الرقائق الإلكترونية: “نفط العصر الرقمي” وساحة الصراع العالمي الجديد

في قلب الاقتصاد الرقمي العالمي، تتربع شرائح السيليكون المعروفة بـالرقائق الإلكترونية أو أشباه الموصلات، وقد تحولت من مجرد مكونات تقنية إلى مورد استراتيجي بالغ الأهمية، يُطلق عليه اليوم لقب "نفط القرن الحادي والعشرين”، وسط سباق عالمي محموم تقوده الولايات المتحدة والصين، وتسعى فيه القوى الأخرى لتأمين مكانتها في هذا المشهد المصيري.
لماذا تُعد الرقائق نفط العصر الرقمي؟
الرقائق هي العقل المدبّر لكل ما يحيط بنا من أجهزة ذكية، سيارات، مراكز بيانات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. وتنقسم إلى نوعين رئيسيين:
• رقائق الذاكرة: مسؤولة عن تخزين البيانات
• رقائق المنطق: الأكثر تعقيدًا وتكلفة، وتعمل كـ”عقل” الأجهزة
ومع تصاعد سباق الذكاء الاصطناعي، بات الوصول إلى رقائق متقدمة مثل مسرّع H100 من إنفيديا قضية أمن قومي، تحدد مستقبل شركات التكنولوجيا العملاقة مثل "جوجل” و”مايكروسوفت”.
الاستراتيجية الأميركية: احتواء وتوطين
تبنت واشنطن استراتيجية مزدوجة:
• احتواء الصين: عبر قيود صارمة على الصادرات، وإدراج شركات مثل "هواوي” على قوائم الحظر
• توطين الصناعة: من خلال قانون الرقائق وتمويل مصانع محلية، وتحويل "إنتل” إلى "بطل قومي”
الصين ترد: الاكتفاء الذاتي وكسر الحصار
أطلقت بكين استراتيجية وطنية طموحة تشمل:
• استثمارات ضخمة في شركات محلية
• بناء شبكة إنتاج موازية بقيادة "هواوي”
• اختراقات تقنية في الذكاء الاصطناعي بأسعار منافسة
من يسيطر على مصانع العالم؟
رغم أن التكنولوجيا أميركية، فإن التصنيع يتم في شرق آسيا، وتحتكره ثلاث شركات:
الشركةالدولةالدور
TSMCتايوانالرائدة عالميًا
Samsungكوريا الجنوبيةالمنافس الرئيسي
Intelالولايات المتحدةتسعى لاستعادة الريادة
سباق عالمي للاستقلال الرقمي
الصراع الأميركي–الصيني دفع دولًا أخرى إلى دخول السباق:
• الاتحاد الأوروبي: خطة بـ46 مليار دولار لمضاعفة حصته بحلول 2030
• اليابان: استضافة مصانع TSMC وتطوير تقنيات محلية
• الهند والسعودية: استثمارات ضخمة لإنشاء صناعة رقائق وطنية
الخطر الأكبر: شبح الصراع في تايوان
يبقى التهديد الأكبر في احتمال اندلاع نزاع عسكري حول تايوان، ما قد يعزل TSMC عن العالم، ويؤدي إلى شلل في سلاسل التوريد العالمية، ويُدخل الاقتصاد العالمي في أزمة غير مسبوقة.