القبة نيوز - في ظل تحولات لوجستية وتخطيط مستقبلي طموح، تعيش بورصة الزهور في العاصمة عمّان حالة من الترقب، بعد نقلها مؤقتًا إلى مجمع رغدان السياحي عقب هدم موقعها السابق في حدائق الملك عبدالله الأول، ضمن خطة أمانة عمّان الكبرى لإعادة تأهيل الموقع وإقامة مشروع جديد أكثر حداثة وملاءمة للقطاع.

العدوان: البورصة مؤقتًا في "رغدان” وخطة لنقلة نوعية في "غمدان”

المهندس عبد المجيد العدوان، المدير التنفيذي للأسواق في أمانة عمان الكبرى، أوضح في تصريحات عبر "برنامج الوكيل” على راديو "هلا” أن الموقع الجديد مؤمّن أمنيًا لكنه "ليس الأنسب” لتجارة الزهور التي تحتاج لبيئة خاصة من التبريد والمعايير اللوجستية. وأضاف أن الأمانة بصدد إنشاء نواة لبورصة زهور عالمية بمحاذاة متنزه غمدان، نظرًا لقربه من المرافق الحيوية والمنافذ الحدودية، ما يمنح المشروع طابعًا دوليًا وتنافسيًا.

وأشار العدوان إلى أن عدد التجار في الموقع المؤقت ارتفع من أربعة إلى تسعة، إضافة إلى محلين للإكسسوارات، مؤكدًا أن الأمانة قامت بإعادة تأهيل المكان، وقدّمت إعفاءات من الإيجارات وفواتير الكهرباء والمياه دعمًا للتجار.

كما أوضح أن التكييف سيتم تشغيله بالكامل خلال الأيام المقبلة، بالتوازي مع العمل الحثيث على إطلاق نواة البورصة العالمية، مشيرًا إلى أن بورصات الزهور في العالم لا تتجاوز ثلاث دول: الأردن، وتركيا، وهولندا.

الغلاييني: "رغدان لا يصلح لزهور تمثل هوية الأردن الجمالية”

من جانبه، أكد مازن الغلاييني، رئيس جمعية أزهار القطف ونباتات الزينة، أن البورصة التي كانت تعمل منذ نحو عشرين عامًا في حدائق الملك عبدالله الأول، كانت الوحيدة من نوعها في الشرق الأوسط، لكنها اليوم تعيش ظروفًا صعبة في موقع لا يليق بقطاع الزهور.

ولفت إلى أن "كراجات رغدان” لا تمتلك بنية تحتية تناسب طبيعة المنتج، خصوصًا مع افتقارها لأنظمة التبريد، ما يؤدي إلى ذبول الزهور في غضون ساعة، وتلفها خلال بضع ساعات، مهددًا التجار بخسائر فادحة، خاصة في مواسم الأعياد والمناسبات.

ما بين الرؤية والطموح… الزهور بانتظار "التربة الخصبة”

القطاع اليوم يقف أمام مفترق طرق: بين حلول مؤقتة لا تلبي الحد الأدنى من التطلعات، وخطط استراتيجية طموحة قد تُعيد تموضع الأردن كمركز إقليمي لتجارة الزهور، وتُثمر عن نهضة اقتصادية في سوق يحتضن الجمال كمنتج اقتصادي، لا مجرد سلعة زينة.