دكتور محمد عقاب الجوابرة يكتب … "رقبة التكنولوجيا".. خطر صامت يهدد الصغار والكبار
لم يعد أثر الأجهزة الذكية مقتصرًا على عيوننا أو أوقاتنا، بل امتد ليشكّل تهديدًا مباشرًا لسلامة العمود الفقري، في ظاهرة طبية باتت تعرف باسم "رقبة التكنولوجيا" (Tech Neck أو Text Neck).
هذه الحالة تنتج عن الانحناء المتكرر والمطول للرأس إلى الأمام أثناء استخدام الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب، لا سيما عند الجلوس في وضعيات خاطئة لفترات طويلة. ورغم أنها تبدو مشكلة بسيطة في بدايتها، إلا أن آثارها الصحية المزمنة قد تكون بالغة الخطورة.
أعراض تبدأ تدريجيًا وتتفاقم مع الوقت
يشعر المصابون عادة بآلام أو انزعاج في الرقبة، وتيبس في عضلات الرقبة والكتفين، إضافة إلى صداع توتري متكرر. ومع مرور الوقت وغياب العلاج المناسب، قد تتطور الحالة إلى:
تقوس العنق (الحداب العنقي).
تنكس أقراص العمود الفقري بما في ذلك الانزلاق الغضروفي.
ضعف الحركة وخدر في الذراعين.
صداع مزمن وتغير دائم في وضعية الجسم.
الفئات الأكثر عرضة
الأكثر عرضة لهذه المشكلة هم العاملون في المكاتب والمجالات التقنية، إلى جانب الأطفال والمراهقين والطلاب الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات.
التشخيص والعلاج
يعتمد التشخيص على التاريخ المرضي والفحص السريري، وقد يتطلب الأمر إجراء صور شعاعية للعمود الفقري. وتتنوع خيارات العلاج بين:
العلاج الفيزيائي وتمارين التمدد.
الأدوية لتخفيف الأعراض.
وفي الحالات الشديدة، قد يلجأ الأطباء إلى التدخل الجراحي لتصحيح الانحناءات وتقليل الألم.
الوقاية خير من العلاج
يوصي الأطباء بضرورة تبني سلوكيات صحية للوقاية من هذه المشكلة، أبرزها:
تعديل وضعية الجلوس أثناء الدراسة والعمل.
تحسين بيئة العمل المدرسي والمكتبي.
ممارسة النشاط البدني بانتظام.
أخذ فترات استراحة متكررة أثناء استخدام الأجهزة.
تقليل ساعات التسلية والألعاب الإلكترونية، خاصة للأطفال.
إنها رسالة تحذيرية للأهالي قبل كل شيء: انتبهوا إلى وضعية جلوس أبنائكم، فالإهمال قد يقودهم إلى مشكلات هيكلية مزمنة يصعب علاجها.
دمتم بصحة وعافية.
تابعوا القبة نيوز على 
