facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

اجتماع عسكري مفاجئ بقيادة ترامب يثير تساؤلات حول توجهات واشنطن العالمية

اجتماع عسكري مفاجئ بقيادة ترامب يثير تساؤلات حول توجهات واشنطن العالمية


القبة نيوز - فرجينيا – في مشهد يعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة، جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب كبار قادة الجيش من مختلف أنحاء العالم داخل قاعدة عسكرية في ولاية فرجينيا، في اجتماع وُصف بالمفاجئ والغني بالرسائل السياسية والعسكرية، وسط تصاعد التوترات مع روسيا والصين.

الاجتماع الذي قاده وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث، جاء في توقيت حساس يشهد مضاعفة إنتاج السلاح الأميركي، وتوجهًا لإعادة فرض النفوذ في آسيا الوسطى، لا سيما عبر بوابة أفغانستان. وقد تخلله إعلان عن إنتاج مقاتلة من الجيل السادس، وإرسال غواصة نووية وُصفت بأنها "الأشد فتكًا”، في رسالة ردع مباشرة لموسكو وبكين.

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال” أن البنتاغون بدأ فعليًا بمضاعفة إنتاج الصواريخ أربع مرات، بعد استنزاف المخزونات نتيجة الدعم العسكري لأوكرانيا وإسرائيل، إلى جانب إنشاء "مجلس تسريع الذخائر”، في خطوة تعكس شعورًا بالعجلة الاستراتيجية.

وفي خطوة رمزية تحمل دلالات أيديولوجية، طرح الوزير الأميركي إعادة تسمية البنتاغون بـ”وزارة الحرب”، ما يعكس توجهًا أكثر صراحة وعدوانية في السياسة الدفاعية الأميركية.

آسيا الوسطى.. ساحة الاشتباك المقبلة

ترى واشنطن أن آسيا الوسطى مرشحة لتكون ساحة الاشتباك الجديدة، في ظل تنافس مشاريع الممرات التجارية بين الصين وروسيا من جهة، والمشروع الأميركي الهندي الخليجي من جهة أخرى. وتعتبر إدارة ترامب أن العودة إلى أفغانستان ضرورة استراتيجية، خاصة مع أهمية قاعدة باغرام الجوية، وغنى البلاد بالمعادن النادرة التي تدخل في صناعة التكنولوجيا المتقدمة.

رسائل الداخل والخارج

أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون، إدموند غريب، علّق على الاجتماع في حديث لـ”سكاي نيوز عربية”، مشيرًا إلى أن الرسائل موجهة للداخل الأميركي لتعزيز صورة ترامب كقائد عسكري حازم، وللخارج كتحذير صريح لروسيا والصين. كما أشار إلى توجهات لإعادة هيكلة الجيش الأميركي وتقليص عدد الجنرالات، في مواجهة ما يعتبره المحافظون ثقافة داخلية "غير ملائمة”.

معضلة الاستنزاف وتغير موازين القوى

غريب حذّر من أن الولايات المتحدة تواجه معضلة استنزاف عسكري، في وقت تضاعف فيه روسيا إنتاجها من الدبابات والصواريخ، وتنسّق مع الصين في مناطق استراتيجية مثل القطب الشمالي والبحر الأحمر. كما أشار إلى أن التخبط في السياسات الأميركية، خاصة في ملف أفغانستان، ساهم في تعزيز التقارب الروسي الصيني، وانضمام إيران إلى هذا المحور، بينما اتخذت الهند مسافة من واشنطن بسبب خلافات تجارية.

الشرق الأوسط والبعد الاقتصادي

الشرق الأوسط حاضر أيضًا في هذا المشهد، حيث أظهرت المواقف الدولية الأخيرة بشأن غزة والضفة الغربية عزلة نسبية للولايات المتحدة. ويرى غريب أن واشنطن تسعى لتعويض هذا التراجع الدبلوماسي عبر تعزيز قوتها العسكرية. لكنه شدد على أن الاقتصاد يبقى العامل الحاسم، إذ لا تكفي القوة العسكرية وحدها لحماية المصالح التجارية، خاصة في ظل سباق عالمي على الموارد والبنى التحتية.

بين الحرب والردع

في المحصلة، تبدو واشنطن ماضية في إعادة رسم استراتيجيتها العسكرية والسياسية، وسط تحولات دولية متسارعة وتوازنات جديدة تتشكل على وقع الصراع بين القوى الكبرى. لكن السؤال يبقى: هل تسعى الولايات المتحدة فعلاً إلى خوض مواجهة مباشرة، أم أنها تكتفي بإرسال رسائل ردع في لعبة النفوذ العالمي؟


تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير