أزمة صناعة السيارات الكهربائية في الصين تهدد التفوق العالمي

القبة نيوز - تشهد صناعة السيارات في الصين، التي كانت تعدّ نموذجًا للابتكار والتفوق في مجال السيارات الكهربائية، حالة من التراجع والاضطراب الحاد. فقد أظهرت تقارير حديثة أن الإنتاج الفعلي للمصانع لا يتجاوز نصف الطاقة الإنتاجية المتاحة، مما يؤدي إلى فائض هائل من السيارات المتكدسة في المعارض والمستودعات.
الفائض وتأثيره على السوق
الأزمة الحالية سببها جزئيًا السياسات الحكومية التي ركزت على تحقيق أهداف إنتاجية بعيدة عن احتياجات السوق الفعلية. نتيجة لذلك، يتراكم المخزون بشكل غير مسبوق، ويضطر التجار أحيانًا للجوء إلى أساليب مشكوك فيها، مثل بيع السيارات بأسعار منخفضة جدًا أو تسجيلها كـ "مباعة" للحصول على دعم حكومي، ثم إعادة بيعها في السوق الرمادي.
دعم حكومي يفاقم المشكلة
رغم وجود هذا الفائض، تواصل بعض الحكومات المحلية تقديم الدعم والمزايا لجذب مصانع سيارات كهربائية جديدة، ما يزيد من تعقيد الأزمة. السوق يضم اليوم أكثر من 120 علامة تجارية محلية للسيارات الكهربائية والهجينة، ومن المتوقع أن تفشل معظمها في مواجهة المنافسة الشرسة، بينما ستبقى بعض الشركات الكبرى مثل "بي واي دي" و"جيلي" بعد عمليات دمج محتملة.
انعكاس الأزمة على الأسواق العالمية
الأزمة لا تقتصر على الداخل الصيني، بل بدأت الشركات الأجنبية تفقد حصصها في السوق، فيما تتجه الأسواق العالمية لاستقبال موجة من السيارات الكهربائية الصينية بأسعار منخفضة. وعلى الرغم من اعتراف السلطات الصينية بالمشكلة، يبدو أن الحلول الشاملة ما تزال بعيدة المنال، حيث يظل صانعو القرار والصناعة في دورة توسع غير مربح.