أسعار الذهب تواصل ارتفاعها عالمياً وتكشف تفاوتاً اقتصادياً بين 15 دولة عربية

القبة نيوز - في ظل الزخم الصعودي القوي الذي تشهده أسواق الذهب العالمية، والذي دفع سعر الأونصة لاختبار مستويات تتجاوز 4,200 دولار، يكشف تحليل شامل لأسعار الذهب في 15 دولة عربية عن سوق متعدد الأوجه، حيث يختلف دور المعدن الأصفر ووظيفته بشكل جذري من منطقة إلى أخرى، ويعكس في جوهره الواقع الاقتصادي والسياسات النقدية لكل دولة.
السوق العالمي يشتعل.. والمحرك الأساسي للأسعار
شهدت أسواق الذهب العالمية يوم الخميس، 16 أكتوبر 2025، أداءً قويًا، حيث تراوحت أسعار الأونصة بين 4,100 و4,250 دولارًا. ويؤكد التحليل الفني أن هذا الأداء في البورصات العالمية هو المحرك الرئيسي لارتفاع الأسعار في الأسواق العربية، خاصة تلك المرتبطة بالدولار، ما يجعل أي تغير عالمي ينعكس فورًا على الأسعار المحلية.
بالدولار.. تقارب سعري رغم اختلاف الظروف
لتقديم رؤية عادلة، تم توحيد سعر غرام الذهب عيار 24 في كل دولة وتحويله إلى الدولار الأميركي، وكانت المفاجأة في التقارب الملحوظ بين الأسعار رغم التفاوت الاقتصادي، حيث تراوح السعر الحقيقي بين 135 و137 دولارًا للغرام:
• السعودية: 135.52 دولار
• الإمارات: 136.19 دولار
• قطر: 135.99 دولار
• الكويت: 136.95 دولار
• الأردن: 136.09 دولار
• مصر: 135.59 دولار
• لبنان: 135.36 دولار
هذا التقارب يبرز أن السعر العالمي لا يزال المرجع الأساسي للذهب، مع اختلافات طفيفة ناتجة عن السياسة النقدية وكفاءة السوق المحلية.
خريطة الذهب العربية: ثلاث مستويات من الأسواق
1. أسواق الخليج (المرآة):
في دول مجلس التعاون الخليجي، تعكس الأسعار المحلية بدقة السعر العالمي بسبب ارتباط العملات بالدولار وكفاءة الأسواق، خاصة في دبي التي تتميز بهوامش ربح ضيقة جدًا بين البيع والشراء، ما يجعلها مرآة حقيقية للسوق العالمي.
2. أسواق شمال إفريقيا (المتقلبة):
في دول مثل مصر والجزائر، تتأثر الأسعار بسعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار، إلى جانب السعر العالمي. في مصر، يظهر مفهوم "دولار الصاغة” غير الرسمي، مما يجعل الذهب مؤشرًا حساسًا للضغوط الاقتصادية المحلية.
3. أسواق المشرق (الملاذ الأخير):
في دول تواجه أزمات اقتصادية حادة مثل لبنان وسوريا، يعمل الذهب كبديل شبه كامل للعملة المحلية. فالأسعار المعلنة بالليرة تعكس سعر الدولار في السوق الموازية، مما يجعل الذهب أداة حيوية للحفاظ على الثروة وسط تدهور العملة.
رؤية مستقبلية: توقعات باستمرار الصعود
استنادًا إلى التحليل الفني الإيجابي للسوق العالمي، من المتوقع أن تظل أسعار الذهب مرتفعة على المدى القصير. وطالما بقيت الأسعار العالمية فوق مستويات الدعم الرئيسية عند 4,100 دولار للأونصة، فمن المرجح أن تحافظ الأسعار المحلية في العالم العربي على قوتها، مع تأثير مضاعف في الدول ذات العملات الأضعف.
ويظل الذهب أداة حماية مالية أساسية للمستثمرين والمستهلكين على حد سواء، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية العالمية.