القبة نيوز - كتب نضال المجالي : 

​في تاريخنا العسكري الحافل، لا تُكتب أسماء الرجال العظماء بالحبر، بل تُنحت في ذاكرة الوطن وأجياله. إنهم قادة لا يتركون مجرد بصمة عابرة، بل يزرعون قيم الشجاعة والقدوة في النفوس، تجسيدًا لرؤى وتطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين في بناء الأردن القوي المنيع. ومن هؤلاء القادة الاستثنائيين، يبرز اسم العميد الركن محمد أمين المعايطة، المعروف بين رفاقه بلقب "الباشا".

​لم يكن الباشا قائدًا يصدر الأوامر من وراء المكاتب، بل كان دائمًا في طليعة الميدان، يقتحم المخاطر ويتقدم الصفوف في أصعب المهمات والمداهمات. إن شهادات رفاقه، الذين خاضوا معه غمار الواجب، تروي قصصًا عن التضحية التي لا تعرف حدودًا؛ فقد كان يضع نفسه درعًا بشريًا، يقي به جنوده من أي خطر. لم يكن الخطر بالنسبة له إلا حافزًا للمضي قُدمًا، ليضمن سلامة كل من يقف خلفه، فكان أول الواصلين وأشد المدافعين.

​إن ما يميز القائد الحقيقي ليس فقط بسالته في المواقف العصيبة، بل إنسانيته التي تلامس القلوب. لقد كان الباشا محمد المعايطة تجسيدًا حيًا لهذه القيم، فلم يعرف في قاموسه العسكري أي فرق بين جندي وضابط، فالجميع بالنسبة له أبناء أسرة واحدة يجمعهم قسم الولاء للوطن والواجب المقدس. هذا المبدأ الراسخ لم يرسّخ في نفوس جنوده سوى الانتماء المطلق والاحترام العميق، وجعلهم ينظرون إليه كأبٍ قبل أن يكون قائدًا.

​لقد نشأ الباشا المعايطة على قيم الوفاء للأرض والإخلاص للعرش الهاشمي، وكانت تضحيته في الميدان فداءً للجميع. هو مثالٌ يحتذى به في القيادة بالقدوة لا بالأوامر، ويغرس في النفوس الشجاعة بالفعل لا بالخطابات. إنه قائدٌ يترجم أقوال جلالة الملك في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره إلى أفعالٍ بطولية، ويحقق رؤية سمو ولي العهد في بناء جيل من الشجعان.

​لذلك، عندما نتحدث عن رجالٍ ترفع لهم الهامات، فإن اسم العميد محمد أمين المعايطة يلمع كالنجمة في سماء الأردن. إنه القائد الذي لم يحمل رتبته على كتفيه فحسب، بل حمل الوطن في قلبه وعقله، وجعل من نفسه فداءً لزملائه وأرضه.

​حفظ الله الأردن، أرض الأحرار، وحفظ الله قيادتنا الهاشمية.