دراسة من جامعة ستانفورد: التوقيت الصيفي يهدد صحة الإنسان ويزيد خطر السمنة والسكتات الدماغية

القبة نيوز - حذّرت دراسة حديثة صادرة عن جامعة ستانفورد من أن التوقيت الصيفي، الذي يُطبّق في الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن، يتسبب في اضطراب الإيقاع البيولوجي للإنسان، ويرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكتات الدماغية، داعية إلى اعتماد التوقيت القياسي الدائم كخيار صحي ومستدام.
ووفقًا للدراسة، فإن تغيير الساعة مرتين سنويًا يشكّل عبئًا على الساعة البيولوجية للجسم، ويؤثر سلبًا على وظائف حيوية مثل المناعة والطاقة والنوم. وقد استخدم الباحثون نماذج رياضية تربط التعرض للضوء بالإيقاع اليومي، لمقارنة ثلاثة أنظمة زمنية: التوقيت الحالي، التوقيت الصيفي الدائم، والتوقيت القياسي الدائم.
التوقيت القياسي الدائم: الخيار الأكثر صحة
أظهرت النتائج أن التوقيت القياسي الدائم هو الأفضل لصحة الإنسان، إذ يوفّر ضوءًا صباحيًا أكثر ويقلل من التعرض للضوء المسائي، مما يعزز التزامن الطبيعي للجسم مع دورة اليوم. وقال الباحث الرئيس في الدراسة، جيمي زايتزر:
"نحتاج إلى ضوء صباحي أكثر وأضواء مسائية أقل لنكون متزامنين مع اليوم الطبيعي.. التعرض للضوء في أوقات غير مناسبة يضعف الإيقاع البيولوجي، ما يؤثر على جهاز المناعة والطاقة وغيرها من وظائف الجسم.”
وتشير الدراسة إلى أن اعتماد التوقيت القياسي الدائم يمكن أن يقلل من نحو 300 ألف حالة سكتة دماغية و2.6 مليون حالة سمنة سنويًا. أما التوقيت الصيفي الدائم، فرغم تحقيقه بعض الفوائد، إلا أن تأثيره الصحي الإيجابي لا يتجاوز ثلثي الفوائد المحتملة للتوقيت القياسي.
جدل سياسي وصحي حول مشروع قانون "Sunshine Protection Act”
ورغم أن التوقيت الصيفي أُقر رسميًا عام 1966 بهدف توفير الطاقة، إلا أن مؤسسات طبية بارزة، من بينها الجمعية الأمريكية للطب، المؤسسة الوطنية للنوم، وجمعية أبحاث الإيقاعات البيولوجية، تعارض مشروع قانون "Sunshine Protection Act” الذي يقترح جعل التوقيت الصيفي دائمًا، محذّرة من آثاره الصحية على الأطفال والبالغين.
ويؤكد المعارضون أن ضوء المساء الإضافي قد يشجع النشاط بعد العمل، لكنه يؤدي إلى ذهاب الأطفال إلى المدارس في الظلام، ويزيد من معدلات السمنة وأمراض القلب والاكتئاب. في المقابل، يرى مؤيدو التوقيت الصيفي الدائم أنه يساهم في خفض استهلاك الطاقة ويحد من الجريمة.
خلفية تاريخية
تم ابتكار التوقيت الصيفي خلال الحرب العالمية الأولى لتوفير الطاقة، وأُلغي بعد انتهائها، قبل أن يُقره الكونغرس الأمريكي رسميًا عام 1966، مع السماح للولايات بالاستثناء من تطبيقه.