 350 درجة، مما يسمح لها برصد أي تهديد محتمل – مثل الحيوانات المفترسة – من جميع الجهات تقريبًا دون الحاجة حتى لتحريك رأسها.
توضح الدكتورة سارة بيسانو، الخبيرة في علوم الخيول: "هذا التصميم هو السمة المميزة لحيوانات الفريسة. إنها مسألة حياة أو موت؛ تحتاج إلى أن ترى العالم من حولها بالكامل لتفادي الخطر".
المقايضة: ما تكتسبه الخيول وما تفقده
لكن هذه الميزة الفائقة تأتي بتكلفة. فبينما ترى الخيول العالم من حولها بشكل شبه كامل، فإن لديها منطقتين عمى خطيرتين: المنطقة التي تقع مباشرة خلف ذيلها، وتلك التي تمتد أمام جبهتها مباشرة. وهذا يفسر لماذا قد ينزعج الحصان أو يركل إذا اقترب شخص منه من الخلف فجأة – فهو ببساطة لا يراه.
الأمر الأكثر إثارة هو أن الخيول تفتقر إلى إدراك العمق الحاد الذي نمتلكه نحن البشر. فمجال الرؤية المتقاطعة بين عينيها (الرؤية المجسمة) ضيق جدًا. لتعويض هذا النقص، تقوم الخيول بحركة مستمرة ومميزة برؤوسها – لأعلى ولأسفل ومن جانب إلى آخر – كأنها تقوم بمسح ضوئي متحرك لبيئتها، مما يساعد عقلها على بناء خريطة ثلاثية الأبعاد للمساحة المحيطة.
لماذا تختلف عنا؟
يكمن الجواب في سلسلة الطعام التطورية. لقد تطورت الحيوانات المفترسة، مثلنا، بعيون في مقدمة الوجه لتعظيم الرؤية المجسمة، مما يمكنها من تقدير المسافة بدقة شديدة أثناء مطاردة الفريسة. في المقابل، تطورت الحيوانات التي تُصطاد، مثل الخيول، لتعطي الأولوية للإنذار المبكر والهروب. حتى مع آلاف السنين من التدجين، ظلت هذه السمات العميقة الجذور كما هي، شاهدة على ماضيها البري.















