معرض عمان الدولي للكتاب يكرم ويحتفي بالشخصية الثقافية الدكتور سلطان المعاني

القبة نيوز - احتفى معرض عمان الدولي للكتاب، في ندوة عقدت مساء أمس الجمعة في المركز الأردني للمعارض الدولية بمكة مول، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي، بتكريم الشخصية الثقافية الدكتور سلطان المعاني وذلك لدورته الـ24 لعام 2025.
وتحدث في الندوة الاحتفائية والتكريمية التي حضرها أمين عام وزارة الثقافة الدكتور نضال الأحمد، وأدارها القاص الدكتور مخلد بركات، نخبة من الكتاب والمثقفين الباحثين والأكاديميين وهم؛ الدكتور زهير عبيدات، الباحثة لانا أرناؤوط، الدكتور عمر الفجاوي.
وفي الندوة التي حضرها جمهور كبير، قدم المشاركون شهاداتهم في المحتفى به، مثمنين إسهاماته القيمة في مجالات الآثار والتراث، والأدب، والنقد، واللغات، وتاريخ العرب القديم.
يشار إلى أن الدكتور المعاني هو عالم اللغات السامية المتخرج من جامعة برلين الألمانية، وشغل مناصب أكاديمية وإدارية مرموقة كأستاذ جامعي وعميد ونائب رئيس للعديد من الجامعات، وله عشرات المؤلفات القيمة في البحوث والمؤلفات في الأنثروبولوجيا والأسطورة وتاريخ المكان والإنسان عبر العصور.
وأكد الدكتور عبيدات، أن اختيار الدكتور سلطان المعاني كشخصية العام الثقافية يحمل دلالات عديدة، أبرزها أنه "تكريم للكتاب في أسمى معانيه وللثقافة في أبهى صورها"، مشيرا إلى أن مسيرة الدكتور المعاني جسدت صورة "المثقف العضوي" الذي ينحاز لقضايا الأمة والعدل والحرية.
وقال إن أبرز مميزات مشروع المعاني النقدي والثقافي تتمثل في الأطروحة الثقافية التي تركز على اللقاء الثقافي بشقيه، الهيمنة الثقافية والتكامل الثقافي، وتراوح بين التصادم والذوبان والمقاومة والآفاق الإنسانية، حيث يتطلع المنجز إلى تشكيل وعي إنساني يدفع باتجاه تشكيل ثقافة إنسانية كونية بالبحث عن المشترك الإنساني، وعشق المكان حيث اهتم بالحفريات الأثرية بوصفها منصة للتعارف الثقافي والعبور الثقافي، كما اشتغل بالمكان الأردني خاصة، وربط مسمياته بسياقاتها الثقافية، وكتب عن مدن مثل عمّان ومادبا والكرك بلغة شعرية.
بدوره، أشاد أستاذ الأدب العربي الدكتور الفجاوي، بعمق المنجز العلمي للدكتور المعاني، منوها بما وصفه بـ"التكامل المعرفي" في بحوثه ومصنفاته، حيث لا يستغرب القارئ أن يجده يكتب عن القصة القصيرة في شرقي الأردن، ثم يقدم مقدمات لمعجم جغرافي تاريخي واشتقاقي للأردن، أو يكتب عن المقاربة النقدية بين تحليل النقوش والتفكيكية.
وربط الدكتور الفجاوي عمل المعاني بتقاليد الأسلاف، وذكر غيرته على الأردن ونهوضه بوصية تأصيل لغوي للأماكن الأردنية، حيث نجح في الخروج برسالة دكتوراه عن دراسة اشتقاقية ودلالية لأسماء المواقع الجغرافية في شمالي الأردن.
الباحثة أرناؤوط وفي إطار شهادتها الشخصية، وصفت الدكتور المعاني بأنه لم يكن مجرد مشرف أكاديمي، بل كان أباً ومرشداً، وأن العطاء بلا حدود هو أعظم رسالة يمكن أن يتركها الإنسان.
وأشارت إلى أنه منحها مساحة للبحث العلمي والتطور في هذا الحقل العميق، مستعرضة جزءاً من كتابه الذي يحمل عنوان "أدبيات المكان وذاكرته"، والذي يصف فيه جبل القلعة في عمان.
وفي ختام الندوة، أعرب الدكتور المعاني، عن سعادته وفخره بالوصف الذي قدمه زملاؤه، وشكر وزارة الثقافة واتحاد الناشرين الأردنيين واللجنة الثقافية في معرض عمان الدولي للكتاب لاختياره، مشيراً إلى أن هذا الاختيار جاء مفاجئاً له.
وشدد على أن هذا التكريم ليس محطة شخصية فحسب، بل هو "مسؤولية مضاعفة" تحملّه على أن يبقى وفياً لرسالة الثقافة، لافتا إلى أن هذه الرسالة هي صون للذاكرة الوطنية، وترسيخ قيم النقد والإبداع، والإسهام في بناء مجتمع يؤمن بأن المعرفة هي الحصن المتين في مواجهة التحديات.
وتوجه بالشكر لوالديه، مؤكداً أن الأردن سيبقى "ميدانا حيا للفكر ومنارة يشع نورها بفضل قيادته الهاشمية الحكيمة".
وفي ختام الاحتفائية، كرم أمين عام وزارة الثقافة الدكتور نضال العياصرة، ورئيس اتحاد الناشرين الأردنيين، مدير معرض عمان الدولي للكتاب جبر أبوفارس، والمشاركين في الندوة، كما تم تكريم الدكتور سلطان المعاني.