موجة حرّ تاريخية تضرب الأردن.. 49.6 مئوية وليالٍ بلا انفاس

القبة نيوز - كشفت بيانات إدارة الأرصاد الجوية عن تميّز شهر آب الماضي بطابع مناخي استثنائي، حيث شهدت المملكة موجة حرّ شديدة اعتبرت الأشد في السجل المناخي الأردني، تخللتها حالات من عدم الاستقرار الجوي أدّت إلى هطولات مطرية غزيرة في بعض المناطق.
وأوضحت إدارة الأرصاد في بيانٍ حديث أن الشهر بدأ وأنتهى بفترة من الطقس الصيفي المعتدل إلى الحار نسبيًا في معظم المناطق، خاصة في مناطق الأغوار والبحر الميت والعقبة، نتيجة تأثر المملكة بامتداد مرتفع جوي، لكن الوضع تحوّل جذريًا خلال الفترة من 7 إلى 15 آب، مع دخول كتلة هوائية حارة جدًا مرتبطة بامتداد منخفض سطحي حراري.
وأشار البيان إلى أن هذه الكتلة تسبّبت بموجة حرّ غير مسبوقة استمرت سبعة أيام متتالية، خلالها سادت أجواء شديدة الحرارة نهارًا وحارة جدًا ليلاً، وتخطّت درجات الحرارة العظمى معدلاتها العامة بفارق بلغ بين 6 و12 درجة مئوية.
وبلغت ذروة الموجة الحرارية بين 10 و13 آب، حيث سُجّلت أرقام قياسية جديدة في عدد من محطات الرصد، كان أبرزها **49.6 مئوية** في مطار الملك حسين الدولي (العقبة)، في حين سجّلت منطقة الأزرق الجنوبي 47.5 مئوية، والزرقاء 45.2 مئوية، ومطار الملكة علياء الدولي 44.6 مئوية – جميعها في 13 آب.
ولم تقتصر الاستثنائية على النهار فقط، بل امتدت إلى الليل، حيث سُجّلت درجات حرارة صغرى قياسية، تُعدّ من الأعلى في تاريخ المملكة، أبرزها **35.5 مئوية في غور الصافي**، و35 مئوية في مطار الملك حسين، و32 مئوية في الزرقاء، و31.8 مئوية في مطار عمان المدني – جميعها في اليوم نفسه، ما يعني أن الليل لم يُقدّم أي تخفيف يُذكر من شدة الحر.
كما شهدت المملكة بين 10 و13 آب حالات من عدم الاستقرار الجوي، نتج عنها زخات مطر متفرقة، كانت غزيرة أحيانًا في جنوب وشرق المملكة، ترافقت مع الرعد وتشكّل السيول في بعض الأودية والمناطق المنخفضة، في مشهد نادر يعكس تقلّب الطقس الحاد.
وأكدت الأرصاد أن هذه الظواهر تأتي في سياق التغيرات المناخية المتسارعة التي تشهدها المنطقة، داعية إلى أهمية التكيّف مع الظروف المتطرفة واتخاذ الإجراءات الوقائية خلال فترات الذروة الحرارية.