القبة نيوز - تستعد جمهورية التشيك لمناسبة استثنائية تشغل الرأي العام المحلي والدولي على حد سواء: فتح رسالة غامضة يُعتقد أنها تحمل الكلمات الأخيرة لتوماش غاريغ ماساريك، أول رئيس لتشيكوسلوفاكيا، والتي ظلت مختومة لعقود طويلة.

الرسالة كتبت على ما يبدو في لحظات الوداع الأخيرة، حيث قام ابنه يان بتدوين كلمات والده قبل وفاته في سبتمبر 1937. ومع وفاة يان في ظروف غامضة عقب انقلاب سوفيتي عام 1948، انتقلت الرسالة إلى سكرتيرته أنتونينا سوم، التي ضمنت الحفاظ عليها حتى تُنقل إلى الأرشيف الوطني التشيكي عام 2005 مع شرط إبقائها مغلقة لعقود طويلة.

في 19 سبتمبر، ستُكشف الكلمات أمام الجمهور ومسؤولين كبار في مراسم رسمية تقام في قصر "لاني" غرب براغ. هذا الحدث لا يُعتبر مجرد كشف عن وثيقة تاريخية، بل لحظة مواجهة مباشرة مع إرث الأب المؤسس للدولة الحديثة، وسط ترقب شعبي واسع، يكتنفه الفضول والتكهنات.

الفضول لا يقتصر على المؤرخين فقط: هل ستحتوي الرسالة على تحذيرات سياسية عن مستقبل البلاد؟ أم أنها كلمات إنسانية وعائلية شخصية تعكس الجانب الإنساني للرئيس الراحل؟ حتى طلاب المدارس أبدعوا في تخميناتهم، متوقعين أن تكون الرسالة مزيجًا من نصائح عائلية وأسرار شخصية وربما رؤى تاريخية.

سواء كانت الكلمات الأخيرة نصائح سياسية، أم رسالة شخصية، فإن فتحها يمثل فرصة نادرة للتأمل في إرث ماساريك، ويعيد إحياء الذكرى التاريخية لرجل شكل بداية دولة بأكملها. بالنسبة للتشيكيين، ليست مجرد ورقة محفوظة، بل رحلة عبر الزمن إلى قلب الأحداث التي شكلت حاضرهم ومستقبلهم.